إسرائيل مطالبة بإعادة تقويم للوضع

الأربعاء 8 يوليو 2015 08:07 ص

ترافق الهجوم الإرهابي في سيناء بالجسارة وأثبت بأن الإرهاب من مدرسة «داعش» يعمل بلا حدود، ومكانه الآن تماما على الحدود الجنوبية لدولة «إسرائيل». يثبت الهجوم شديد القوة بأن لداعش في سيناء قوة إرهابية ذات مغزى تستدعي من دولة «إسرائيل» إجراء تقويم متجدد للوضع من أجل التصدي للتهديد المتشكل.

لقد كانت سيناء منذ الأزل – بسبب موقعها الجغرافي وسكانها – إقليما مريحا لأعمال التهريب واسعة النطاق. وعلى مدى السنين تطورت فيها شبكة تهريب دولية بمشاركة سكانها البدو والتي تم فيها نقل المخدرات، النساء، العمال الأجانب ووسائل القتال أيضا. وقاعدة أساسية معروفة هي أنه في المكان الذي يجري فيها تهريب الخيرات تخرب أيضا وسائل القتال، إذا كان الطلب عليها. وشكل «تجفيف» المصريين للانفاق إلى القطاع ومكافحتهم الإرهاب في سيناء، مما مس بشدة بمداخيل البدو المحليين، مدخلا مريحا لـ«داعش». وهكذا تطورت، على حدودنا الجنوبية تماما، قوة إرهابية مهددة ذات مغزى.

ويستدعي التصدي لخلايا الإرهاب في سيناء أولا وقبل كل شيء التعاون مع مصر، التعاون الذي ينبغي تطبيقه بالحذر اللازم. ويقيد الملحق العسكري لاتفاق السلام القوة العسكرية المصرية التي يحق لها العمل في سيناء. وهكذا نشأ فاصل عسكري يعطي «إسرائيل» مجال إنذار مبكر استراتيجي. وعاد المصريون ليطلبوا على مدى السنوات أخيرة إدخال قوات أخرى إلى سيناء للقضاء على الإرهاب، وهم على ما يبدو سيعودون ليطلبوا ذلك من جديد. والدخول الزاحف للجيش المصري إلى سيناء من شأنه أن يسقط الملحق العسكري لاتفاق السلام ويمس استراتيجيا بالفاصل العسكري الناشئ في سيناء بعد اتفاق السلام في 1979.

التعاون الاستخباري مع «إسرائيل» هو أداة أخرى ستسمح للقوات المصرية بالعمل ضد الإرهاب. فلإسرائيل توجد منظومة استخبارية فائقة ستسمح للقوات المصرية بالتفوق في العمل ضد «داعش». والصعوبة هنا هي في الخطر  بكشف المصادر والخوف من المس بالاستخبارات الإسرائيلية. فمن جهة «إسرائيل» معنية بالتعاون من أجل ضرب «داعش»، ومن جهة اخرى علينا الحذر وفحص مستوى المادة الاستخبارية المنقولة. معضلة ليست بسيطة على الإطلاق عندما يدور الحديث عن معلومات إنذارية.

يخيل أن التهديد الداعشي، الذي قد يصل قريبا أيضا إلى الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، يضع أمام «إسرائيل» تحديا جديدا وملزما. ففضلا عن النشاط الاستخباري والسياسي مع شركاء محتملين، مطلوب أيضا تغيير في تقويم الوضع العسكري. فالجيش الإسرائيلي ملزم بالاستعداد للعمل ضد «داعش» في داخل سيناء أيضا (مفضل بأدوات سرية) من أجل الدفاع عن «إسرائيل». واضح أن هذا حدث مركب ويحتمل أن تكون له آثار واسعة. ومع ذلك يبدو أن لا مفر من إعداد أدوات عمل من هذا النوع تكون في أيدي اصحاب القرار في «إسرائيل» بينما تكون هذه في أوضاع الإنذار المركبة التي يستدعيها لنا الواقع.

الواقع الجديد الذي توجد فيه قوات «داعش»على حدود دولة «إسرائيل» وتهدد جسديا سيادتها ومواطنيها، يستدعي تقويما متجددا للوضع واستخداما لقوتها العسكرية بشكل مختلف وأكثر وعيا في مواجهة التهديد المتشكل.

* اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مرون قائد سلاح البحرية الإسرائيلية سابقا. 

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل داعش الدولة الإسلامية غزة حماس الاحتلال السيسي ولاية سيناء سيناء

«القسام»: التصريحات الإسرائيلية حول علاقتنا بهجمات سيناء «أكاذيب ومحاولة لزرع الفتنة»

«ولاية سيناء» يتبنى قصف مستوطنات إسرائيلية بـ3 صواريخ جراد

الاحتلال الإسرائيلي يتهم «حماس» بمساعدة «ولاية سيناء» .. والحركة تنفي

هل وقعت مصر وإسرائيل اتفاقا استراتيجيا ضد حماس وولاية سيناء؟

الاحتلال الإسرائيلي يوافق على زيادة أعداد القوات المصرية في سيناء