وقعت الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة من الإمارات، الثلاثاء، "اتفاق الرياض" بعد مخاض عسير من المباحثات والضغوط.

وقال ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، في كلمة مباشرة نقلها تليفزيون المملكة الرسمي، إن توقيع الاتفاق "يعتبر خطوة إلى الأمام تجاه الحل السياسي لإنهاء الحرب اليمنية".

وتمت مراسم التوقيع، بحضور "بن سلمان"، والرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

وأشاد "بن سلمان" بالدور الإماراتي في "إنجاز" اتفاق الرياض، مؤكدا أن بلاده ستواصل السعي لتحقيق تطلعات الشعب اليمني، على حد قوله.

كما شدد على أنه تم تحقيق "الكثير لأمن اليمن"، مضيفا: "نأمل أن يكون اتفاق الرياض بداية لتحقيق السلام في اليمن.. شغلنا الشاغل هو نصرة اليمن الشقيق استجابة لدعوة الحكومة".

وينص الاتفاق ضمن أبرز بنوده على عودة الحكومة الشرعية إلى عدن في غضون 7 أيام، وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع وتشكيل حكومة كفاءة بالمناصفة بين "الشرعية" و"الانتقالي".

• الشرعية: الاتفاق يقلق الحوثي

وعلّق مستشار الرئيس "هادي" ووزير الخارجية الأسبق "عبدالملك المخلافي"، على الاتفاق بالقول، إن "الحوثيين يعيشون حالة قلق وترقب لتنفيذ اتفاق الرياض؛ كونه سيوحد جهود اليمنيين لمواجهة المشروع الإيراني وإنهاء انقلاب الميليشيات في اليمن".

كما أكد أن الاتفاق سيشكل "نقلة هامة" في عمل الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية، معتبرا أنه "حل لمشكلة تمرد المجلس الانتقالي على الحكومة اليمنية وبداية لإجراء إصلاحات واسعة في عمل الحكومة الشرعية، ويعيد عدن للهدف الأساسي الذي حُدد لها باعتبارها عاصمة مؤقتة ومكانا لانطلاق عمل كل أجهزة الدولة وتحديد الهدف في محاربة الحوثيين".

واعتبر "المخلافي" أن وجود قوات التحالف بقيادة السعودية على الأرض والإشراف المباشر على اتفاق الرياض "يشكل ضمانة حقيقية لتنفيذ الاتفاق".

• الانتقالي: مرحلة جديدة

من جانبه، قال رئيس المجلس الانتقالي "عيدروس الزبيدي": "نوقع اليوم على اتفاق عادل حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية.. من اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي، ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني".

وأضاف أن اتفاق الرياض "يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة".

واعتبر أن الاتفاق "يهدف لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا ورفع المعاناة عن شعبنا وكبح ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني".

يذكر أن قوات "الحزام الأمني" التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، سيطرت قبل منتصف أغسطس/آب الماضي، على معظم مفاصل الدولة في عدن، بعد معارك ضارية دامت 4 أيام ضد القوات الحكومية، سقط فيها أكثر من 40 قتيلا، بينهم مدنيون، و260 جريحا، حسب منظمات حقوقية محلية ودولية، ولجأت السعودية بعدها لدعوة الأطراف اليمنية إلى حوار بمدينة جدة، اكتمل لاحقا في الرياض.