كواليس اتفاق برلين لوقف القتال بليبيا وإحياء المسار السياسي

الخميس 21 نوفمبر 2019 05:32 م

كشف مصدر دبلوماسي ليبي رفيع أن ممثلي الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن اتفقوا بالإجماع على عدة بنود خلال مشاوراتهم في برلين، الأربعاء، في إطار إعدادهم لمسودة اتفاق نهائي لوقف القتال الدائر جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وعودة المسار السياسي.

وأوضح المصدر أن الاجتماع توصل إلى اتفاق على مبدئين، هما وقف القتال الدائر في محيط طرابلس، وضرورة عودة المسار السياسي لحل الأزمة الليبية، بينما لا تزال بنود أخرى هامة محل تشاور، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".

وأضاف أن "الجانب الأمريكي دفع بمقترح لحل الأزمة في ليبيا يشمل جوانب أمنية واقتصادية، ليكون الحل السياسي في ليبيا شاملا ولا يقتصر على تحديد شاغلي المقاعد الحكومية فقط".

وتابع أن المجتمعين "باتوا على قناعة تامة بأن الصراع الدائر في محيط طرابلس ذو خلفيات اقتصادية تتعلق بتوزيع عائدات النفط، فيما شددت واشنطن على ضرورة الإبقاء على مؤسسة النفط موحدة وإدارتها الرئيسية بالعاصمة طرابلس".

وأكد الدبلوماسي أن بيان قيادة قوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" العاجل بشأن قمة برلين جاء كرد فعل رافض لما تم التوصل إليه حتى الآن.

وجاء ببيان قيادة قوات "حفتر"، مساء الأربعاء، أنها ماضية في في العملية العسكرية التي تشنها على طرابلس منذ أبريل/ نيسان، وجددت وصفها لقوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا،  بـ"المجموعات الإرهابية".

واعتبر البيان أن سيطرة قيادة "حفتر" المستهدفة على طرابلس يمهد "المناخ المناسب لعملية سياسية آمنة تبنى على أساس ديمقراطي".

وأضاف أنه "لا مجال لنجاح أي عملية سياسية ما لم يتم القضاء على المجموعات الإرهابية ونزع سلاحها، حيث تشكل عائقا أمام قيام الدولة والحل السياسي وإيجاد سلطة في طرابلس تمتلك إرادة سياسية لها أرضية دستورية"، على حد وصفه.

وشددت قيادة "حفتر" على أن "أي مسار سياسي أو اقتصادي لن يكتب له النجاح ما لم يسبقه حسم المسار الأمني والعسكري".

وفي المقابل، أشار الدبلوماسي الليبي إلى أن حكومة الوفاق تعيش هي الأخرى اختلافات في الرأي، إذ يطالب أغلبية قادة الحكومة ومقاتليها برجوع "حفتر" إلى مواقعه السابقة بعيدا عن طرابلس، فيما يصر طيف آخر على ضرورة مواصلة القتال وعدم القبول بـ"حفتر" شريكا في أي عملية سياسية.

ويرجح الدبلوماسي أن تواجه مشاورات قمة برلين صعوبة في استمرارها للتوصل إلى رؤية موحدة بسبب تضارب المصالح الدولية في ليبيا، خاصة أن بعضا من الدول المشاركة بفعالية في المشاورات لا تزال تدفع بـ "حفتر" للتصعيد وعدم القبول بنتائج برلين.

وكان المصدر ذاته قد كشف، في وقت سابق عن استعداد فاعلين دوليين للاجتماع في برلين للتوصل إلى مسودة اتفاق، وهي الجلسة التي لمّح إليها المبعوث الأممي لدى ليبيا "غسان سلامة" في كلمته أمام مجلس الأمن، الإثنين الماضي.

وكان "سلامة" قد أشار إلى قرب انعقاد اجتماع وصفه بـ"بالغ الأهمية" في برلين للتشاور حول مستجدات عقد الاجتماع، كما أشار إلى أن اجتماعا سابقا عقد في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تضمن الاتفاق على مسودة اتفاق من 6 حزم ضرورية لإنهاء الصراع في ليبيا، من بينها وقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية، مرفوقا بإصلاح اقتصادي، والتشديد على تطبيق قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ومسار لإصلاح الأمن.​

يذكر أن ليبيا تشهد، منذ 2011، صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق، في طرابلس (غرب)، وقوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق)، تصاعد منذ 4 أبريل/نيسان الماضي عندما بدأ "حفتر" هجوما عسكريا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا، في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مجلس الأمن الدولي خليفة حفتر

وفد أمريكي يلتقي حفتر لبحث وقف الهجوم على طرابلس

السفارة الأمريكية تحذر رعاياها من السفر إلى ليبيا