خبير أمريكي: عودة قوة روسيا العظمى تهويل غير موضوعي

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 06:33 م

فند المحاضر بجامعة سيتي في نيويورك "راجان مينون" مقولة عودة قوة روسيا العظمى إلى العالم مجددا، في مقال نشره بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مشيرا إلى أن  خبراء السياسة الخارجية الروس أنفسهم يروجون ذلك، ويزعمون أنه من الأفضل للغرب أن يتقبل عودة بلادهم إلى الساحة الدولية.

واعتبر "مينون" المقولة تعبيرا عن تصورات تميل إلى التهويل ولا تصمد أمام التحليل الموضوعي.

وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا أكبر قليلا من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا التي يقل عدد سكانها عن ثلث سكان روسيا، كما أن الميزانية العسكرية الروسية أقل من عشر نظيرتها الأمريكية، ولا تتعدى خمس ميزانية الصين، وأقل من ميزانية اليابان.

وأضاف أن نجاحات السياسة الخارجية الروسية "مبالغ فيها"، حيث إن ما يحتج به ويتصور أنه نجاح للرئيس "فلاديمير بوتين" في سوريا عام 2015 مقابل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، لم يكن في الحقيقة نتيجة تحركات "بوتين" بقدر ما كان حماية لشراكة استراتيجية ضاربة في القدم بين موسكو ودمشق.

هذه الشراكة بدأت، بحسب "مينون"، منذ عام 1956 مع انطلاق مبيعات الأسلحة السوفياتية وتدريب الطيارين السوريين في تشيكوسلوفاكيا المتحالفة مع السوفيات وبولندا، مشيرا إلى أن سوريا قدمت آنذاك أول طلب لها لنشر القاذفات السوفياتية والطائرات المقاتلة.

وأشار إلى أن العلاقات الروسية السورية تطورت في أعقاب أزمة السويس وبسبب مواجهة دمشق لإسرائيل وتركيا، حتى أصبح الاتحاد السوفياتي المصدر الرئيسي للمساعدات الاقتصادية والأسلحة لسوريا في فترة الحرب الباردة.

ومنذ عام 1971 بدأت السفن الحربية والغواصات السوفياتية باستخدام ميناء طرطوس في سوريا، كما وقع البلدان معاهدة للتعاون الاستراتيجي عام 1980،  مسبما ذكر المقال.

ولذلك يرى "مينون" أن حضور "بوتين" في سوريا إنقاذا وحماية لاستثماراإستراتيجي طويل الأمد في سوريا، أكثر مما هو عمل موجه ضد الولايات المتحدة، خاصة أن سقوط رئيس النظام السوري "بشار الأسد" كان سيؤدي إما إلى فوضى طويلة الأمد أو إلى انتصار للجماعات المتطرفة، وكلا الاحتمالين ضربة للمصالح الروسية.

ومع ذلك، فإن القوة الجوية الروسية لم تكن وحدها هي التي مكنت نظام "الأسد" من استعادة معظم سوريا، بل قوة الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو حزب الله اللبناني أيضا على المستوى البري.

وخلص مقال "مينون" إلى أن إيران وحزب الله لم يأتيا سوريا من أجل تقاسم الأدوار مع الروس، بل دعما الأسد لأسباب خاصة بهما، ولن يسمحا لروسيا بالتحكم في السياسة السورية بشكل منفرد بعد سفك الكثير من دماء مقاتليهما، ما يعني في النهاية أن نجاح الروس في سوريا نسبي إلى حد كبير.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا ترد على تهديد أمريكا لمصر بشأن صفقة سو - 35

بوتين: سوريا كانت اختبارا جادا لمهنية قواتنا