تفاقم الأزمة في لبنان بعد انسحاب الصفدي من الترشيح لرئاسة الوزراء

الأحد 17 نوفمبر 2019 10:12 م

تفاقمت الأزمة السياسية في لبنان، الأحد، بعد انسحاب مرشح رئيسي لتولي رئاسة الوزراء، ما يقلص فرص تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة لتنفيذ إصلاحات عاجلة.

وسحب وزير المال اللبناني السابق "محمد الصفدي" في وقت متأخر من مساء السبت اسمه كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، قائلا إن "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين".

وكان "الصفدي" أول مرشح بدا أنه يحظى ببعض الإجماع بين الأحزاب والطوائف اللبنانية منذ استقالة "سعد الحريري" من رئاسة الوزراء في 29 أكتوبر/تشرين الأول تحت ضغط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة.

وتعهد لبنان، الذي يواجه أسوأ أزمة مالية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، بتنفيذ إصلاحات عاجلة على أمل إقناع المانحين بتقديم نحو 11 مليار دولار تعهدوا بها العام الماضي.

وتسببت الأزمة في إبقاء البنوك مغلقة معظم أيام الشهر الماضي، وفرضت البنوك قيودا على التحويلات للخارج وسحب الإيداعات الدولارية وأدت إلى تراجع سعر الليرة اللبنانية في السوق السوداء.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية ومصادر سياسية أن "حزب الله" وحركة "أمل" الشيعيين وافقا على دعم "الصفدي" بعد اجتماع مع "الحريري" ولكن لم يقر أي حزب سياسي بعد ذلك رسميا ترشحه.

ولا بد أن يكون رئيس وزراء لبنان سنيا طبقا لنظام المحاصصة الطائفية المعمول به.

وندد محتجون، تظاهروا في الشوارع منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، بترشيح "الصفدي" المحتمل قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها.

وتدفقت حشود كبيرة من المحتجين المناوئين للحكومة على شوارع لبنان الأحد ملوحين بالأعلام اللبنانية احتفالا بمرور شهر على بداية الانتفاضة ولمواصلة الضغط.

وقال مصدر سياسي كبير: "وصلنا لطريق مسدود الآن. لا أعرف متى ستنفرج الأوضاع ثانية. الأمر ليس سهلا... الوضع المالي لا يتحمل أي تأجيل".

ووصف مصدر سياسي ثان جهود تشكيل حكومة جديدة بأنها عادت "لنقطة الصفر‭‭‭‭‭‭‭"‬‬‬‬‬‬‬‬.

بدائل محدودة

ومما يعكس مدى هشاشة المناخ السياسي في البلاد اتهم التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس "ميشال عون" "الحريري" بتقويض مسعى "الصفدي" من أجل الاستئثار بالمنصب لنفسه.

وقال مصدر مطلع على موقف التيار الوطني: "سعد (الحريري) يؤجل الأمور بهدف حرق كل الأسماء والظهور بمظهر المنقذ".

ورفض بيان من مكتب "الحريري" ما صدر عن التيار الوطني الحر بهذا الشأن ووصفه بأنه محاولة غير مسؤولة لتسجيل نقاط سياسية على الرغم من الأزمة الوطنية الكبرى التي يمر بها لبنان.

لكن "الصفدي" أصدر بيانا في وقت لاحق اتهم فيه "الحريري" بعدم الوفاء "بالوعود التي على أساسها قبلت أن أسمّى لرئاسة الحكومة المقبلة".

ولم يوضح "الصفدي" ما هي تلك الوعود لكنه قال "فما كان منّي إلاّ أن أعلنت انسحابي".

ويترك انسحاب "الصفدي" جماعة "حزب الله" القوية المدعومة من إيران وحلفائها أمام خيارات أقل ما لم تسع للعثور على حليف سني مقرب وهو سيناريو من المحتمل أن يقلل من فرص حصول لبنان على دعم دولي.

وتصنف الولايات المتحدة "حزب الله" جماعة إرهابية.

وسعى "حزب الله" وحركة "أمل"، إلى جانب الرئيس "ميشال عون" المسيحي الماروني، إلى عودة "الحريري" كرئيس للوزراء لكنهم طالبوا بأن تضم الحكومة الجديدة خبراء من التكنوقراط وسياسيين.

لكن "الحريري"، الحليف لدول خليجية عربية ودول غربية، قال إنه لن يعود للمنصب إلا إذا كان قادرا على تشكيل حكومة مؤلفة بالكامل من متخصصين قادرين على جذب الدعم الدولي.

ومن جانبه قال رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان الأحد إن إضراب موظفي البنوك سيستمر يوم الإثنين.

وبدأ الاتحاد الإضراب، الثلاثاء الماضي، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة مع سعي المودعين لسحب أموالهم بعد أن فرضت البنوك قيودا جديدة.

ومن المقرر أن يجتمع أعضاء الاتحاد، الإثنين، لبحث خطة أمنية من أجل تأمين فروع المصارف.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

مظاهرات لبنان سعد الحريري

قطع الطرق في لبنان.. تدمير للبنية التحتية وضرب للاقتصاد

تحديات تواجه الانتفاضة الشعبية اللبنانية

الصفدي ينسحب ويرفض تشكيل الحكومة اللبنانية

رئيس البرلمان اللبناني: الأمور تزداد تعقيدا ونحتاج حلا

محاميو بيروت يختارون نقيبا مستقلا ويرفضون مرشح الأحزاب

طبقة لبنانية عابرة للطوائف.. أبرز إنجازات شهر من الحراك

حزبان لبنانيان يقاطعان جلسة البرلمان بخصوص قانون العفو العام

لبنان.. محتجون يطوقون مقر البرلمان ويقطعون الطرق المؤدية له