صحيفة: إيطاليا تخطط لإجلاء السراج من طرابلس.. هل ينتصر حفتر؟

الأحد 8 ديسمبر 2019 03:31 ص

كشفت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية أن روما وضعت خطط طوارئ جاهزة للتفعيل، لإجلاء رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية "فائز السراج" وعدد من وزراء الحكومة، المعترف بها دوليا، من طرابلس، مشيرة إلى أن الدعم الهائل الذي تلقاه الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، مؤخرا، من روسيا، وتمثل في نئات المرتزقة المدربين والمسلحين بأحدث الأسلحة بدأ يحدث فرقا حقيقيا في المعركة حول طرابلس.

وأفادت الصحيفة، في تقرير لها، أن "حفتر" قد لا يستهدف السيطرة على طرابلس حاليا، بقدر ما يستهدف إسقاط حكومة "السراج"، وإجبار الأخير على الهرب وتفعيل آلية في الأمم المتحدة لنزع الشرعية عن تلك الحكومة.

ووفقا للصحيفة، فإن التأكيدات المتكررة من قبل وزراء ومسؤولين أوروبيين، وبينهم وزير الخارجية الإيطالي الذي التقى نظيره الليبي في روما، الخميس الماضي، بأنه "لا حل عسكريا للأزمة في ليبيا" ربما لم تعد صحيحة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لها داخل وزارة الدفاع الإيطالية، قولها إن خطط طوارئ وضعت  ليس فقط للعاملين في السفارة الإيطالية بطرابلس، بل حتى لرئيس الوزراء الليبي نفسه ولأهم المسؤولين بحكومة الوفاق الوطني الذين قد يتعرضون للخطر هناك، بحسب ما ترجمه موقع "الجزيرة نت".

وأضافت تلك المصادر أن "القوات الجوية الإيطالية لديها خطط جاهزة، ولهذا فهي تعمل باستمرار على مراقبة مسرح المعركة حول طرابلس باستخدام الطائرات المسيّرة".

وتابعت: "ثمة تقييمات في ذلك الاتجاه من قبل سفراء ومسؤولين كبار بوكالات الاستخبارات الإيطالية يتابعون الملف الليبي".

ونقلت "لاريبوبليكا" عن أحدهم (طلب عدم الكشف عن هويته أو الجهاز الذي يعمل فيه) أن حفتر "أصبح قادرا تماما على الفوز في المعركة العسكرية التي قد تكون غير حاسمة".

وأوضح أن المعركة قد "تطيح بحكومة فائز السراج حتى دون السيطرة على طرابلس" في إشارة إلى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها العاصمة.

وفقا لمحللين إيطاليين فقد تغيرت طبيعة الدعم الذي كان يحصل عليه "حفتر"، وأدى ذلك إلى تحسين مخططاته العسكرية، "فبالإضافة إلى الدعم المصري والإماراتي، يحظى حفتر الآن بدعم حاسم من قبل مئات من المرتزقة الروس الذين ساهموا بالتأكيد في إسقاط الطائرتين المسيّرتين الأمريكية والإيطالية قبل أسبوعين في سماء ليبيا".

وحسب المصادر الإيطالية، فإن الروس، إلى جانب الجيش المصري، ساهموا أيضا في جعل عملية حفتر العسكرية أكثر واقعية".

ووفقا للاستخبارات الإيطالية، فإن عدد الروس المتواجدين في ليبيا حاليا للقتال مع "حفتر" أقل من ألف عنصر، لكن حسب تقديرات أخرى فإن عدد هؤلاء يصل إلى ألفي عنصر.

وقالت الصحيفة: "في خضم لعبة الاستنزاف هذه للحكومة الليبية، فإن مئات من المتعاقدين الروس من شركة "فاغنر" قد يحدثون تغييرا في مسار اللعبة الجارية على أبواب طرابلس".

واعتبرت أن العنصر الحاسم الآن في المعركة الجارية هو السيطرة على المجال الجوي، قائلة إن توفر صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات لدى المرتزقة الروس، يسمح لطائرات حفتر بالتحليق بحرية في سماء العاصمة الليبية كل ليلة.

وقالت إنه أمام التآكل التدريجي للجبهة العسكرية بطرابلس، فإن البلدان التي تدعم "حفتر" لا تسمح للدبلوماسية الألمانية أن تحقق أي نجاح، فبرلين تعمل منذ أشهر على مؤتمر كان من المفترض عقده في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم أجل إلى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والآن يفترض عقده في يناير/كانون الثاني المقبل.

ومن المعروف أن هذا المؤتمر يفترض أن تشارك فيه جميع الدول المعنية بالأزمة الليبية، لكن من الملاحظ أنه لا أحد يتفاوض بجدية، لأن كثيرين الآن باتوا يعوّلون على إمكانية تحقيق انتصار عسكري في ليبيا، وفقا للصحيفة.

وقالت: "على صعيد موازين القوى المهتمة بالملف الليبي، توجد ثلاثة محاور تعمل يوميا على هذا الملف وهي: المحور الأول: روسيا والإمارات ومصر والسعودية، حيث تتظاهر هذه الدول بالتفاوض لكنها تعمل على تسليح حفتر".

وأضافت: "أبرز تلك الدول هي روسيا التي تعتبر الدولة الأكثر تحفظا فيما تقوم به على الأرض الآن، إذ لديها خطة إستراتيجية لاختراق ليبيا ومن ثم النزول إلى منطقة الساحل، للنيجر ومالي، وحتى بوركينا فاسو حيث تتصاعد هناك مظاهرات مناهضة لفرنسا".

أما مصر، والكلام للصحيفة، ففضلا عن مسألة أمن الحدود الغربية، فإن الرئيس "عبدالفتاح السيسي" وجنرالاته يفكرون قبل كل شيء في أمر واحد فقط وهو أن ليبيا لديها نفط لا يملكونه، فضلا عن إمكانات اقتصادية من شأنها أن تثري القادة المصريين.

وتابعت: بالنسبة للإمارات والسعودية فإن هاتين الدولتين أقل عدوانية حسب البعض، ومستعدتان للتخلي عن "حفتر"، لكن إذا استمر حفتر في البقاء في اللعبة فلماذا يتخليان عنه؟ ولذلك فهما يواصلان تمويله.

وعن المحور الآخر قالت "لاريبوبليكا": "في ناحية مقابلة تقف الولايات المتحدة، حيث يتفهم المسؤولون بالبنتاجون والخارجية قلق أولئك الذين يرون أن الروس يتقدمون في ليبيا وأفريقيا، إلا أنهم غير قادرين على توجيه الرئيس دونالد ترامب الذي لا يزال متأثرا بالضغوطات التي تمارسها عليه مصر والإمارات".

وتمضي الصحيفة قائلة إن فالرئيس المصري، الذي يسميه ترامب "ديكتاتوري المفضل" قال له إن "حفتر" هو "رجلنا في ليبيا"، وبهذا فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحرك المنظومة الأمريكية هو التحدي مع الروس، بيد أن الأمريكيين لم يستوعبوا بعد كيفية إدارة هذا التحدي.

أما المحور الثالث، بحسب الصحيفة، فهو إيطاليا وألمانيا وبريطانيا، حيث يدعم "السراج" بالكلام فقط.

وعلى الرغم من معارضة هذا المحور لمصر وروسيا بشأن دعمهما لدور "حفتر" في ليبيا، فإن روما وبرلين ولندن تبدو عاجزة عن تفهم الموقف الفرنسي بشأن المخاطر التي ستواجهها باريس في حال فتح بوابة أفريقيا الليبية أمام روسيا.

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول: "الأوروبيون غائبون تماما، أو بالأحرى مشلولون بسبب الأزمات الداخلية وعدم القدرة على تفعيل سياسة خارجية مشتركة، ويبدو أن وضع إيطاليا يعتبر الأكثر حساسية الآن".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قوات خليفة حفتر حكومة الوفاق الوطني الليبية مرتزقة روس

إصابة قائد مرتزقة روس يقاتل مع حفتر بجروح خطيرة

سعيد والسراج يبحثان في تونس قضايا اقتصادية وسياسية مشتركة

فيديو لمرتزقة روس وأوكرانيون بصفوف قوات حفتر الليبية

حفتر يستقبل وزير خارجية إيطاليا في بنغازي