على وقع المظاهرات التي خرجت في عدة محافظات عراقية، وتم التحشيد لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "نازل_آخذ_حقي"، يبدو أن السلطات العراقية لجأت لقطع خدمة الإنترنت في محاولة لتخفيف زخم الاحتجاجات والغضب الشعبي.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى، منذ مساء الأربعاء، انقطاعا شبه تام لخدمة الإنترنت، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات التي تطالب بتحسين الوضع المعيشي ومكافحة الفساد.
وتحفظت وزارة الاتصالات العراقية على التعقيب على الحديث بشأن قطع خدمة الإنترنت، الذي يعتبره محتجون خطوة تستهدف منع انتشار الاحتجاجات.
وقال ناشط مدني ومتظاهر من بغداد يدعى "حسن رحم": "بدأت خدمة الإنترنت بالانقطاع بشكل متقطع، عصر اليوم، ما اضطرنا نحن المتظاهرين إلى استخدام برامج إلكترونية تساهم في تقليل نسبة الحجب".
ومن محافظة ميسان (جنوب)، قال "حسنين المنشد"، وهو متظاهر أيضا: "أحيانا يكون الحجب في ميسان كليا وتاما، وأحيانا يكون جزئيا، لدرجة أنه حتى البرامج التي تساهم في كسر الحجب الإلكتروني لا تساعدنا".
وأضاف: "لا نملك سوى الإنترنت لإيصال ما يجري (من احتجاجات) إلى العالم، فوسائل الإعلام لا يمكنها العمل بشكل حر في هذه الأجواء".
من جهتهم، تداول ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي أنباء قطع الإنترنت، واعتبروا ذلك خطة حكومية لحجب الحقيقة عن العالم.
الان تم قطع الإنترنت في العراق و لا يمكننا استخدامه إلا عن طريق برامج vbn التي لا توفر سرعات كافيه لنشر الصور و مقاطع الفديو لكي يتمكن العالم و منظمات حقوق الإنسان من الاطلاع على الاحداث التي تجري في الوقت الحالي و مساعدتنا (العراق بحاجه الى دعمكم) #العراق_ينتفض #العراق_اليوم pic.twitter.com/5qdAu9LrUF
— عمر النعيمي⛈. (@al_n3eimi) October 2, 2019
#save_the_iraqi_people
— Mariam (@tulep2001) October 2, 2019
شعب خرج للمطالبة بابسط حقوقه من تعيين المتخرجين من الكليات و اصحاب الشهادات العليا فلقي كل هذا العنف مع العلم انها كانت مظاهرات سلميه و الان يحاولون قطع الانترنت عنا pic.twitter.com/3urtr4QK0r
تم قطع خدمة الانترنت ، فقط بيانات الهاتف تعمل ، وممكن أيضاً يوقفونها بالساعات القادمة 💔
— بلال الموصلي || Bilal Almosuli (@Bilal___92) October 2, 2019
وتظاهر آلاف العراقيين في بغداد ومحافظات أخرى، الأربعاء والثلاثاء، مطالبين بتوفير الخدمات، وتحسين الوضع المعيشي، وتوفير فرص عمل، والقضاء على البطالة والفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة.
واستخدمت الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الشغب الرصاص الحي وخراطيم المياه الساخنة وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين من أمام جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد ومبنى الحكومة الاتحادية، ومواقع أخرى في محافظات عديدة؛ ما أوقع ضحايا.
وسقط 6 قتلى، بينهم شرطي، في محافظة ذي قار (جنوب) الأربعاء، ليرتفع عدد القتلى إلى 11، حيث سقط الثلاثاء 4 قتلى في بغداد وقتيل في ذي قار، بحسب مفوضية حقوق الإنسان ومصدر طبي.