و.بوست: كبار مسؤولي إدارة ترامب فكروا بتقديم استقالة جماعية

الجمعة 8 نوفمبر 2019 12:56 م

كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، أن كبار مسؤولي إدارة رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب" فكروا في الاستقالة بشكل جماعي العام الماضي؛ لإطلاق إنذار عام بشأن سلوكه.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنها حصلت على نسخة من كتاب جديد قبل صدوره، تتضمن تفاصيل محاولة تنظيم استقالة جماعية بالبيت الأبيض، وتراجع مسؤولي إدارة "ترامب" عن الفكرة لاحقا؛ لأنهم اعتقدوا أنها ستزيد من زعزعة استقرار حكومة متأرجحة بالفعل.

الكتاب الجديد سيصدر عن مؤلف مجهول، آثر عدم وضع اسمه، مكتفيا بتقديم توصيف مفاده أنه "مسؤول كبير في إدارة ترامب"، بحسب الصحيفة.

وينقل الكتاب صورة مخيفة لـ"ترامب" باعتباره شخصية قاسية وغير كفوءة وتشكل خطراً على الأمة التي انتخب لقيادتها.

وأثار المؤلف ذاته الجدل للمرة الأولى في عام 2018 بصفته كاتبا مجهولًا لعمود رأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، ووصف "ترامب" بأنه "مثل طفل يبلغ من العمر 12 عامًا في برج مراقبة الحركة الجوية.. يدفع أزرار الحكومة بشكل عشوائي، غير مبال بالطائرات التي تنزلق عبر المدرج والرحلات الجوية المحملة بعيدًا عن المطار".

ويقدم الكتاب، المؤلف من 259 صفحة، دراسة شخصية لـ"ترامب" استنادًا إلى ملاحظات المؤلف وتجاربه، التي يدعي أن العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الإدارة الأمريكية يشاركونه إياها.

ويبدأ بيع الكتاب بالسوق الأمريكي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهو لا يسرد العديد من حلقاته بتفاصيل حية عن عمد كما قال مؤلفه، مبررا ذلك بحماية هويته من الانكشاف.

ودافع المؤلف عن هذا التبرير، في وقت شهد فيه عدد من الموظفين العموميين أمام الكونغرس في التحقيق بشأن استغلال "ترامب" لسلطته لأهداف انتخابية، بقوله: "قررت النشر كمجهول لأن هذا السجال ليس خاصا بي، إنه يتعلق بنا، وعن كيف نريد أن تعكس الرئاسة صورة بلدنا، وهذا هو الموضع الوحيد الذي يجب أن تتركز فيه المناقشة".

وأضاف: "يسمي البعض هذا جبنا. مشاعري لا تتأذى من هذا الاتهام. كما أنني لست مستعدًا لإرفاق اسمي بانتقادات الرئيس ترامب. قد أفعل ذلك في الوقت المناسب".

وبدا تبرير المؤلف ردا استباقيا لتعليق السكرتير الصحفي للبيت الأبيض "ستيفاني غريشام" على الكتاب، إذ وصفه بأنه "عمل خيالي" ومؤلفه المجهول بأنه "جبان"، وفقا لما نقلته "واشنطن بوست".

وكتب "غريشام" في رسالة للصحيفة الأمريكية بالبريد الإلكتروني: "الجبان الذي كتب هذا الكتاب لم يضع اسمه على ذلك لأنه ليس سوى أكاذيب. المؤلفون الحقيقيون يتواصلون مع المؤلف عنهم للتحقق، لكن هذا الشخص يختبئ، ما يجعل من كونه كاتبًا حقيقيًا مستحيلًا".

وأضاف: "يجب أن يتمتع الصحفيون الذين يختارون الكتابة عن هذه المهزلة بالنزاهة الصحفية لتغطية الكتاب كما هو باعتباره عملا خياليا".

وكان المؤلف ذاته قد نشر مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز"، في 5 سبتمبر/أيلول 2018، ذكر فيه أنه يمثل جزءا من "جبهة مقاومة داخل إدارة ترامب" تعمل على حماية الولايات المتحدة من تهور الرئيس.

لكنه تبرأ من هذه الصيغة في كتابه الجديد، وأورد فيه: "لقد كنت مخطئًا بشأن المقاومة الهادئة داخل إدارة ترامب. البيروقراطيون غير المنتخبون والمعينون في مجلس الوزراء لن يوجهوا الرئيس في الاتجاه الصحيح على المدى الطويل، ولن ينقحوا أسلوبه الخبيث في الإدارة".

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن الكتاب يصف الحالة التي تسيطر على كبار المسؤولين الذين يستيقظون بالصباح "في ذعر تام" بسبب التصريحات الوحشية التي ينشرها الرئيس على "تويتر".

ويؤكد المؤلف أن "ترامب" اعتاد على إطلاق تعليقات كراهية عنصرية ضد نساء أو عرقيات محددة، بأنه يدلي بتعليقات كراهية للعنصرية وراء الكواليس.

وأضاف: "لقد استمعت إليه وهو يتحدث عن مظهر امرأة و أدائها.. يعلق على ماكياجها.. يتندر على وزنها.. ينتقد ملابسها (..) مستخدما كلمات مثل (حبيبتي) و(عسل). هذه هي بالضبط الطريقة التي لا يجب أن يتصرف بها المدير في بيئة العمل".

وفي إحدى اجتماعات المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، شكا "ترامب" من المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، قائلا: "تأتي هؤلاء النسوة مع نحو 7 أطفال، لتقول إحداهن: الرجاء المساعدة! لقد تركني زوجي! إنهم لا يفعلون أي شيء لبلدنا. على الأقل إذا جاؤوا مع زوج، يمكننا وضعه في الحقول لالتقاط الذرة أو شيء من هذا القبيل"، وفقا لما أورده الكتاب.

وحول جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ذكر المؤلف أن "ترامب" قال لمستشاريه إن الوقوف أمام ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" سيكون دربا من "الغباء".

وأضاف "ترامب": "هل تعلمون كم سيكون غبيا اختيار هذه المعركة؟ النفط سيرتفع إلى 150 دولار للبرميل".

وبينما أكد المؤلف أن نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" كان ضمن غالبية بمجلس الوزراء على استعداد لإزاحة "ترامب" من منصبه بموجب التعديل 25 على الدستور، الذي أقر عام 1967، نفى "بنس" ذلك ووصف الكتاب بأنه "مروع" قائلا: "لم أسمع أي شيء حول التعديل الخامس والعشرين".

وبموجب التعديل، الذي لم يستخدم مطلقًا لتنحية رئيس أمريكي، يجوز لنائب الرئيس وأغلبية من مسؤولي الحكومة أو هيئة أخرى يوفرها الكونغرس بموجب القانون الإعلان كتابة بأن الرئيس "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب