الأردن متخوف من «التصعيد السعودي» وينقل مقترحات للنزول عن شجرة «عاصفة الحزم»

الجمعة 17 يوليو 2015 03:07 ص

تصر المؤسسة الأردنية على تجنب إعلان موقف نهائي وقطعي من الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي رغم تنامي الجدل محليا وخصوصا عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول كلف وتداعيات التحولات الإقليمية الحساسة التي فرضها إيقاع هذا الاتفاق المثير للجدل.

الأردن عبر رسميا وبصورة خجولة عن سعيه للاطلاع على التفاصيل قبل التورط في أي موقف علني، لكنه رحب كما قال وزير الاتصال الناطق الرسمي محمد المومني بكل التفاهمات الدولية التي ستحد من نزاع التسلح في المنطقة خصوصا النووي.

الخوف بالتوازي يتنامى وسط النخبة الأردنية من احتمالات وسيناريوهات «التصعيد السعودي» خصوصا ان الرياض طلبت فورا وبصورة نادرة لقاء رئيس الأركان الأردني الفريق مشعل الزبن الذي زار الرياض والتقى وزير دفاعها محمد بن سلمان في تعبير عن حالة تقاطع «دفاعية» هذه المرة يمكن ان تؤسس كما تقول مصادرنا لما بعد الاتفاق النووي.

قد لا يكون السياق الدفاعي المرتبط بلقاء الزبن والأمير محمد بن سلمان مرتبط بصورة جذرية بمسار الأحداث على صعيد الملف النووي الإيراني، لكن التسريبات تتفاعل عن «تصورات» أردنية ومقترحات قررت الرياض الاستماع إليها، ستقدمها عمان فيما يخص ملف «عاصفة الحزم».

يعتقد على نطاق سياسي واسع أن «تحفظات» الأردن القديمة على المسار «العملياتي» لعاصفة الحزم يمكنها التحول إلى مقترحات ذات طابع عسكري سياسي دفاعي تتجاوب الرياض فيما يبدو مع الرغبة في الإصغاء إليها.

لا يوجد على هذا المسار معلومات مفصلة لكن أوساط عمان تتحدث عن إمكانية تعزيز المكاسب السياسية للسعودية بتفاهمات خلف الستارة بناء على «وساطة» يمكن ان تقوم بها عدة إطراف مع أطراف فاعلة في المشهد اليمني قد يكون من بينها الأردن ومصر.

في كل الأحوال تختبر الاتصالات الأردنية السعودية الأفكار المحتملة المرتبطة بسيناريو النزول عن شجرة «عاصفة الحزم» وفقا لتصور أردني سابق يعتبر الحملة العسكرية أصلا لم تكن محسوبة بدقة مع أن عمان تؤمن بضرورة العزل ما بين الإيقاعات التي يفرضها الاتفاق النووي الإيراني الأخير وبين منطلقات عاصفة الحزم التي يشارك فيها الأردن عمليا وظاهريا بسرب من طائرات سلاح الجو، لكنه يرفض التورط في سيناريو العمل البري العسكري أو دخول قوات لليمن.

قبل ذلك وعندما تتحدث البيانات السعودية عن «مشاورات دفاعية» مع الأردن تتجه الأنظار تلقائيا لوجبات سابقة من التعاون «الأمني الإستراتيجي» بين عمان والرياض على صعيد ملفات موازية في سوريا والعراق، إضافة للنشاط الثنائي المتفاعل على صعيد مواجهة الإرهاب وتنظيم الدولة أولا، وملف تأمين حماية الدروز في السويداء السورية ثانيا.

في المحصلة طبيعة الوضع الراهن في التحديات الإقليمية دفعت الأردن والسعودية لتجاوز «حالة برود» وتعقيدات في العلاقات الثنائية بعد اعتلاء الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ويعتقد بالتوازي بأن التداعيات الحساسة التي يفرضها على المطبخ السعودي تحديدا إيقاع الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة يمكن ان يعزز القناعة بتقديم السعودية لقدر من التنازلات للحليف الأردني الذي صدرت عنه مؤخرا جملة «نقدية» وفي عدة مناسبات للأداء السعودي بعنوان التجاهل الغامض للمتطلبات والاحتياجات الأردنية.

على هذا الأساس يمكن الافتراض بأن العلاقات بين الأردن والسعودية تعود للأضواء مجددا بعد اللقاء الأخير مع لاعبين مهمين هما الأمير محمد بن سلمان والجنرال القوي مشعل الزبن.

وهي عودة تطبيعية أفضل تحاول استعادة مظاهر البوصلة الاستراتيجية في ظل إيقاع البرود المتوسع على صعيد العلاقات الأردنية المصرية التي تشهد بالمقابل الكثير من التقلبات.

  كلمات مفتاحية

الأردن عاصفة الحزم الاتفاق النووي إيران أمريكا العلاقات السعودية الأردنية

رسائل أردنية ”ملغومة“ إلى السعودية و«الدولة الإسلامية» والسلطتين السورية والعراقية

«القدس العربي»: سقوط الرمادي وخطر الانهيار الأمريكي على السعودية والأردن

تسريبات فرنسية عن خلافات بين السعودية والأردن

الأردن بين المملكة العربية السعودية وإيران

ماذا تعني زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران بعد قطيعة ثماني سنوات؟

مشاورات «عسكرية» لأول مرة في عهد الملك «سلمان» .. السعودية والأردن مجددا