استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«مأتم» في إسرائيل

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 07:49 ص

«مأتم» في إسرائيل

الأراضي الأردنية استعيدت بالكامل وخضعت للسيادة والقانون الأردنيين.

«مأتم» في إسرائيل لا تنقصه سوى حلقات الندب واللطم وتتخلله أحاسيس الغضب والخيبة، بل و«الصدمة»!

تنفرد إسرائيل  بين دول العالم بـ«البلطجة» و«فرض الأمر الواقع» وسياسة «وضع اليد» التي اشتهرت بها.

عقلية السطو والغزو والتعدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم تحكمت بالطبقة الحاكمة الإسرائيلية.

الباقورة سقطت بقبضة الاحتلال بعد عامين من حرب 1948 والغمر بعد عام من حرب1967 في ظروف وقف إطلاق النار.

*     *     *

مزيج المشاعر والمواقف الذي يجتاح الطبقة السياسية الإسرائيلية بمناسبة استرداد الأردن لكامل سيادته على منطقتي الغمر والباقورة، بحاجة إلى تحليل وتفكيك.

ثمة «مأتم» في إسرائيل، لا تنقصه سوى حلقات الندب واللطم، تتخلله أحاسيس الغضب والخيبة، بل و«الصدمة» إن شئت، مع أن الأردن، لم يفعل شيئاً سوى أنه استرد أراضي اعترفت إسرائيل ذاتها، بـ«أردنيتها»، وبوسائل من داخل معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وليس من خارجها.

وبترتيبات، تمارسها بالعادة الدول التي تحترم القانون الدولي، وليس بوسائل «البلطجة» و«فرض الأمر الواقع» وسياسة «وضع اليد» التي اشتهرت بها إسرائيل، وربما تكون انفردت بها من دون سائر دول المعمورة.

الأردن أبلغ إسرائيل، رسمياً وخطياً، بأنه ليس بوارد تجديد «عقد الانتفاع» من هاتين المنطقتين، وفي الموعد المحدد، لكن رهان إسرائيل على «تراجع أردني» لم ينقطع ولم يتوقف حتى ربع الساعة الأخير.

هي إسرائيل التي خبرنا سياساتها القائمة على المماطلة والمراوغة، وتحويل المؤقت إلى دائم، والانتفاع إلى إجارة، والإجارة إلى ملكية.

إنها عقلية السطو والغزو والتعدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم، والتي تحكمت بالطبقة الحاكمة الإسرائيلية، منذ أن كانت إسرائيل فكرة ومشروعا، وقبل أن تصبح دولة وبعدها.

ولعل تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للمنطقتين الأردنيتين، يعكس هذه العقلية العدوانية – التوسعية. الباقورة سقطت في قبضة الاحتلال بعد عامين من حرب 1948، والغمر بعد عام من حرب1967، وفي ظروف التهدئة ووقف إطلاق النار، ومن دون أي مسوّغ أمني من أي نوع.

اليوم، يبكي الإسرائيليون أرضاً ليست لهم، وباعتراف قائدهم الذي قتلوه بعد التوقيع على المعاهدة بفترة وجيزة: إسحق رابين.

المعلقون الإسرائيليون يخرجون عن أطوراهم، ويطلقون تحليلات وتفسيرات، تعكس حالة هذيان وعدم اتزان. أحدهم لم يخجل من القول بأن إسرائيل تمد الأردن بالمياه والغاز، والأردن يتنكر لـ«مكارمها»!

وفي معرض تفسيره لقرار الملك استعادة الباقورة والغمر، يلقي باللائمة على «الإخوان المسلمين» و«مجمع النقابات»، لكأن الرجل في تيه معرفي عمّا يدور في الأردن من أحداث أو تطورات، أو لكأن «البروباغندا» تدفعه ليهرف بما لا يعرف.

ومما لا شك فيه، أن غطرسة نتنياهو وكبرياءه الزائفين، قد أصيبا في مقتل، مرتين لا مرة واحدة فقط:

- الأولى عودة هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إلى ذويهما، من دون قيد أو شرط.

- الثانية استعادة الأردن لأرضه «المُنتفع بها»، ومرة أخرى، من دون قيد أو شرط. هذا كثير على رجل اعتاد أن يختال بريش الطاووس في كل حركاته وإيماءاته.

المهم أن الأراضي الأردنية استعيدت بالكامل، وهي خضعت منذ الأمس، للسيادة والقانون الأردنيين، ولا ترتيبات خاصة لهاتين المنطقتين بعد اليوم: من كانت له «ملكية خاص» فليكن، ولكن تحت مظلة القانون الأردني، وحركة المعابر والحدود ونظام التأشيرات.

ومن زرع أرضاً، سيُستَمهل لحصادها بضعة أشهر ولمرة واحدة، وفقاً لما انتهت إليه المفاوضات والتفاهمات، ولكن دائماً تحت مظلة القانون والإجراءات الأردنية المرعية، لا معاملة تفضيلية ولا نظاما خاصا.

الأردن، لم يفعل شيئاً سوى أنه نفّذ معاهدة السلام بحذافيرها، لم يأت بشيء من خارجها، بخلاف ما يعتقده بعضنا الأكثر حماسة، وهو تفادى فكرة «الاستملاك» خشية أن تشكل سابقة لتبرير الاستيطان ووضع اليد على أراضي الفلسطينيين وأراضي الأردنيين في فلسطين.

صحيح أن إسرائيل لا تراعي قانوناً أو شرعية دولية، ولكن صانع القرار الأردني أراد ألا يسجل سابقة ويوفر لها المبرر والذريعة، أقله في المواجهات الحقوقية على الساحة الدولية.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية