استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

احتجاجات لبنان

الأربعاء 30 أكتوبر 2019 08:10 م

احتجاجات لبنان

مؤشرات محلية ودولية إيجابية والجيش اللبناني أعلن تضامنه مع المتظاهرين.

حدد المتظاهرون سقف مطالبهم برحيل الحكومة وتغيير التركيبة السياسية التي أوصلت البلاد إلى الاهتراء والتحلل.

غابت الشعارات الحزبية واكتفى المتظاهرون بعلم لبنان دليلا على وحدة الصف وتعبيراً عن رفض الشعارات الطائفية والحزبية.

ما مستقبل لبنان؟ هل التغيير السلمي الديمقراطي ممكن؟ هل يتنازل حكام الطوائف والأقليات عن امتيازات يملكونها منذ الاستقلال؟

*     *     *

يتواصل خروج مئات الآلاف من اللبنانيين للأسبوع الثاني إلى الشوارع والميادين، للتعبير عن غضبهم تجاه إجراءات التقشف التي تنتهجها الحكومة، متَّهِمين النخبة السياسية بالفساد والمحسوبية، حيث يعاني الاقتصاد اللبناني من ركود تام في ظل تحسن طفيف جداً في معدل النمو وارتفاع المديونية العامة للبلاد.

ما حدث ويحدث في لبنان حالياً أمر غير مسبوق في تاريخ هذا البلد، فقد نزل مئات الآلاف محتجين، وهناك تقارير تذكر أن مليوناً من البشر قد نزلوا للساحات الرئيسة في كل مناطق لبنان رافعين الأعلام الوطنية في تظاهرات سلمية جميلة أدت إلى شل الحياة في هذا البلد الجميل.

المتظاهرون لديهم الاستعداد للاستمرار في تحركاتهم وقد حددوا سقف مطالبهم برحيل الحكومة وإعادة النظر بالتركيبة السياسية التي أوصلت البلاد إلى حال من الاهتراء والتحلل.

ومن الملاحظ في تظاهرات لبنان غياب الشعارات الحزبية السياسية واكتفاء المتظاهرين برفع علم لبنان كدليل على وحدة الصف اللبناني، وتعبيراً عن رفضهم للشعارات الطائفية والحزبية وغيرها.

التحرك الشعبي اللبناني هو المخرج الوحيد لمعالجة حالة الاستعصاء التي علَق به لبنان عقوداً طويلة، ولعل الثمن الذي سيدفعه الشعب اللبناني لاحتجاجاته الحالية، مهما كان ثمناً كبيراً، يبقى أقل من الخسائر التي يدفعها كثمن متواصل للفساد والمحسوبية ونهب الثروات الوطنية اللبنانية.

والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع في هذا الخصوص هي أن لبنان الذي يعاني من انقسامات طائفية وإثنية ومناطقية.. رفضت طوائفه من سنة وشيعة ودروز ومسيحيين وغيرهم، استمرار الحكم الحالي للحفاظ على مكتسبات بعض الزعامات الطائفية.

ومن الواضح أن الشباب اللبناني في وقتنا الحالي يطمحون إلى دولة عصرية ديمقراطية ومدنية، عمادها الدستور والقانون، تحافظ على مبدأ الحريات وتكافؤ الفرص للجميع، بعيداً عن المحاصصة الطائفية السياسية البغيضة.

ولعله من الأسئلة التي يتعين طرحها الآن: ما مستقبل لبنان؟ وهل هناك إمكانية للتغيير السلمي الديمقراطي السليم؟ وهل سيتنازل حكام الطوائف والأقليات عن امتيازاتهم التي يملكونها منذ استقلال لبنان عام 1943؟

من الصعب التكهن بمستقبل لبنان، لكن الأمر المؤكد هو أن الشباب اللبناني رفض الإصلاحات الاقتصادية التي طرحها رئيس الوزراء لنزع فتيل الأزمة ومحاولة تهدئة أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عدة سنوات.

لم يقتنع المنتفضون بإعلان الحكومة عن إلغاء الضرائب الجديدة، وخفض رواتب الوزراء والنواب وكبار المسؤولين إلى النصف. إنهم يريدون تغييرات جذرية في طبيعة نظام الحكم.

ورغم اعتقادهم بمشروعية هذا المطلب، إلا أنه من الصعب تحقيقه في ظل الحالة اللبنانية. لكن ثمة مؤشرات محلية ودولية ذات طابع إيجابي، منها مثلاً إعلان الجيش اللبناني تضامنه مع المتظاهرين، رغم تهديدات «حزب الله» لمن قرروا النزول إلى الشارع.

وكذلك أعلن البطريرك الماروني في لبنان بشارة بطرس الراعي تضامن الكنيسة مع الانتفاضة الشعبية السلمية، معتبراً أن الواقع الحالي يفرض على الجميع التوقف أمامه ومعالجة أسبابه، داعياً الحكومة إلى الاستجابة لمطالب الشعب.

أتمنى أن ينجح اللبنانيون في تجاوز أزماتهم، والشعب اللبناني من حقه أن يقرر ما يراه لصالح حاضره ومستقبله.

* د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية