شرعت السلطات الأردنية، اليوم الأحد، في منع الإسرائيليين من دخول الأراضي الأردنية في الباقورة والغمر (التي يطلق عليها الإسرائيليون اسم نهارييم) بعد انتهاء عقد يسمح للمزارعين الإسرائيليين بالعمل في تلك الأراضي بعد 25 عاما من توقيع اتفاق سلام بين البلدين.
وتقع "الباقورة" شمالي الأردن، بينما توجد "الغمر" جنوبه، وتحاذيان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهما من أراضي "وادي عربة" (صحراء أردنية محاذية لفلسطين).
والأحد، أعلن تليفزيون "المملكة" الأردني (حكومي)، أن الجيش رفع علم بلاده في منطقة الباقورة (شمال)، بالتزامن مع إلقاء عاهل البلاد لخطاب العرش، الذي أعلن فيه فرض السيادة الكاملة عليها وعلى منطقة الغمر (جنوب).
وقال الملك "عبدالله الثاني"، الأحد: "أعلن اليوم انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام، وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر منهما".
إعلان الملك فرض السيادة على كل شبر من الباقورة والغمر ♥️ pic.twitter.com/HnxVRNIULQ
— Abuhawash (@Abuhawash10) November 10, 2019
ووفق وكالة "فرانس برس" فقد تم إغلاق البوابة الصفراء المؤدية إلى جسر فوق النهر الذي يفصل بين البلدين والذي يدخل منه المزارعون الإسرائيليون إلى الباقورة.
معاهدة وادي عربة
وانتهت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فترة تأجير المنطقتين، التي نص عليها الملحقان 1/ب و1/ج ضمن اتفاقية "وادي عربة" للسلام، التي وقعها البلدان عام 1994.
وينص الملحقان على تأجير المنطقين لمدة 25 سنة من تاريخ دخول معاهدة السلام حيز التنفيذ، مع تجديد التأجير تلقائيًا لمدد مماثلة، ما لم يُخطر أي الطرفين الآخر بإنهاء العمل بالملحقين قبل سنة من تاريخ التجديد.
وعادت منطقتا "الباقورة" و"الغمر" إلى السيادة الأردنية بموجب ترتيبات خاصة بهما تم وضعهما في ملحقي معاهدة وادي عربة للسلام الموقعة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994 والتي أنهت رسميا عقودا من حالة الحرب بين البلدين.
فرحة أردنية
ولم تكتسب معاهدة وادي عربة شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، وفي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين الذين يجاور بلدهم الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعد أكثر من نصفهم من أصل فلسطيني، لا تزال (إسرائيل) "عدوا".
وبدا ذلك واضحا في تفاعل الكثير من الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذي عبروا عن فرحتهم باسترداد بلادهم سيادتها على منطقتي الغمر والباقورة.
#الباقورة هذا الصباح.. هدوء وخضرة وجمال وحدود مغلقة في وجه المحتلين..
— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) November 10, 2019
صباح الخير ❤️ pic.twitter.com/R6H5UMvecS
I love this #الباقورة_والغمر pic.twitter.com/WFR0NEk4ja
— haneen (@NinaHaneena) November 10, 2019
يليق بهذه الارض هذا العلم💓 #الباقورة_والغمر_أردنيات pic.twitter.com/lEips4ts9p
— joud🇸🇦🇵🇸 (@JoodMsj) November 10, 2019
يا ريت الكل يعمل هي الخطوات لتعديل لوكيشن الجوجل لتصير الأردن بدل الكيان المحتل .#الباقورة_والغمر pic.twitter.com/b5OQEPOj87
— alia |🎈| كريمَته . (@3lalilo95) November 10, 2019
يسعد صباح بلادي ... أهل الجبل و الوادي
— Muna Aldabaibeh (@AldabaibehMuna) November 10, 2019
من الأراضي الأردنية الباقورة و الغمر المحرره من العدو الصهيوني pic.twitter.com/nbo5M13XjA
اليوم #الباقورة_والغمر
— احمد ابو عمر (@abu_omar1993) November 10, 2019
وغدا حيفا ويافا وصفد
فلسطين والأردن متلازمتان وطن واحد دم واحد pic.twitter.com/guQrtYVNvU
إن عدتمُ عدنا 🇯🇴🔥🔥
— Taima'a Emad Aldibie (@AAldibie) November 10, 2019
اليوم الباقورة و غداً بإذن الله كل الأراضي المُحتله .. 🙏💙#دايم_عزك_يا_بلد 🇯🇴🇯🇴🇯🇴 pic.twitter.com/BR8hbqFC5c
حسرة إسرائيلية
وفى المقابل سادت حالة من الحسرة في أوساط المزارعين الإسرائيليين الذين سمحت لهم المعاهدة في السابق بزراعة الأرض وللزائرين بالتجول في حديقة جزيرة السلام في المنطقة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن "إيلي أرازي" (74 عاما) الذي يتولى المزرعة الجماعية التي ينتمي لها زراعة إحدى قطعتي الأرض واسمها بالعبرية نهاراييم وبالعربية الباقورة "كان الأمر أشبه بلكمة في الوجه".
ونهاراييم كلمة عبرية معناها "نهران" وتقع هذه المنطقة عند ملتقى نهري اليرموك والأردن.
ويقول إسرائيليون إن هناك ما يثبت حقوق ملكية خاصة في المنطقة ترجع إلى عشرينات القرن العشرين حينما كانت المنطقة جزءا من فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
وقال "أرازي" إن مزرعته الجماعية، أو الكيبوتز، واسمها "أشدوت يعقوب ميوهاد"، تزرع محاصيل في المنطقة منذ 70 عاما من بينها الزيتون والموز والأفوكادو.
وذكر "أوري أرييل" وزير الزراعة الإسرائيلي إن انتهاء العمل بالاتفاق الخاص بالأرض جاء في وقت بلغت فيه العلاقات الإسرائيلية - الأردنية نقطة متدنية.
وقال: "لسنا في شهر عسل، بل في فترة من الشجار المستمر".
وما زال "أرازي" يأمل أن يسمح الأردن بعودة المزارعين في نهاية الأمر.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الأحد أن عمان منحت مزارعين من زملاء "أرازي" في قطعة الأرض الثانية الواقعة إلى الجنوب إمكانية الدخول إلى الأرض والخروج منها 6 أشهر أخرى.