في 30 سبتمبر/أيلول 2000، انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطنية الثانية، عقب بث جريمة الاحتلال بقتل "محمد الدرة"، الذي تحول إلى أيقونة فلسطينية، هزت ضمير العالم، وكشف عن مدى جرم ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق الرصاص بدم بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال.
وبعد 19 عاما، من استشهاد "الدرة"، الذي اغتيل أمام كاميرات العالم في بث حي، دون أن يكمل عامه الثاني عشر، لا تزال أسباب الانتفاضة قائمة.
انتفض الفلسطينيون، في أعقاب اقتحام "أرئيل شارون" (وزير الدفاع حينها)، لباحات المسجد الأقصى برفقة حراسه، يوم 28 سبتمبر/أيلول.
وحينها تجوّل "شارون"، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، وهو ما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين.
وأدى استفزاز "شارون"، إلى تصدي الفلسطينيين لاقتحامه، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن استشهاد 7 مواطنين وإصابة 250، في اليوم الأول من الانتفاضة، إلى جانب إصابة 13 جنديًا إسرائيليًا.
وامتدت المواجهات من باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، إلى كافة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي اليوم التالي، ومع استمرار الغضب، وبينما كان الطفل "محمد" يسير مع والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، فوجئا بوقوعهما تحت نيران إسرائيلية، فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي.
حاول الأب "جمال" يائسا، أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب "محمد" بأول طلقة في رجله اليمنى، وصرخ: "أصابوني"، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير "محمد"، الذي ردد: "اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم"، قبل أن يرقد الصبي شهيدا على ساق أبيه، في مشهد أبكى البشرية وهز ضمائر الإنسانية.
لحظة استشهاد "محمد الدرة"، بين ذراعي والده، نقلتها لأكثر من دقيقة كاميرا الصحفي "شارل أندرلان" في قناة "فرانس 2" التلفزيونية، وأظهرت كيف أن الوالد كان يطلب من مطلقي النيران التوقف، لكن دون جدوى، إذ فوجئ بابنه يسقط شهيدا.
#مات_الولد ...
— محمد سعيد نشوان #فلسطين (@MohamdNashwan) September 29, 2019
الذكرى ال 19 لاستشهاد الطفل #محمد_الدرة
محمد مات في حضن والده أمام العالمpic.twitter.com/qlHFj9nWFV
وحاول الاحتلال وجهات يهودية متطرفة التنصل من الجريمة بإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، والادعاء أن الطفل "محمد" قتله فلسطينيون لتشويه صورة الجيش الإسرائيلي لدى الرأي العام الدولي.
غير أن الصحفي "أندرلان أورد"، في كتابه "موت طفل"، اعتراف قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي "جيورا عيلاد"، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2000، بأن "الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الإسرائيليين".
وشكلت حادثة استشهاد الطفل "محمد"، صدمة كبيرة، ليس فقط لوالده الذي كان معه، وإنما لوالدته وعائلته، لكن الله عوضهم عن الشهيد بطفل آخر أطلق عليه اسم "محمد" تيمنا بأخيه.
وجاء المولود الجديد "محمد" إلى الدنيا، في آخر جمعة من العشر الأواخر من شهر رمضان، التي صادفت "يوم القدس العالمي" لذلك العام، ليأخذ بجانب اسم أخيه، ملامحه أيضاً.
وعائلة "الدرة" كباقي عائلات فلسطين، بسطاء طفحوا الكيل في مخيم البريج للاجئين بقطاع غزة، فالوالد "جمال" كان نجارًا، عاش مع زوجته "أمل" ربة المنزل التي عانت كثيرًا في تربية أطفالها العشرة في ظل ظروف البلد العصيبة.
كما أصبح الطفل الشهيد "محمد"، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية، ومُلهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.
وفي الذكرى الـ19 لاستشهاده، دشن ناشطون وسما باسمه "محمد الدرة"، لإحياء ذكراه، والحديث فيه عن ذكريات الانتفاضة، وما أحدثه استشهاد "الدرة" للقضية، داعين إلى الثأر له.
في مثل هذا اليوم منذ تسعة عشر عاما .. حفرت هذه الذكرى في قلوب جيل بأكمله#محمد_الدرة
— هاجر شريف (@hogosheref) September 29, 2019
مضتْ أعوام على الولد الذي أبحر ..
— فَ (@FATIM929) September 29, 2019
برحلته الخرافية، بصراخه الذي نُسيَ
بشهادته، بموته الذي كبّر ..!#محمد_الدرة pic.twitter.com/ZEQeePc5Ud
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
— نايف العتيبي (@nayef_IRL) September 29, 2019
يعبثُ في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا للهِ، للحرماتِ للإسلامِ لم تغضب
فأخبرني متى تغضبْ ؟
رأيتُ هناك أهوالاً
رأيتُ الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموتِ أطفالاً
رأيت القهرَ ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟ #محمد_الدرة pic.twitter.com/0WYbffoAA7
ويكأن أخر ما تبقى من ضمير في الأمة.. تبدد مع صرختك الخائفة في ذلك اليوم.. #محمد_الدرة pic.twitter.com/OavNTj8SNt
— زيْنَـبْ/Zeynep (@azizznjob) September 29, 2019
انا المعجونُ من حنّاءِ هذه الارضْ
— Amani (@Amaniala7med) September 29, 2019
من ملحِ التُراب الحر
انا الوجعُ الفلسطينِّي...#مات_الولد#محمد_الدرة pic.twitter.com/TqEZQtPESu
تمرر لايام لتكشف تطبيع لاعراب منافقين من الخليج والعرب يرفع نشيد الاسرائيلي ضللم الله يرحمك #محمد_الدرة
— حسام المالكي (@3627_0772) September 29, 2019
غداً ذكري ال 19 عام #محمد_الدرة
— ترند (@TRNDKW_) September 29, 2019
سيبقى الطفل في صدري ، يُعاديكم .. يُقاضيكم pic.twitter.com/ZcCBxKKNj8
19 سنة ولا زالت تعابير محمد ترعبني وتشعرني بالخجل والتقصير رحمك الله ياحبيب اهلك وربك ولعن الله الصهاينة عرب ويهود #محمد_الدرة pic.twitter.com/8vXKVz9aBO
— سعد السبيعي (@SaadMagthel) September 29, 2019
#محمد_الدرة زى النهارده من 19 سنه💔
— ديدا 😎 (@WalidTawfik95) September 29, 2019
علموا اولادكم ان اسرائيل ألد عدو و ان فتح ربنا قريب ان شاء الله 💪🏻💪🏻 pic.twitter.com/7TCgDOl1JB
ما أشبه اليوم بالبارحة
— Moh Amed (@MohAmed74716680) September 29, 2019
ربما لم أكن حينها أعلم لأني كنت صغيرا
و لكن الآن أعلم و يا ليتني لم أعلم .
لأنه ما زال هنالك شهاداء يسقطون في كل بلاد الاسلام#محمد_الدرة pic.twitter.com/Ba57Grjn0G
The world will not forget #israel crimes
— محمد المنصوري 🇦🇪MBZ (@almansoori_ae) September 29, 2019
Mohammed aldurrah , A little innocent child killed by israel soldiers, with no mercy .
We will not forget , the shame will chase the zionist thousands of years .
#محمد_الدرة@IsraeliPM @AvichayAdraee pic.twitter.com/fsXuUvptnf
ياخويا ياعربي احنا بقينا غراب
— 🖤AhmedYousef🖤 (@Ahmeddesw22) September 29, 2019
ياصمتنا العربي انطق كفاية غياب#محمد_الدرة pic.twitter.com/RB56YfPtwX
#محمد_الدرة لو كان فرنسي او الماني لقامت ثورة من اجله وتحررت فلسطين
— رشاد الخطيب (@khateeb_rashad) September 28, 2019
لكن للاسف الصهاينة قتلوا محمد الدره وغيره من الاطفال بهذه الوحشية إلا لأنهم يعلمون علم اليقين ان حكام العرب عبارة عن سماسرة ولن يحركهم اي موقف او ضمير #موعدنا_بعد_الماتش #الجيش_اليمني_الليبي_الالكتروني
وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى، التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.
ووفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412 فلسطينياً إضافة لـ48322 جريحاً، بينما قتل 1069 إسرائيلياً وأصيب 4500 آخرين.