مورو يودع الحياة السياسية في تونس ويعلن توجهه الجديد

الخميس 14 نوفمبر 2019 07:13 م

اعتزل المرشح الرئاسي التونسي في الانتخابات الأخيرة عن حزب "النهضة"، "عبدالفتاح مورو"، الحياة السياسية بشكل نهائي، وقرر الانخراط في أنشطة اجتماعية.

وجاء قرار "مورو"، بعد انتهاء دوره بمنصب رئيس مجلس نواب الشعب، وتسليمه لخلفه ورئيس حركته "راشد الغنوشي"؛ لينهي بذلك حياة سياسية ترك فيها أثرا لدى الرأي العام التونسي والعربي.

وأكد "مورو"، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، نشرته الخميس، أنه سيعود لمهنة المحاماة وسيغير توجهاته نحو العمل المجتمعي، مضيفا أنه شعر "بالمسؤولية، وفي الوقت نفسه بالسعادة"، لأنه أكمل عهدته في البرلمان.

وبيّن أنه "سلّم الأمانة لأهلها"، وبالتالي "هو سعيد لأنه عاش هذه اللحظة التاريخية ولم يدخر جهدا طيلة الأعوام الخمسة الفارطة (الماضية) في أداء واجبه".

وأوضح "مورو" أن هذه اللحظة المفصلية في انتقال السلطة "كانت منتظرة"، وقد اختار عدم الترشح مجددا بعد تفكير وبعد أن خطط لمساره الجديد، مشيرا إلى أنه عمل "بجد"، وسواء أخطأ أو لم يخطئ في أداء مهامه؛ فإنه "مطمئن" لما قام به وسيترك التقييم للآخرين.

وحول الوضع في تونس، قال "مورو" إنه "صعب، وحتى العمل داخل مجلس نواب الشعب لن يكون مثل السابق، لأن الأحزاب متقاربة، وهناك للأسف من دخل للعمل بعقلية المعاداة والتهكم".

وكشف أن "البعض من الوجوه كانت ترفض التعاون ومتمسكة بعقلية عدائية، رغم أنها في مجلس ديمقراطي يقتضي العمل بعقلية مغايرة"، معتبرا أن "ما حصل اليوم (الأربعاء) في الجلسة الافتتاحية، مؤشر بأن المعركة ستكون قوية وستكون معركة وجود".

يذكر أن الجلسة الأولى للبرلمان المنتخب، سادتها حالة من البلبلة بسبب طريقة أداء اليمين الدستوري للنواب الجدد، حيث رفض "الحزب الدستوري الحر" أداء القسم بطريقة جماعية وفق ما يفرضه النظام الداخلي، بحجة غياب عدد من النواب، وطالب بأن يكون بشكل فردي، وهو ما رفضه "الغنوشي".

وأشار إلى أن رسالته للنواب الجدد هي أن "يحافظوا على التواضع وحب العمل والتعلم، فهو أساس النجاح؛ أما من سيتعالى ويعادي ويعتقد أنه صاحب الحقيقية المطلقة فلن ينجح في مهمته".

ورأى أنه "آن الآوان لترك المشعل للشباب، ولأناس جدد ليتحملوا المسؤولية، وليقودوا المرحلة القادمة؛ وهي مرحلة تحتاج إلى أفكار جديدة"، مؤكدا أن "الاعتزال لا يعني غلق المجال أمام المشاركة في الشأن العام، ولكن بوجهة نظر أخرى ومواقع أخرى".

وبيّن أنه "لا يتوقع تقلد مسؤوليات سياسية مجددا"، ولكنه لن يقرر الآن بخصوصها "لأن الأولوية ستكون للراحة، وإلى تقييم مساره ككل".

وأشار إلى أنه "يحن لمهنته الأصلية"، وهي المحاماة التي عاش معها 40 عاما، والتي قرر أن يعود إليها، على أن يظل ملازما للحياة العامّة، مضيفا أنه "لا يرى مكانة مؤثرة لنفسه داخل حركة النهضة وقد يغير توجهه إلى توجه جمعوي واجتماعي".

وولد "مورو" في الأول من يونيو/حزيران 1948، في العاصمة التونسية، وعُرف بنشاطه في التيار السياسي الإسلامي، قبل أن ينتخب نائبا عن حركة "النهضة"، ونائبا أول في مجلس نواب الشعب، ثم رئيسا له بالنيابة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حركة النهضة التونسية حركة النهضة الإسلامية عبدالفتاح مورو مورو

مورو: الإفراج عن القروي إيجابي ويضفي مصداقية لرئاسيات تونس