صفقة تركية روسية قد تحسم الصراع شمالي سوريا

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 11:48 م

يتوقع "جوشوا لانديس"، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهو الأمريكية حدوث "احتكاك حقيقي" بين قوات الجيش التركي من جانب وقوات النظام السوري من جانب آخر، بعدما قامت الأخيرة بالانتشار في مدينة منبج، شمالي البلاد، لكنه رجح تمكن الروس من السيطرة عليه عبر صفقة مع الأتراك.

ورجح "لانديس" أن تتمكن تركيا وروسيا من "صياغة اتفاق يقسم الحدود الشمالية إلى مناطق سيطرة جديدة ويمنع نشوب حرب بين حلفائهما المحليين (قوات النظام والمعارضة المسلحة)"، وفقا لما نقلته "رويترز".

وفي السياق، نقلت الوكالة عن مصدر إقليمي مؤيد للنظام السوري (لم تسمه) أن محادثات تركية روسية "تجرى لتحديد الإيقاع في شمال سوريا لا سيما شرقي نهر الفرات"، مؤكدا أن الأتراك والروس "هم الذين يحركون كل هذه الخطط".

وفي ذات السياق، أكد مسؤول تركي أن عملية "نبع السلام" العسكرية التركية في شمالي سوريا تسير "بسرعة كبيرة وتحرز نجاحا"، وأن المرحلة الأولى منها ستكتمل بحلول 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو الموعد المقرر للقاء الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب" خلال زيارة لواشنطن.

وغير قرار "ترامب" بالانسحاب من سوريا موازين القوى بشكل جذري في شمال شرق البلاد وخلق فراغا تتسابق روسيا وتركيا وإيران على ملئه.

فبينما تواصل القوات التركية زحفها جنوبا داخل الأراضي السورية دعت قوات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، النظام السوري المدعوم من روسيا للدفع بقواتها للتقدم من الجنوب ومن الغرب.

وتستغل قوات نظام "بشار الأسد" التراجع الأمريكي لبسط سيطرتها على منطقة غنية بالموارد كانت قد انسحبت منها قبل سنوات.

وتضم هذه المنطقة معظم الأراضي السورية التي كانت تشكل "دولة خلافة" أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي لجأ مقاتلوه إلى العمل السري لكنهم تعهدوا بالنهوض من جديد.

ويقبع في سجون بالمنطقة أكثر من 10 آلاف سجين من مقاتلي التنظيم، بعضهم من المقاتلين الأجانب الذين ترفض حكومات غربية إعادتهم إليها كما يقيم عشرات الآلاف من أفراد أسرهم في مخيمات بالمنطقة.

من جانبه، أعلن "أردوغان" أنه يريد توطين ما يصل إلى مليونين من اللاجئين السوريين، كثيرون منهم من العرب السنة، في المناطق المستهدفة في العملية العسكرية.

وركزت القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة في الأسبوع الأول من العمليات على إخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، المؤلفة من أكراد ينحدرون من مدينتين حدوديتين كبيرتين، هما تل أبيض ورأس العين اللتان يفصل بينهما نحو 120 كيلومترا.

ورغم موجة من الانتقادات الدولية؛ قال "أردوغان" إنه لا شيء سيوقف العمليات ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين بسبب صلاتهم بمتمردين يشنون تمردا في جنوب شرق تركيا.

وذكر الرئيس التركي أن تركيا ستسيطر على شريط حدودي يمتد مئات الكيلومترات من كوباني في الغرب إلى الحسكة في الشرق وبعمق 30-35 كيلومترا في الأراضي السورية.

بينما أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري بأن قواته وصلت إلى الطريق السريع إم4 الذي يمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 30 كيلومترا تقريبا من الحدود مع تركيا أي على حدود "المنطقة الآمنة" التي تعتزم أنقرة إقامتها.

ويوم الثلاثاء الماضي، دخلت القوات السورية مدينة منبج في منطقة كانت تركيا والولايات المتحدة تنظم فيها دوريات مشتركة.

وكانت الوحدات الكردية قد استغلت انسحاب قوات النظام من الشمال الشرقي في بداية الصراع السوري في إنشاء مؤسسات للحكم الذاتي وتدريس اللغة الكردية في المدارس المحلية، وعندما بدأت عملية "نبع السلام" دعوا الجيش السوري للعودة، وهو قرار سلط الضوء على مدى ضعفهم وكان إيذانا بنهاية الكثير من أحلامهم.

ويسعى الأكراد للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي في محادثات سياسية مع سوريا وهو هدفهم المعلن منذ فترة طويلة، لكن لم يعد لهم حليف قوي يناصرهم.

وبحسب "لانديس"، فإن "دمشق تحتاج الأكراد. إذ كلاهما يشتركان في أمرين: معاداة تركيا والرغبة في عدم سيادة فصائل المعارضة السنية في شمال شرق سوريا (..) لكنهما لا يتفقان على أي شيء عندما يتعلق الأمر بحكم شمال شرق سوريا".

جدير بالذكر أن التدخل الروسي بسلاح الجو في 2015 هو الذي ساهم في تحويل مسار الحرب الأهلية السورية لصالح نظام "الأسد"، وعزز قرار "ترامب" بسحب القوات الأمريكية من الشمال الشرقي دور موسكو المحوري في تشكيل مستقبل البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

نبع السلام وحدات حماية الشعب الكردية

مجددا.. مجلس الأمن يتجنب إدانة العملية التركية بشمالي سوريا

 موسكو تطالب بتسليم سوريا السيطرة على حدودها مع تركيا