بعد قضاء 4 أيام صاخبة، غارقا في التداعيات الفوضوية لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وجه  وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" اليوم الخميس انتقادات حادة لتركيا  بسبب هجومها العسكري عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد السوريين.

وقال "إسبر" خلال حدثيه في صندوق مارشال الألماني (مركز أبحاث أمريكي غير حزبي)، إن اجتياح تركيا غير المبرر لسوريا، يعرض للخطر المكاسب التي تحققت هناك في السنوات الأخيرة، حيث تقود القوات الأمريكية بالتعاون مع القوات الكردية السورية معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتابع "إسبر" أن "تركيا تسير في الاتجاه الخاطئ" وهي تقترب من روسيا، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الخميس.

وأضاف: "تركيا وضعتنا جميعا في حالة مريعة"، مضيفا أن "أنقرة بحاجة إلى العودة إلى كونها الحليف المسؤول الذي كانت عليه في الماضي".

وتأتي تعليقات "إسبر"، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أمس الأربعاء، رفع الولايات المتحدة العقوبات عن تركيا بعد أن وافقت الدولة العضو في حلف الناتو على وقف دائم للقتال ضد القوات الكردية في سوريا.

وكان "إسبر" في العراق يوم أمس الأربعاء حيث ناقش انسحاب القوات الأمريكية وتهديد تنظيم الدولة مع القادة العراقيين وقادته العسكريين.

وقالت الوكالة الأمريكية إنه من المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره التركي "خلوصي أكار" في اجتماع قادة دفاع حلف الناتو، الخميس، مشيرة إلى أنه خلال المناقشات السابقة لم يتمكن "إسبر" وغيره من القادة الأمريكيين من اقناع تركيا بعدم شن هجومها على سوريا.

وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، للقضاء على عناصر تنظيمي وحدات حماية الشعب الكردي والدولة الإسلامية وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

بعد ذلك توسطت الولايات المتحدة واتفقت على هدنة بوقف العملية لمدة 120 يوما انتهي سريانها مساء الثلاثاء.

والثلاثاء أبرمت أنقرة وموسكو اتفاقا في مدينة سوتشي الروسية على عودة قوات الجيش السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأمريكيين الذين تولوا حراسة المنطقة لسنوات مع حلفائهم الأكراد السابقين.

وبموجب الاتفاق المبرم بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان" قالت الدولتان إن الشرطة العسكرية الروسية ستشرع مع قوات حرس الحدود السورية في إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية يوم الأربعاء.

وستقوم القوات الروسية والتركية بعد ذلك بستة أيام بالبدء في تسيير دوريات مشتركة في نطاق 10 كيلومترات في "المنطقة الآمنة" التي تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال شرقي سوريا.