سلطت المؤرخة في مجال الطاقة، "إلين وولد"، الضوء على إعلان شركة "أرامكو" السعودية النفطية، أخيرا بداية طرحها العام الأولي، وذلك بعد قرابة 4 سنوات من إعلان الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد عن الفكرة للمرة الأولى.
وقالت "وولد" المتخصصة في كيفية تفاعل الحكومات وشركات الطاقة على مستوى العالم، إنه لا تزل هناك 9 تساؤلات قائمة حول عملية طرح "أرامكو" المملوكة للدولة السعودية، وفق نشرته المؤرخة بمجلة "فوربس".
وأكدت الخبيرة في مجال الطاقة أن إعلان طرح "أرامكو" الذي أجل أكثر من مرة لم يلغ التساؤلات حوله، مشيرة إلى أنه لم يكن مفاجئا بالنظر إلى وجود نية لدي الرياض منذ فترة طويلة للقيام بتلك الخطوة.
ووضعت المؤرخة 9 تساؤلات اعتبرت أنها لا تزال مطروحة، في مقالها الذي سبق أن نشرته قبل سنتين بعد إضافة التحديثات الجديدة المتعلقة بالإعلان السعودي عن طرح الشركة للاكتتاب.
وجاءت التساؤلات كالتالي:
1- لم يتضمن الإعلان السعودي قيمة أسهم شركة "أرامكو" وحجمها، بل أجل المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الإعلان عن الطرح العام الكثير من التفاصيل لوقت لاحق.
2- كل ما علمه الرأي العام هو موافقة هيئة تنظيمية وهي "هيئة سوق المال" التابعة للحكومة السعودية على طرح عام لشركة تملكها المملكة وبناء على خطة دفع الملك بها ومنذ أربعة أعوام. وكل هذا لا يعد حتى أخبارا.
3- كل ما تم أخذه من مؤتمر الأحد الصحفي هو نشر كراس عن الطرح العام في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يوجد هناك تاريخ للطرح العام.
ويتوقع أن يحدث في شهر ديسمبر/كانون الأول وربما تم تأجيله لو لم تكن السعودية راضية عن اهتمام المستثمرين في فترة بناء الثقة.
4- لم يتم تحديد ما تريده المملكة من ثمن للشركة كهدف أعلى مع أن بعض المؤسسات الإعلامية مثل "بلومبرج" و"إنجيرجي إنتليجنس" وضعت أرقاما كالآتي: "بنك أمريكا": 1.22- 2.27 تريليون دولار، "غولدمان ساكس": 1.6- 2.3 تريليون دولار، "إتش إس بي سي": 1.59 – 2.1 تريليون دولار.
5- لا يعرف كيف ستقبل المملكة سعرا أقل من تريليوني دولار الذي قدمه ولي العهد في عام 2016، وكجزء من الطرح العام أصدرت الشركة وثيقة للحديث عن أهمية ونجاح الشركة، فهي من أكثر الشركات ربحا في العالم.
6- الاتصالات حول الطرح العام بما في ذلك إعلان الأحد والوثيقة المرافقة له كانت غريبة وخارج التصرف العادي والإجراءات التي تتبعها في عملية الطرح العام.
فالوثيقة التي صدرت مع الإعلان يوم الأحد أكدت بوضوح أن المعلومات الواردة فيها ليست موجهة للأسواق المالية في لندن، نيويورك أو طوكيو، فهذه ليست عملية طرح عام تناسب المعايير الدولية.
7- منذ البداية قامت السعودية بعمل الأمور بطريقة رجعية، ففي عام 2016 عندما تحدث "محمد بن سلمان" عن إمكانية طرح أسهم من الشركة في الأسواق المالية وتحدث عن قيمة الشركة، تريليوني دولار، فالإعلان عن تجارة قيمة الشركة بهذه الطريقة المتهورة، وقبل أن تكون حسابات الشركة جاهزة للطرح العام وبدون تقييم جيد للمؤسسات المالية.
8- إعلان الأحد لم يقصد منه المجتمع الدولي، رغم حاجة المملكة والشركة للمال الدولي واستثماره في شركة أرامكو. مما يؤشر إلى أن الطرح هو مناسبة سعودية وتسير حسب القواعد السعودية وبالضرورة حسبما يريد الملك.
9- لم يرد مدير الشركة "ياسر الرميان" على سؤال عن السبب الذي جعل الشركة تبدأ الطرح العام اليوم، فقد أجاب: لماذا لا؟ وهذه الفترة الجيدة لنا.
ولأن المستثمرين تعودوا على التعامل مع الشركة وليس السياسة، لكن القرار الأخير هو سياسي ويجب على المستثمرين تذكر ذلك جيدا.