نقل رفات الديكتاتور الإسباني فرانكو خشية تمجيده

الخميس 24 أكتوبر 2019 07:43 م

نقلت اليوم الخميس، رفات الديكتاتور الإسباني؛ الجنرال "فرانسيسكو فرانكو"،من ضريحه الضخم بضواحي مدريد، والذي يحمل اسم "وادي الشهداء"، إلى مقبرة عائلته، بعد أن تحول الضريح إلى قبلة لليمين المتطرف، وهو ما يرفضه الكثير من الأسبان.

ووصل النعش بمروحية إلى مقبرة مينغوروبيو شمالي مدريد، حيث دفن "فرانكو" إلى جانب زوجته، في المكان الأكثر تواضعا، الذي يضم أيضا رفات الديكتاتور الدومينيكاني "رافايل تروخيو"، الذي اغتيل في 1961.

وأخرج نعش يضم جثمان "فرانكو" المحنط، صباح الخميس من الكنيسة المحفورة في الصخر لمقبرة "فالي دي لوس كايدوس" (وادي الذين سقطوا)، حسب لقطات بثها التلفزيون الوطني.

وقد حمله ثمانية من أفراد عائلة فرانكو بينهم حفيد ابنته "لوي دو بوربون" الذي تربطه صلة عائلية بعيدة بملك إسبانيا فيليبي السادس ويعتبره مؤيدو الملكية المطالب بعرش فرنسا.

وهتف أحفاد الرجل الذي انتصر في الحرب الأهلية الدموية (1936-1939) "تحيا إسبانيا"، وهم يضعون النعش في السيارة، قبل نقله بمروحية إلى مقبرة ميغوروبيو، كما تجمع نحو مئتي شخص من أنصار "فرانكو" على الرغم من منع السلطات أي تظاهرة. 

وقال المتقاعد "ميغيل ماريا مارتينيز" لوكالة فرانس برس "فرانكو لن يموت أبدا". وأكد شخص آخر يدعى "خوسيه مارتينيز" أن الجنرال "أنقذ الكنيسة، وحمانا من الشيوعية".

وحكم الديكتاتور الراحل إسبانيا بيد من حديد في الفترة من 1939 حتى وفاته عام 1975.

خوفا من التمجيد

وجعل رئيس الوزراء الإسباني، "بيدرو سانشيز"، من نقل جثمان "فرانكو" المحنط، أولوية منذ وصوله إلى السلطة في يونيو/حزيران 2018، حتى لا يبقى ضريح الطاغبة الراحل مكانا "لتمجيده" من قبل أنصاره.

وفي خطاب الخميس، قال الاشتراكي "سانشيز" إن نقل رفات فرانكو ينهي "إهانة" و"خللا لديموقراطية أوروبية"، مضيفا أن "ديموقراطيتنا تكتسب مكانة في نظرنا وفي نظر العالم أجمع أيضا". وأكد أن "إسبانيا الحالية هي ثمرة الصفح لكنها لا يمكن أن تكون ثمرة النسيان".

ويقوم نحو 500 صحفي بتغطية الحدث، حيث سيقام في مقبرة مينغوروبيو قداس برئاسة نجل "أنطونيو تيخيرو" الذي قام في 1981 بمحاولة انقلابية في البرلمان الإسباني.

وكانت السلطات وعدت بالقيام بهذه العملية في تموز/يوليو 2018، لكنها أرجئتها لأكثر من عام بسبب طعون عديدة قدمها إلى القضاء أحفاد الديكتاتور، الذي قاد تمردا عسكريا على الحكومة الجمهورية المنتخبة، وشن حملة قمع عنيفة بعد انتصاره.

وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، يتهم المعارضون لـ"سانشيز" اليمينيون واليساريون على حد سواء، رئيس الوزراء بتحويل ذلك إلى قضية انتخابية، بينما شهدت منطقة كاتالونيا تظاهرات عنيفة جعلت الاشتراكيين في وضع صعب.

وفي 1940، أمر "فرانكو" ببناء "وادي الذين سقطوا" لتخليد ذكرى "حملته المجيدة" الكاثوليكية ضد الجمهوريين الذين "لا رب لهم". وقد استغرق بناء الموقع الذي شيده آلاف السجناء السياسيين خصوصا، نحو عشرين عاما.

ويضم هذا المجمع كنيسة محفورة في الصخر، يعلوها صليب كبير يبلغ ارتفاعه 150 مترا، يمكن رؤيته في دائرة على بعد عشرات الكيلومترات.

وباسم "مصالحة وطنية" مزعومة، نقل "الطاغية" إليه جثامين أكثر من ثلاثين ألفا من ضحايا الحرب الأهلية، من أنصاره وكذلك من الجمهوريين نبشت جثثهم من مقابر وحفر جماعية بدون إبلاغ عائلاتهم.

المصدر | الخليج الجديد+أ ف ب

  كلمات مفتاحية

نقل ضريح

يوم تاريخي.. إزالة آخر تمثال للديكتاتور الإسباني فرانكو في مليلية