تقرير: العسكريون والمدنيون يتنافسون على رضا الشعب بالسودان

الاثنين 4 نوفمبر 2019 10:17 م

"لا يزال الزواج بالإكراه بين المجلس العسكري والمعارضة المدنية التي انخرطت معه لتقاسم مجلس حكم سيادي قائما، لكن الأدوار والطموحات وتوازن السلطة غير واضح، وكل منهما يحال الآن بناء الجسور مع الرأي العام الذي شارك في الاحتجاجات بقوة، خلال الشهور الماضية".

ما سبق كان خلاصة تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" عن العلاقة بين طرفي مجلس السيادة الحاكم في السودان حاليا.

ويقول التقرير، الذي أعده "كامل أحمد"، إنه في الوقت الذي يظهر فيه رئيس الوزراء المدني "عبدالله حمدوك" على المسرح العالمي بحثا عن الدعم الدولي لتحويل السياسة السودانية والاقتصاد المحطم، يقوم رئيس المجلس السيادي العسكري "عبدالفتاح البرهان" بالظهور بمظهر رجل الدولة الذي يستقبل المسؤولين ويعقد احتفالات قسم اليمين ويدير محادثات مع أطراف المعارضة وجماعات التمرد.

ويرى محللون أن كلا من الحكومة المدنية والمجلس العسكري يقودون حاليا تحركات للتقرب من الرأي العام في السودان.

وركز التقرير على قوات الدعم السريع، التي تعرضت سمعتها لخسارة كبيرة، بعد قيادتها مجزرة فض اعتصام المحتجين في العاصمة الخرطوم، في 3 يونيو/حزيران الماضي، والتي أوقعت أكثر من 100 قتيل خلال ساعات قليلة.

وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن قوات الدعم السريع تقوم في الوقت الحالي بتقديم نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي كقوة تملأ الفراغ في الخدمات الإجتماعية والصحية وتوفر النقليات العامة وتعقد صفقات مع رؤساء القبائل، وهو ما يعد محاولة منها للبحث عن دور واضح يراه الرأي العام أيضا.

وينقل التقرير عن مدير برنامج القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية "موريثي موتيغا" قوله إن القادة المدنيين لا يزالون يتمتعون، حتى الآن، بقوة بين أوساط الرأي العام الشعبي في البلاد، وهو ما يحاول العسكريون فعله.

ومنذ تعيينه رئيسا للوزراء في أغسطس/آب الماضي، يلفت التقرير إلى أن "حمدوك" دشن حملة علاقات عامة دولية ورافقتها حسابات صحيحة على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل لم يكن يعرفه أحد، وحملت منشورات منتظمة بالعربية والإنجليزية.

واحتفى "حمدوك" بلقاءات مع القادة الدوليين في أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في سبتمبر/أيلول، ونشر أشرطة فيديو له وهو يتحدث في جلسات النقاش حول التغير الديمقراطي وحرية الإعلام بعد سنوات من العزلة.

ويضيف أنه في الوقت الذي كان برنامج رئيس الوزراء حافلا على المستوى الدولي، كانت قوات الدعم السريع ناشطة على المستوى المحلي، واستفادت من منصات التواصل الاجتماعي للاقتراب من الرأي العام المعادي لها ولزعيمها "محمد حمدان دقلو" المعروف بـ"حميدتي".

ويرى الاقتصادي السوداني "يوسف المهدي" أن "حمدوك" بات مطلوبا منه وضع حلول لأزمة الاقتصاد السوداني، لكن يبدو أن الحكومة ترهن نفسها على المساعدات الخارجية، وهذا الدعم الخارجي يجب أن يرتبط بتقليل نفقات قطاعات بالدولة، ورفع الدعم عن سلع وخدمات، وهو ما قد يؤدي لغضب شعبي ضد الحكومة المدنية و"قوى الحرية والتغيير"، لاسيما أن قوات الدعم السريع ستحاول ملء الفراغ عبر تقديم خدمات صحية واجتماعية.

ويضيف أن قائد قوات الدعم السريع "حميدتي" يستفيد من التمويل القادم إليه من دول الخليج، وذلك بسبب نشر المقاتلين في حرب اليمن، وقال: "ما يقوم به حميدتي خلال الأشهر الماضية هو تقديم نفسه كحام لسكان الأرياف في السودان".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قوات الدعم السريع قوى الحرية والتغيير