الحركة المدنية بمصر تحذر من تراكم الغضب في الشارع

الاثنين 23 سبتمبر 2019 11:13 م

قالت "الحركة المدنية الديمقراطية" في مصر، إن مخزونا متراكما من الغضب تكون سريعا خلال الأسابيع الماضية، وعبر عن نفسه في المظاهرات السلمية التي شهدتها القاهرة وعدة محافظات، منذ الجمعة الماضي، محذرة من انفجار قريب.

وتضم "الحركة المدنية الديمقراطية" في صفوفها 7 أحزاب مصرية معارضة، هي "تيار الكرامة"، و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"الدستور"، و"المصري الديمقراطي الاجتماعي"، و"العدل"، و"الإصلاح والتنمية".

وقالت الحركة، في بيان، إنها "سبق أن حذرت الحركة من مصادرة الحريات، وتزايد أعباء الأزمة الاقتصادية وتبديد الموارد، وزيادة ممارسات الفساد، وارتفاع الدين العام".

وأكدت أن "تجريف المجال السياسي، وتزايد قمع المعارضين والمحتجين سلمياً، لا يوفرا أمناً ولا استقراراً، وأن تصفية الحياة السياسية هي التهديد الأكبر للأمن، وأن رفع القيود على الحريات وإشاعة العدل يفتح الطريق لجذب حركات الاحتجاج إلى مسارات سلمية ديمقراطية للتغيير، بدلا من تغذية روافد التطرّف والعنف والإرهاب".

وأشار البيان إلى أن السلطات واجهت تلك التحذيرات بأشكال من الحصار والتشويه والترويع للحركة المدنية، بلغت مستويات جديدة بالقبض على "زياد العليمي" و"حسام مؤنس"، وهما من أبرز قيادات حزبي "المصري الديمقراطي الاجتماعي" و"الكرامة"، ولإحباط التوجه نحو بناء تحالف سياسي - انتخابي.

وزاد: "من المؤسف أنه حدث أيضا أثناء اجتماعها أمس الأحد أنها تلقت أنباء عن القبض على عبدالعزيز الحسيني نائب رئيس حزب تيار الكرامة، وعبدالناصر إسماعيل نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي".

ورأت الحركة أن "هذا التصعيد مع حملة القبض على المتظاهرين السلميين يكرر نفس التوجهات التي قادت إلى التعبير الغاضب، وأن مواجهة الأوضاع الخطيرة في البلاد تحتاج معالجة سياسية رشيدة تقرأ دروس كل ما جرى، وتراجع القبضة الامنية المنفلتة لصالح العقل الرشيد".

وأكدت على "ضرورة تجنيب البلاد صداما بين المواطنين المحتجين وقوات الأمن، فالوطن هو الخاسر من مثل هذا الصدام".

ودعت إلى "حوار وطني مجتمعي شامل لبحث الأزمة بكل جوانبها الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، وبلورة بدائل تفتح طريق تغيير ديمقراطي سلمي يفتح للشعب طريق الأمل".

كما دعت إلى "اجتماع عاجل للجمعية العمومية للحركة المدنية بكل مكوناتها من علماء وقضاة ومحامين وعمال وأطباء ومهندسين ومثقفين وأساتذة جامعات وطلبة وفنانين، ممن وقعوا على بيانها التأسيسي الذي بلوره شعار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة المرتكزة على حقوق المواطنة الكاملة المتساوية ودولة القانون والعدالة والمساواة وعدم التمييز".

وتقدمت الحركة بعدة مطالب بينها "الإفراج الفوري عن سجناء الرأي المحبوسين احتياطيا، وعن المواطنين الذين تم اعتقالهم لمشاركتهم في المظاهرات السلمية التي شهدتها عدة مدن في الأيام الأخيرة وإصدار تشريع بالعفو الشامل عن سجناء الرأي".

كما طالبت الحركة "برفع الحجب عن المواقع الإعلامية المحظورة وانفتاح أجهزة الإعلام المملوكة للدولة على كل تيارات المجتمع وتأكيد الحق في التعددية والتنوع، ورفع كل أشكال حصار الأحزاب ومصادرة التنظيم النقابي المستقل واحترام المبادئ الخاصة باستقلال السلطة القضائية واستقلال الجامعات وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية ومواد الدستور الخاصة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية شاملة حقوق الاجتماع والإضراب والاعتصام والتظاهر السلمي".

ودعت الحركة السلطات المصرية إلى "فتح تحقيق شامل في كل ما أثير من وقائع الفساد ومحاكمة المسؤولين عنه والمتورطين فيه وتعزيز دور الأجهزة الرقابية وتأكيد استقلال عملها بعيدا عن هيمنة السلطة التنفيذية، وإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد وإلغاء التشريعات التي تشكل بيئته الحاضنة، وإصدار قانون حماية الشهود والمبلغين".

وعبرت الحركة عن "تقدير الدور العظيم للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن ووحدة وقدسية أراضيه وعدم الزج بها في مواضع شبهات وفي تجاذبات السياسة والاقتصاد تأكيدا لمكانتها والتفاف الشعب حولها"

وطالبت "بإجراء انتخابات المجالس النيابية المختلفة بنظام القوائم النسبية المفتوحة غير المشروطة، وسرعة وأولوية إجراء انتخابات المجالس المحلية المعطلة وعدم تدخل أجهزة الدولة لصالح المولاة، الأمر الذي يضعف دور هذه المجالس الرقابي والتشريعي معا".

ودعا البيان إلى "إعادة النظر في السياسات الاقتصادية و الاجتماعية المتبعة بضبط الإنفاق العام ووقف التبديد بالإنفاق على مشروعات غير مجدية وغير منتجة، والتركيز على المشروعات الإنتاجية، في الصناعة والزراعة، والالتزام بنهج العدالة الاجتماعية بمراجعة ملف الدعم وإصلاح النظام الضريبي".

وأكدت الحركة أنها "ستواصل عملها من أجل تحقيق تغيير شامل يستجيب لأحلام الشعب وشعارات ثورة يناير في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية على قاعدة حقوق المواطنة الكاملة المتساوية وبأولوية لإشباع الاحتياجات الأساسية للشعب عن يقين بأن تحقيق هذه الأهداف هو ما ينهض بالأمم وهو ركيزة الأمن والاستقرار".

وتشهد مصر، هذه الأيام، تصاعدا لحملات اعتقالات عشوائية طالت حقوقيين وسياسيين، وناشطين ومواطنين من الشوارع، على خلفية اندلاع تظاهرات ضد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، استجابة لدعوات أطلقها الفنان والمقاول المصري "محمد علي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحركة المدنية الديمقراطية مظاهرات سبتمبر عبدالفتاح السيسي