استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إيران بين هجمات أبقيق واجتماعات نيويورك

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 08:55 ص

  • الرياض وأبوظبي تتخليان عن خيار دعم ضربة أمريكية لإيران.
  • الإيرانيون درسوا جيدا السلوك السياسي من حولهم خلال الفترة الماضية.
  • الإيرانيون وإن كانوا يمارسون اللعبة بمهارة إلا إنهم يرقصون على حافة الهاوية.
  • ترى إيران أن خيار التصعيد بشكل مدروس هو الأفضل لكن ماذا يمكن أن تحقق من هذا التصعيد؟
  • غياب توافق دولي حول استهداف إيران جعل ترامب يقف منفرداً بين قوى العالم في خطابه الحاد تجاه إيران.
  • الغرب يعتبر هجمات استهدفت المنشآت النفطية السعودية تصعيدا إيرانيا خطيرا يغير قواعد اللعبة بالمنطقة.

*     *     *

رغم النفي الإيراني المستمر، إلا أن الغرب بات يتعامل مع الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية على أنها تصعيد إيراني خطير يغير قواعد اللعبة في المنطقة، هذه الهجمات أوقفت نصف الإنتاج السعودي من النفط وكشفت هشاشة الوضع الأمني لقطاع الطاقة في المنطقة بشكل عام.

كما أوضحت أن طهران مستعدة لتجاوز الخطوط الحمراء حيال أمن الطاقة العالمي، لكن عوض أن ينتج عن ذلك رد حاسم ضد إيران نجد العكس تماماً، روحاني يصل نيويورك هذا الأسبوع ويلتقي قادة غربيين وجل تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية تدور حول تجنب الحرب مع إيران. فكيف يمكن تفسير ذلك؟.

رغم أن هذا التصعيد الإيراني يعتبر مغامرة شديدة الخطورة إلا أنه من الواضح أن الإيرانيين درسوا جيدا السلوك السياسي لمن حولهم خلال الفترة الماضية، ووصلوا لثلاث نتائج رئيسية:

- الأولى أن الرئيس الأمريكي ترامب لا يريد الحرب وسيتجنبها بكل السبل الممكنة، خاصة وهو يقترب أكثر فأكثر من الانتخابات الرئاسية، وبالتالي إذا تجنبت طهران استهداف مواطني أمريكا وجنودها بتصعيدها العسكري فلا يتصور أن تقدم واشنطن على أكثر من عقوبات اقتصادية جديدة.

- الثانية غياب توافق دولي حول استهداف إيران والواضح أن ترامب يقف منفرداً بين القوى العالمية في الخطاب الحاد تجاه إيران، حتى بريطانيا التي انبرى رئيس وزرائها ليتهم إيران بشكل مباشر بالمسؤولية عن الهجمات قبلت بالإفراج عن السفينة التي تحمل النفط الإيراني في جبل طارق في مواجهة مباشرة لموقف واشنطن، وبالتالي يضعف ذلك من موقف ترامب وصقور إدارته إذا ما أرادوا اتخاذ موقف حازم من طهران.

- الثالثة أن الرياض وأبوظبي تخليتا عن خيار دعم ضربة أمريكية لإيران: أولاً لأن التجربة السابقة أقنعت العاصمتين أن ترامب لا يعول عليه في خيار مواجهة، وثانياً تستشعر الدولتان تهديداً حقيقياً لمصالحهما اضطرهما لتخفيف حدة الخطاب تجاه إيران، وبناء على هذا الواقع قررت طهران أن خيار التصعيد بهذا الشكل المدروس هو الأفضل، ولكن ماذا يمكن لإيران أن تحقق من خلال هذا التصعيد؟

يبدو أن صانع القرار الإيراني يراهن على أن رغبة الرئيس الأمريكي في الوصول لتهدئة قبل الانتخابات والحصول على لقاء مع روحاني مماثل لذلك الذي تم مع الرئيس الكوري الشمالي ستمكن من إعادة الاستثناءات للعقوبات.

فيعود النفط الإيراني ليتدفق عبر العالم ويعود بالدولارات التي تحتاجها طهران بشدة في إطار الحفاظ على اقتصادها المهدد بالانهيار والإبقاء على وجودها الاستراتيجي الخارجي.

ولأن طهران لا تريد أكثر من 6 أشهر أخرى تمكنها من ترتيب وضعها الداخلي وإعادة التموضع في الصراع مع واشنطن فهي مستعدة لاتفاق مؤقت بانتظار إما تغير الإدارة في واشنطن أو تغير الموقف الإقليمي.

وبشكل عام اعتاد الإيرانيون على اللعب على الوقت، لكن ذلك لا يقلل من خطورة الوضع الذي تعيشه المنطقة اليوم، فإيران وإن كانت تمارس اللعبة بمهارة إلا إنها ترقص على حافة الهاوية؛ رصاصة طائشة واحدة بإمكانها أن تشعل المنطقة في لحظات.

د. ماجد محمد الأنصاري - أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

ماكرون وجونسون يحثان روحاني على الاجتماع بترامب