أعلن الرئيس التركي؛ "رجب طيب أردوغان"، ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق حول المنطقة الآمنة شمالي سوريا، يقضي بانسحاب الميليشيات الكردية المسلحة إلى مسافة 30 كم، خلال 150 ساعة.
وقال الرئيس التركي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي: "أبرمنا تفاهما تاريخيا مع بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب، وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية، وعودة اللاجئين".
وأضاف "سيخرج إرهابيو تنظيم ي ب ك (وحدات حماية الشعب الكردية) مع أسلحتهم من المنطقة حتى عمق 30 كم خلال مدة 150 ساعة، تبدأ الساعة 12.00 ظهر الأربعاء".
وتلا وزيرا الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، ونظيره الروسي، "سيرغي لافروف"، نص الإعلان المشترك، والمكون من عشرة بنود، كما يلي:
1- كلا الجانبين أكدا على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.
2- أكدا التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.
3- سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.
4 – كلا الطرفين أكدا مجددًا على أهمية اتفاقية أضنة، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.
5- اعتبارًا من الساعة الـ12:00 ظهرًا يوم 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان الى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.
في تلك اللحظة، سيبدأ تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام" بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.
6- سيتم إخراج جميع عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.
7- كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.
8- سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطواعية والآمنة للاجئين.
9- سيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.
10- سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانة وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.
ونص الاتفاق على أن جميع عناصر تنظيم "ي ب ك" مع أسلحتهم سيتم إخراجها من منطقتي "منبج" و"تل رفعت" بريف محافظة حلب، مشيرا إلى أن الجيشين التركي والروسي سيقومان بتسيير دوريات مشتركة، بعمق 10 كم بشرق وغرب منطقة عمليات "نبع السلام" شمال شرقي سوريا.
وأكد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن عملية "نبع السلام" التركية، التي تضم مدينتي تل أبيض ورأس العين.
واتفاق أضنة، اتفاق أمني سري؛ وقعته تركيا وسوريا عام 1998 وشكل نقطة تحول رئيسية في مسار علاقاتهما، فتحولت من ذروة التوتر إلى تقارب تدريجي ثم تعاون استراتيجي، أدى لتوقيعهما عشرات الاتفاقيات في مختلف المجالات. وبعد اندلاع الثورة السورية اتخذت منه المعارضة السورية مستندا لمطالبة أنقرة بإنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا.
ويمنح اتفاق أضنة تركيا حق "ملاحقة الإرهابيين" في الداخل السوري، حتى عمق خمسة كيلومترات، و"اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر".
وفي 11 مايو/أيار 2016 قال الرئيس الدوري للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "أنس العبدة" إن "بروتوكول أضنة يهيئ الأرضية اللازمة لأنقرة لإقامة منطقة آمنة في سوريا، وفي حال تحقق ذلك وأُقيمت المنطقة الآمنة فإن أنقرة ستكون قد أمنت حدودها، وعندئذ يمكن للسوريين أن يعودوا إلى بلادهم بأمان".