أكد دبلوماسيان أمريكيان، مساء الإثنين، أن وزارة الخارجية "تُستغل لأغراض سياسية محلية"، وفق نصوص شهادتيهما بتحقيق يقوده الديمقراطيون في الكونجرس بهدف مساءلة الرئيس "دونالد ترامب" تمهيدا لعزله، على خلفية مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" في يوليو/تموز الماضي، طلب فيها التحقيق في مزاعم فساد بحق منافسه المحتمل بالانتخابات الرئاسية المقبلة "جو بايدن".

وأبلغ "مايكل مكينلي"، كبير المستشارين السابق لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، التحقيق، الشهر الماضي، أنه استقال من منصبه بسبب مخاوفه بشأن إشراك بعثات الولايات المتحدة في الحصول على معلومات سياسية سلبية لأجل أغراض داخلية.

وأضاف أنه أوصى بإصدار بيان دعم لسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا "ماري يوفانوفتش" بعدما أعفاها "ترامب" من منصبها بعد تسريب محتوى المكالمة مع "زيلينسكي"، لكن قيل له إن "بومبيو" قرر "أن من الأفضل عدم فعل ذلك في هذا الوقت"، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".

وأضاف: "توقيت استقالتي كان نتيجة واقعتين أثارتا مخاوف بالغة لدي: تقاعس وزارة الخارجية، من وجهة نظري، عن تقديم الدعم لموظفي الخدمة الخارجية الذين شملهم تحقيق المساءلة، وثانيا بسبب ما يبدو أنه استغلال لسفرائنا في الخارج لدعم سياسات محلية".

وفي سياق متصل، أبلغت "ماري"، التي أقيلت من منصبها في مايو/أيار الماضي، التحقيق، في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها شعرت بأنها تحت التهديد بعدما وصفها "ترامب" في الاتصال الهاتفي مع "زيلينسكي" بأنها "أنباء سيئة"، وفق ما أظهره أحد نصوص الشهادة.

وذكرت السفيرة الأمريكية السابقة بأوكرانيا أن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية "فيليب ريكر"، أبلغها، عند عودتها إلى واشنطن في أبريل/نيسان الماضي، بأن "بومبيو" لم يعد قادرا على حمايتها من "ترامب".

وأضافت أن وزير الداخلية الأوكراني "آرسن أفاكوف" قال لها إن بلاده تخشى من عواقب التدخل في الشأن الداخلي الأمريكي، وأن المحادثات بينها وبينه تناولت احتمالات أن تؤدي الاتصالات بينه وبين محامي الرئيس الأمريكي "رودي جولياني" إلى إيذاء لحملة "بايدن" الانتخابية.

ونفى "ترامب" ارتكاب أي مخالفات، ووصف مكالمته مع الرئيس الأوكراني بأنها "مثالية"، واتهم الديمقراطيين باستهدافه بشكل ظالم بهدف الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

واستمع الكونجرس إلى الشهادات خلف أبواب مغلقة لأسابيع، وسينتقل التحقيق إلى مرحلة علنية بعدما شكا الجمهوريون من غياب الشفافية برغم وجود أعضاء لهم في لجان التحقيق الثلاث.

وقال مشرعون إن 4 مسؤولين بالبيت الأبيض لم يحضروا للإدلاء بشهاداتهم بعد طلب الديمقراطيين مثولهم، وإن "ترامب" واصل المطالبة بمثول المصدر الذي سرب أنباء المكالمة مع الرئيس الأوكراني أمام التحقيق.

والمسؤولون الأربعة هم "جون آيزنبيرغ" و"مايكل إيليس"، المحاميان في مجلس الأمن القومي الأمريكي، و"ميك مولفاني"، مساعد الرئيس، و"براين ماكورماك" مسؤول الموارد الطبيعية في دائرة الميزانية بالبيت الأبيض.

وبينما يقول الديمقراطيون إنهم ليسوا بحاجة للاستماع إلى المصدر الذي سرب فحوى المكالمة؛ لأن إفادات الشهود الآخرين عززت معظم شكواه، يلح الجمهوريون على الاستماع منه مباشرة لتقييم مصداقية شكواه.