كشف الفنان والمقاول المصري "محمد علي" أن عددا من الضباط الصغار بالجيش المصري يدعمون حملته للتخلص من نظام الفساد الحاكم في مصر، وعلى رأسه الرئيس "عبدالفتاح السيسي".

وذكر "علي"، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" في مدينة برشلونة الإسبانية، إنه في "حالة من الصدمة" بسبب تسجيلاته المرئية التي نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويشعر بحس من المسؤولية الشخصية للقتال من أجل الإطاحة بنظام "السيسي".

ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقرير حول المقابلة، إلى أن تسجيلات "علي"، التي لم تكن محضرة سابقا، وتحدث فيها عن فساد السيسي وحاشيته، أثارت تظاهرات الشهر الماضي في مصر، التي فرض فيها النظام معايير تقشف تركت نسبة 32.5% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر.

وأضاف الفنان والمقاول المصري أن المعركة مع رأس النظام المصري ستدخل مرحلة جديدة، وأنه يعيش في حالة من الخوف من استهدافه.

ودعا "علي" الكونغرس إلى التحقيق في طريقة إنفاق الدولة المصرية للمساعدات الأمريكية التي قدمت لمصر على مدى العقود الماضية، والتي تزيد على 70 مليار دولار، متهما الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بأنه "سمح لـ"السيسي" بسرقة المال الأمريكي بالطريقة التي يريدها.

وأشار إلى أنه يؤدي الآن دورا في توحيد قوى المعارضة الليبرالية و"الإخوان المسلمون"، وتشكيل قوة قادرة على الإطاحة بنظام "السيسي"، الذي سيطر على السلطة في انقلاب عام 2013، وأشرف على حملة قمع واسعة وتكميم للحريات والمعارضة العامة، التي لم تشهد مثلها مصر في تاريخها الحديث.

ونقل التقرير عن "علي" قوله إنه رفض دعوات المعارضة في المنفى الانضمام لها في قطر وإسطنبول، وأصر على البقاء في إسبانيا، منوها إلى نه يملك شركة إنشاءات كبيرة أدارها لمدة 15 عاما، وحصل على عقود بالملايين من الجيش، وبنى قصرا فارها لـ"السيسي" ومقرات المخابرات العامة، بالإضافة إلى فنادق لم تفتح يملكها أفراد في النظام.

وقال "علي" إنه كان يعمل في ظل "عالم مريب تنتشر فيه الرشوة والميزانيات المفتوحة"، مضيفا: "مع الجيش، لو كنت تريد عقدا فعليك دفع عمولة، ولو لم تدفع رشوة من تحت الطاولة فلن تحصل على أعمال".

ونقلت "الغارديان" عن "علي" أن خلافات دبت بينه وبين الجيش، حاول بعدها النظام منعه من الحصول على عقود جديدة، وقال إن الجيش مدين له بحوالي 200 مليون جنيه مصري، وبعدما تأكد من أن زوجته التي انفصل عنها وأولاده الخمسة أصبحوا خارج مصر قرر فضح التبذير وحيل الجيش وفساده، وبدأ نوعا من حملة انتقام على "فيسبوك".

 ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن مشاركة تسجيلات "علي" عبر منصات التواصل بالملايين دفعت إلى خروج تظاهرات هزت كيان النظام ولو لفترة قصيرة.

وتقول "الغارديان" إن "محمد علي" في حالة من الصدمة، إذ لم يتوقع ردود الأفعال تلك، وظن أن عددا قليلا سيتابع تسجيلاته، لكنها انتشرت ووصلته رسائل من مصر تقول: "أنت أملنا".

ويعترف "علي" بأن هذه الردود تمثل عبئا نفسيا عليه، قائلا: "هناك ناس في السجن ويعذبون، وهناك من سجنوا لأن هواتفهم تشير إلى مشاهدتهم أشرطة الفيديو التي نشرتها".

وذكر أنه اضطر لتغيير مساره بعدما تحولت القاهرة لثكنة عسكرية بعد دعوته للتظاهر، قائلا: "كنت أعتقد سابقا أنني أستطيع عمل هذا بنفسي، لكنني أتحدث الآن للمعارضين السياسيين ومعي عقول أخرى، ولا أحد يستطيع النجاح بنفسه".

واختتمت "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن "محمد علي" زعم أن السفارة المصرية في مدريد دعته لزيارتها ودفع مستحقاته مقابل سكوته، وقال: "لا أعتقد أنهم كانوا سيقتلونني، وإلا لكانت كارثة عليهم لو قتلوني في أوروبا، لكنني خائف من شخص دفع له ليقتلني".