أنقرة ودمشق ستتفاهمان؟

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 08:42 ص

أنقرة ودمشق ستتفاهمان

إسرائيل الخاسر الأهم فقدت قاعدتها وعميلتها بالشمال السوري «قسد».

لا يخفى أن تل ابيب أرادت وضع قدم لها هناك لاستهداف تركيا وايران ودمشق معا.

لا طاقة للنظام السوري المنهك بحرب مع تركيا وموسكو لن تسمح بذلك ولن تفرط بالخروج الأميركي من الشمال.

هستيريا أصابت النخب الأمنية والسياسية الإسرائيلية من القرار الأميركي بالتخلي عن الاكراد وبدء العملية العسكرية التركية.

تبدو التفاهمات بين الأتراك ودمشق أفضل صيغة لإدارة ما بعد عملية «نبع السلام» وربما أعدّ الروس لذلك ويرتبون التفصيلات مع أنقرة.

*     *     *

بقلم | عمر عياصرة

مع مرور الوقت على العملية العسكرية التركية شرق الفرات، بدأت تتضح معالم الاطراف الفائزة، والأطراف الخاسرة، كما بدأت تتبدى بعض الاشارات المستقبلية لمصير مدينة ادلب وريفها.

الاكراد خسروا كل شيء، فبعد أن طعنهم الأميركي بالظهر وهو «أمر متوقع»، اضطر هؤلاء الى الاستسلام للنظام في دمشق، هربا وخوفا من العسكرتاريا التركية التي لا ترحم.

بالمقابل، من يتابع تغريدات ترامب المكثفة يكتشف ان واشنطن لم تعد مهتمة بسوريا، او انها استسلمت للامر الواقع، وننتظر مسألة بقائها في التنف وكيف ستتعامل معه.

الخاسر الاهم هي اسرائيل، فقد خسرت قاعدتها وعميلتها في الشمال السوري «قسد»، فلا يخفى على احد ان تل ابيب ارادت وضع قدم لها هناك بهدف استهداف تركيا وايران ودمشق معا.

هناك هستيريا اصابت النخب الامنية والسياسية الاسرائيلية من القرار الاميركي بالتخلي عن الاكراد وبدء العملية العسكرية التركية.

التفصيل اللافت في ما بعد بدء العملية التركية المسماة «نبع السلام»، هو استسلام الاكراد لدمشق، وتحرك الجيش السوري نحو بعض المناطق «منيج وكوباني».

للوهلة الاولى تظن ان صداما سيقع بين الجيش التركي والجيش السوري، وهو امر مستبعد، فلا طاقة للسوريين المنهكين بحرب مع تركيا، كما ان موسكو لن تسمح بذلك، ولن تفرط بالخروج الاميركي من الشمال.

من هنا تبدو التفاهمات بين الاتراك ودمشق هي الصيغة الافضل لإدارة مرحلة ما بعد عملية «نبع السلام»، واعتقد ان الروس اعدوا لذلك، ويرتبون مع انقرة كافة التفصيلات المتعلقة بترتيب الاوضاع.

ويبقى السؤال حول ادلب، ملحا، وبدأ بالنضوج، وهل ستكون تلك المنطقة الجدلية جزءا من التفاهمات، وهل سنرى قريبا الجيش السوري يقتحمها، لا سيما ان مخاوف الاتراك بعد العملية تبددت وتبدو اكثر ارتياحا.

في المحصلة، انتهت مشاريع الاكراد وخطرهم على تركيا ودمشق، وتبقى الترتيبات الاخيرة المنتظرة في الشمال بين انقرة وموسكو، وما سيسفر عنها من توازنات ستنعكس على العملية السياسية.

* عمر عياصرة كاتب صحفي أردني.

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية