أعلن «الحرس الثوري» الإيراني رفضه «المساومة» على البرنامج الصاروخي الإيراني، في إطار ما تضمّنه الاتفاق النووي، داعياً إلى «تغيير أي بند يمهّد للتدخل في شؤون إيران الدفاعية»، في مشروع قرار طرحته أمريكا على مجلس الأمن لإقرار الاتفاق.
وينص مشروع القرار الذي يُرجَّح أن يقرّه مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم، على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على طهران، بالتزامن مع تقليصها نشاطاتها النووية، لكنه يبقي حظراً على أسلحتها التقليدية لخمس سنوات، وحظراً لثماني سنوات على صواريخها الباليستية.
وقال رئيس دائرة الشؤون السياسية في «الحرس الثوري» الجنرال «رسول سنائي راد»، إن «القدرات الدفاعية الإيرانية، وبينها القوة الصاروخية، لا تقبل مساومة».
وشدد على أن «دعم الوفد المفاوض لا يعني قبول كل شروط الجانب الآخر»، منبّهاً إلى وجوب «ألا تمهد المفاوضات النووية، لتدخّل الغرب في الشؤون العسكرية الإيرانية»، بحسب وكالة رويترز.
وأضاف: «رغم أن مشروع القرار في مجلس الأمن ما زال في مرحلة إعداد المسودة، يجب تغيير أي بند فيه يمهّد لتدخل في الشؤون الدفاعية» لطهران.
وأعلنت الخارجية الأمريكية أمس، أنها أحالت الاتفاق على الكونغرس، بما في ذلك الملاحق، وأمام الكونغرس 60 يوماً لمراجعته، تبدأ اليوم وفق الوزارة.
في الوقت ذاته، سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» من معلومات عن عزم الولايات المتحدة «تعويض» دولته، معتبراً أن الأمر يثبت أن الاتفاق لا يجعلها أكثر أمناً، لكن مسؤولين أمريكيين استبعدوا تزويد (إسرائيل) بأسلحة، في مقابل الاتفاق.
واعتبر «نتنياهو» أن «التصرّف السليم هو عدم المضي في الاتفاق» المبرم مع إيران، وقال لشبكات تلفزة أمريكية: «هناك مسائل كثيرة يمكن فعلها لوقف عدوان إيران، هذا الاتفاق ليس واحداً منها».
وخاطب «نتنياهو» أعضاء الكونغرس قائلاً: «لا تبرموا هذا الاتفاق السيء، أصمدوا من أجل اتفاق أفضل».
وأضاف أن «الجميع يتحدث عن تعويض إسرائيل» بعد اتفاق فيينا، وتساءل: «إذا كان يُفترض لهذه الصفقة أن تجعل إسرائيل وجيرانها العرب أكثر أمناً، لماذا يجب تعويضنا بأي شيء»؟، وأضاف: «كيف يمكن تعويض دولتي ضد نظام إرهابي أقسم على تدميرنا، وسيحصل على مسار (لامتلاك) قنابل نووية وبلايين (مليارات)الدولارات للتمهيد لنشاطاته الإرهابية».
وفيما توجّه وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» إلى إسرائيل أمس، لطمأنتها في شأن الاتفاق، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن لا تعتزم اقتراح تزويد (إسرائيل) بأسلحة، تعويضاً عن الاتفاق.
في الوقت ذاته، حذر وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» من أن تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق، يعني انعدام تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، وعدم قدرة واشنطن على التفاوض.
وأضاف: «الخوف الحقيقي في شأن تلك المنطقة يجب أن يتمثل في عدم وجود صفقة».