صفقة مقترحة لتبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 12:41 م

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها أرسلت إلى الولايات المتحدة، قائمةً بأسماء المعتقلين الذين تطالب بهم في صفقةٍ مقترحة لتبادل السجناء بين البلدين.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في طهران، الإثنين، لم يُفصح المتحدث باسم الوزارة "عباس موسوي" عن الأسماء التي طالبت طهران بإطلاق سراحها من السجون الأمريكية، لكن وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" قال إنه يأمل أن يسمع قريباً "أخباراً سارة" عن إطلاق سراح العالم الإيراني "مسعود سليماني"، وفقا لما أوردته وكالة أنباء فارس.

واعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية "سليماني"، العام الماضي بدعوى أنه انتهك العقوبات الاقتصادية المفروضة، من خلال محاولته جلب مواد بيولوجية إلى إيران.

وقال "ظريف" إنه أثار القضية الشهر الماضي خلال زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وليس من الواضح عدد الإيرانيين الآخرين الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة، ولم يكن هناك رد فعل أمريكي فوري.

وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة باضطرادٍ، منذ أعلن الرئيس "دونالد ترامب" انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، في مايو/أيار 2018، ثم أعاد فرض عقوبات على إيران.

وحصل الادعاء العام في ولاية أتلانتا على لائحة اتهام في الشهر التالي ضد "سليماني"، الذي يعمل في مجال أبحاث الخلايا الجذعية وأمراض الدم والطب التجديدي، بعد أن ألغت السلطات الأمريكية تأشيرته واعتقلته في أكتوبر/تشرين الأول، عندما هبط في مطار شيكاغو.

وتلقي الولايات المتحدة باللوم على إيران في سلسلة من الهجمات الغامضة على ناقلات نفط خلال هذا العام، وتزعم أنها نفّذت الشهر الماضي هجوماً على أكبر مصفاة للنفط في العالم، شرقي السعودية، ما تسبّب في ارتفاع أسعار النفط بأكبر نسبة تتحقق في يوم واحد منذ حرب الخليج في عام 1991.

 لكن إيران تنكر هذه الاتهامات، وحذرت من أن أي هجوم انتقامي يستهدفها سيؤدي إلى "حرب شاملة" في المنطقة، في الوقت الذي بدأت تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز شروط الاتفاق النووي الذي عقدته في عام 2015.

إلا أن صفقة تبادل السجناء قد تكون خطوات انفراجة في التوتر الأمريكية الإيراني، بحسب مراقبين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة رحلت، قبل شهر، الإيرانية "نيغار غودسكاني"، إلى بلادها بعد أن أُحضرت إلى الولايات المتحدة وحكم عليها بالسجن لفترة من الوقت بتهمة التآمر لنقل تكنولوجيا مقيدة بطريقة غير قانونية إلى إيران.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أطلقت إيران سراح "نزار زكّا"، وهو لبناني حاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة ومن المدافعين عن حرية الإنترنت ويعمل لصالح الحكومة الأمريكية. وكان قد حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهم تتعلق بالتجسس، وأطلق سراحه بعد أن قضى أقل من 4 سنوات في السجون الإيرانية.

ومع ذلك، حكمت طهران في مايو/أيار على "مايكل ز.وايت"، وهو عسكري سابق قضى معظم خدمته طاهياً في البحرية الأمريكية، بالسجن لمدة 10 سنوات، ليصبح أول أمريكي يُعلن عن سجنه في إيران منذ تولى "ترامب" منصبه.

وهناك 3 أمريكيين آخرين، من المعروف أنهم محتجزون في طهران، رغم أن إيران لا تعترف بجنسيتهم المزدوجة، إذ يقضي كل من: الإيراني الأمريكي "سيامَك نمازي" ووالده الثمانيني "باقر نمازي"، أحكاماً بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم التجسس.

و"باقر نمازي" ممثل سابق لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وشغل منصب حاكم  مقاطعة كازاخستان الإيرانية الغنية بالنفط تحت حكم الشاه الذي دعمته الولايات المتحدة.

كما تلقى تاجر الأعمال الفنية الأمريكي الإيراني "كاران فافاداري" وزوجته الإيرانية "عفارين نيساري" أحكاماً بالسجن لمدة 27 عاماً، و16 عاماً على التوالي، وحُكم على طالب الدراسات العليا الأمريكي من أصل صيني "شيوي وانغ" بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التسلل إلى البلاد، خلال إجرائه بحث الدكتوراه الخاص به عن سلالة القاجار الملكية الإيرانية.

فيما أطلقت السلطات الإيرانية سراح الأمريكي من أصول إيرانية "روبن شاهيني"، بكفالة في عام 2017، بعد أن أضرب عن الطعام خلال قضائه عقوبة بالسجن لمدة 18 عاماً بتهمة "التعاون مع حكومة معادية".

عاد "شاهيني" إلى أمريكا منذ ذلك الحين، وهو يقاضي إيران الآن في المحاكم الفيدرالية الأمريكية.

أما عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "روبرت ليفنسون"، الذي اختفى في إيران في عام 2007 خلال مهمة غير مصرح بها لوكالة الاستخبارات الأمريكية، فلا يزال مفقوداً.

وتقول طهران إن "ليفنسون" ليس في البلاد، وإنها ليس لديها معلومات أخرى عنه، ومع ذلك فإن عائلته تحمّل إيران مسؤولية اختفائه.

وهناك معتقلون آخرون في إيران تربطهم علاقات بالغرب، منهم "نازانين زغاري راتكليف"، وهي سيدة بريطانية من أصول إيرانية، تقضي عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات، بزعم تخطيطها "الإطاحة الناعمة" بنظام الجمهورية الإسلامية خلال سفرها مع ابنتها الصغيرة. وغادرت ابنتها إيران متجهةً إلى بريطانيا الأسبوع الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف