اعتبرت أستاذة علم النفس الاجتماعي "فتحية السعيدي"، إن إدراج مادة الثقافة الجنسية في المناهج التربوية في تونس بمثابة حصانة للأطفال وتقيهم شر العنف الجسدي وانتقال الأمراض الجنسية.

جاء ذلك في تصريحات أدلت بها "السعيدي" لوكالة الأنباء الفرنسية، السبت، بالتزامن مع إعلان وزارة التربية التونسية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إدراجها فى المناهج التعليمية بدءا من مطلع العام المقبل.

وقالت أستاذة علم النفس إن التربية الجنسية، "تمنح الناشئة معلومات ضرورية تقيهم وتحميهم من العنف الجنسي ومن آثاره، فالتربية الجنسية تمنحهم الحصانة".

وتابعت "فبدل أن يتوجهوا لاكتشاف أجسادهم من خلال قنوات غير رسمية وغير معروفة كالقنوات الإباحية والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ... يتم منحهم معلومات علمية ودقيقة، في سياق تربوي، حول العلاقات الإنسانية ووظائف الجسد ووقايته من أي شكل من أشكال العنف".

ومضت قائلة "بالإضافة إلى تمكينهم من التعرف على الممارسات غير السوية التي تشكل انتهاكا صارخا لحرماتهم وكرامتهم وتجعلهم ضحايا عنف".

وأوضحت أنه "من المؤكد أن إدراج التربية الجنسية ضمن المضامين التربوية، ووفق تدرج منهجي يساعد الأطفال على التعرف على أجسادهم ويعلمهم قيمة احترام الجسد من أي اعتداء ينتهك حرمته ويفسر لهم العلاقات الجنسية التي تقوم على الاحترام المتبادل كما تقي الناشئة من إقامة علاقات غير سليمة يمكن أن تعرضهم للأمراض المنقولة جنسيا مثلا."

مطلب اجتماعي

وأشارت أن هذا الإدراج رفع كمطلب اجتماعي من قبل عدد من الناشطين في المجتمع المدني المنتمين لجمعيات ومنظمات حقوقية.

وذكرت أن العديد من الدراسات السيسيولوجية تشير إلى ارتفاع ظاهرة العنف الجنسي الموجه للأطفال وهو عنف يستوجب الحماية كما تنص على ذلك مجلة حماية الطفل الصادرة سنة 1995.

أفكار مسبقة

ووفق ما أكدت "السعيدي"؛ فإن التربية الجنسية لا علاقة لها بالأفكار المسبقة التي تسوّق من قبل القوى المحافظة والتي تقول إنها تعلم الأطفال "التسيب والانحطاط الأخلاقي".

ولفتت "السعيدي" إلى أن موضوع العلاقات الجنسية في الأصل مسكوت عنه في صلب العائلة والمجتمع وبالتالي سيكون للتطرق إليه آثارا إيجابية على حياتهم وعلى علاقاتهم المستقبلية.