استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الفلسطينيون متشائمون

الأحد 22 سبتمبر 2019 01:34 م

  • «التشاؤم» مفتاح فهم مزاج الفلسطينيين بالضفة وغزة.. تشاؤم شامل يلامس حياتهم.
  • تآكل الثقة بالسلطة وعدم رضى عن أداء الرئيس والمؤسسات المختلفة بأوضح ما تكون.
  • الفلسطينيون متشائمون حيال إنهاء الانقسام واستئناف المصالحة واستعادة وحدتهم الوطنية.
  • موجة تفاؤل بحكومة اشتية تبددت سريعا وحلت محلها موجة تشاؤم بالمستقبل وبقدرة الحكومة على مجابهة تحدياته.
  • لا يقين من الحصول على محاكمة عادلة لمن يجد نفسه في قفص العدالة وأغلبية تشكو فساد القضاء وعدم استقلاله مزاجيته.
  • ثلثا المُستطلعين يرون الزحف الاستيطاني قضى على مشروع «حل الدولتين» وجعل من المتعذر إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

*     *     *

«التشاؤم»، هي الكلمة المفتاح في فهم المزاج الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية، وبالأخص في قطاع غزة. التشاؤم شامل هذه المرة، ويكاد يلامس مختلف مناحي حياة الفلسطينيين، وقد جاءت نتائج الاستطلاع الأخير (12 – 14 سبتمبر/أيلول الجاري) الذي أجراه مركز البحوث المسحية الفلسطينية، لتعطي صورة رقمية عن حجم هذا التشاؤم وأشكاله وميدانيه.

ثلثا المُستطلعة آراؤهم تقريباً (63%) باتوا على قناعة بأن الزحف الاستيطاني الإسرائيلي قد قضى على مشروع «حل الدولتين»، وجعل من المتعذر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة. أدى ذلك، إلى رفض 56% منهم لفكرة «حل الدولتين» مقابل 42% ما زالوا على تأييدهم لها.

نصف الفلسطينيين تقريباً (49%)، يعتقدون أن السلطة باتت عبئاً عليهم وعلى قضيتهم الوطنية، مقابل (46%) ما زالوا يعتبرونها إنجازاً، أدى هذا الإحساس إلى ارتفاع الأصوات المؤيدة لحل السلطة الفلسطينية (40%).

مستوى الثقة بأداء السلطة والقوى الفلسطينية في تآكل مستمر. وحالة عدم الرضى عن أداء الرئيس والمؤسسات المختلفة، بدت في هذا الاستطلاع على أوضح ما تكون.

%60 من الفلسطينيين غير راضين عن أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 61% يطالبون باستقالته. أكثر من ثلاثة أرباع العينة (78%) غير مقتنعين بجدية قراره بالأخير تعليق العمل بالاتفاقات المبرمة مع إسرائيل، و (75%) يرون أنه مناورة لا أكثر. حتى الفلسطينيين أنفسهم باتوا غير مقتنعين بجدية التهديدات الفلسطينية المتكررة، فكيف هو حال إسرائيل والمجتمع الدولي.

الثقة بحكومة الدكتور محمد اشتية تآكلت بسرعة، حتى أن شريحة من (32% – 50%) باتت ترى أن هذه الحكومة أسوأ من سابقتها. 61% يعتقدون أنه لن ينجح في تحقيق المصالحة، و58% يعتقدون أنه لن يجري انتخابات عامة رئاسية وتشريعية.

و60% يعتقدون أنه لن ينجح في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية ... موجة التفاؤل بحكومة اشتية تبددت سريعاً، وحلت محلها موجة تشاؤم بالمستقبل، وبقدرة الحكومة على مجابهة تحدياته.

القضاء بدوره لم يسلم من أزمة «فجوة الثقة». 60% قالوا إنهم غير متأكدين من حصولهم على محاكمة عادلة في حال وجدوا أنفسهم في قفص العدالة. 63% قالوا إن ثمة فساد في القضاء وأنه غير مستقل، وأنه يعمل أحياناً بـ»الهوى والمزاج».

الفلسطينيون غير متفائلين بإمكانية إجراء انتخابات رئاسية و/أو تشريعية، إذ قال نصف أفراد العينة تقريباً (49%) أنها لن تجري ... وقال 61% أن حكومة اشتية لن تنجح في إجرائها.

الفلسطينيون متشائمون حيال إمكانية إنهاء الانقسام واستئناف المصالحة واستعادة وحدتهم الوطنية. فـ67% منهم قالوا إنهم غير متفائلين بالمصالحة... وقبلها توقعت غالبيتهم فشل الحكومة في تحقيق هذه المهمة.

 أكثر من نصف أعضاء العينة (52%) أبدوا تشاؤماً حيال إمكانية توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق تهدئة طويل الأجل.

مناخات سلبية متشائمة سيطرت على الفلسطينيين عشية الانتخابات الإسرائيلية، صورة إسرائيل لديهم تزداد «قتامة». أكثر بقليل من نصف العينة (52%) توقع فوز اليمين في انتخابات الكنيست الـ22 التي جرت في السابع عشر من سبتمبر/أيلول الجاري.

أقل من نصفها بقليل (48%) لا يؤيد مشاركة القائمة العربية المشتركة في أي حكومة إسرائيلية جديدة، وأقل من هذه النسبة بقليل (46%) مضت إلى رفض مشاركة فلسطينيي 48 في انتخابات الكنيست ذاته.

أدى ذلك، إلى تنامي الرغبة في ترك البلاد والهجرة للخارج، وهذه فكرة تداعب مخيلة ثلث الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة، ودائماً لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية.

هذه المعطيات، لا يكترث بها المسؤولون، وهي لا تروق لأصحاب الشعارات البرّاقة الذين يخاطبون جمهوراً افتراضياً مفصلاً على مقاساتهم ... هي ما يحتاج إلى قراءة رقمية معمقة، وحسناً فعل خليل الشقاقي إذ وفّر لنا قاعدة بيانات يمكن الركون إليها.

  • عريب الرنتاوي - كاتب صحفي أردن

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية