ذا إنترسبت: فيسبوك آلة كراهية ضد المسلمين.. وهذه خطايا زوكربيرج

الاثنين 9 ديسمبر 2019 03:36 ص

"عزيزي مارك زوكربيرج.. فيسبوك هو آلة كراهية ضد المسلمين حول العالم، ألا تهتم؟"، تحت هذا العنوان نشر موقع "ذا إنترسبت" مقالا للكاتب "مهدي حسن".

وقال "حسن"، في المقال الذي وجهه إلى مؤسس "فيسبوك": "ماذا حدث لك؟"، مذكرا إياه بحديثه في عام 2015، عندما تحدث "زوكربيرج" بشكل صريح عن الكراهية ضد المسلمين، حيث قال: "أريد إضافة صوتي لدعم المسلمين في مجتمعنا وحول العالم"، في رد على تصريحات المرشح الجمهوري في حينه "دونالد ترامب" الذي وعد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وكذلك ما قاله بعد هجمات باريس: "أستطيع تخيل الرعب لدى المسلمين من الملاحقة بسبب أعمال آخرين"، حتى أن صحيفة "نيويورك تايمز" كتبت تقريرا عنوانه: "مارك زوكربيرج مدير فيسبوك يطمئن المستخدمين المسلمين".

ومضى "حسن" في مقاله، قائلا: وبعد سنوات قمت أنت وفيسبوك بتكبير الكراهية والتعصب ضدنا بدلا من تطميننا، و سمحت باستخدام ما وصفه الممثل ساشا بارون كوهين أعظم آلة دعائية في التاريخ لاستهداف واضطهاد المجتمعات المسلمة الضعيفة حول العالم".

وتساءل "حسن" عن شعور "زوكربيرج" عندما يكون متواطئا مع الإبادة الحقيقية، وكان "حسن" يعني جريمة إبادة المسلمين الروهينجا في ميانمار.

ففي مارس/آذار 2018 قال رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة "مرزوقي دارسمان" للصحفيين إن منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" لعبت "دورا مهما" في العنف وساهمت بشكل جوهري "بمستوى الكراهية والانشقاق والنزاع".

وقالت المقررة الخاصة لميانمار "يانجهي لي": "كل شيء تم من خلال فيسبوك بميانمار، وأخشى أن فيسبوك تحول لوحش وليس كما قصد منه في بداية إنشائه".

وأشار المقال إلى أن "فيسبوك" اعترف بذلك الأمر، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، حيث أقر مسؤول السياسة بالشركة، "أليكس واروفكا" أن "زوكربيرج" والمسؤولين معه "لم يعملوا ما فيه الكفاية لمنع استخدام منصتنا لإثارة الانقسام والتحريض على العنف في ميانمار"، بحسب ما ترجمته "القدس العربي".

ونقل لمقال عن "ماثيو سميث" مؤسس "فورتيفي رايتس"، وهي منظمة غير ربحية تركز على ميانمار، قوله إن هناك استخداما سيئا لمنصة "فيسبوك" في ميانمار.

وأشار "سميث" إلى تقرير نشرته شبكته، واتهمت فيه "فيسبوك" بالتحول إلى "مكبر صوت للكراهية" ضد المسلمين في ولاية أسام، شمال شرقي الهند، والتي تم تجريد مليوني شخص فيها، معظمهم مسلمون، من جنسيتهم على يد الحكومة المتطرفة لـ"ناريندا مودي".

وهناك تقرير آخر أعدته منظمة "إيكواليتي لاب"، وهي مجموعة حقوقية في جنوب آسيا، وجاء فيه أن "المحتوى المعادي للمسلمين هو المصدر الرئيس لخطاب الكراهية على فيسبوك في الهند، وتصل نسبته إلى 37% من مجمل المحتوى المنشور".

واتهن كاتب المقال، "زوكربيرج" بأنه لم يفعل شيئا لوقف هذا، قائلا للأخير: "لقد التقيت مرارا بمودي، الزعيم الذي لديه أكبر عدد من المتابعين على فيسبوك، وقدمت والديك إليه، وأتساءل: هل ستقدم والديك لأي من المسلمين الهنود الذين قامت شركتك بوقف حساباتهم في وتس آب في أعقاب حصار مودي لكشمير؟".

وأضاف "حسن"، موجها كلامه إلى مؤسس "فيسبوك": "ماذا عن مسلمي سيرلانكا؟.. فعندما جاء أفراد من منظمة اسمها (سنتر أوف بوليسي أولتيرنتفز) إلى مكتبك وقدموا لك عددا من الامثلة التي لا تحصى عن لقطات الفيديو النارية المحرضة ضد المسلمين والمنشورات التي نشرت على فيسبوك، وتدعو إلى قتل المسلمين "حتى الأجنة في بطون أمهاتهم"، قالت "نيويورك تايمز" إن كل شكوى تقدموا بها كان الجواب عليها واحدا: "المحتوي لا يخرق معايير "فيسبوك".

وتساءل "مهدي" عن السبب الذي دفع "زوكربيرج" إلى تجاهل الدعوات التي تدعو لقتل المسلمين في سيرلانكا وتنشر عبر منصته.

وقال الكاتب: "علينا ألا ننسى المسلمين الإيجور في الصين، فقد تم احتجاز أكثر من مليون مسلم في معسكرات اعتقال بإقليم شنجيانغ حي تعرضوا للضرب والتعذيب والاغتصاب، ونشر موقع بازفيد في أغسطس/آب تقريرا أشار فيه إلى أن الإعلام الصيني المملوك من الدولة ينشر إعلانات على فيسبوك والهدف من كل هذا هو التشكيك بتعذيب واضطهاد المسلمين".

وتابع: "فهل أنت مرتاح لاستخدام فيسبوك للمساعدة فيما يصفها الخبراء بالإبادة الثقافية في شنجيانغ؟".

وأشار المقال إلى أنه في الولايات المتحدة أيضا أمثلة عن نشر الكراهية. ففي مايو/أيار 2018 وضح تقرير مفصل من “ساثرن بافرتي لو سنتر” كيف وجدت المحتويات المعادية للمسلمين مكانا في "فيسبوك".

وأضاف أنه في تقرير تحقيق جديد أعدته منظمة "ريفيل" وجد أنه في الوقت الذي حذف "فيسبوك" الجماعات المؤيدة لمنظمات التفوق الأبيض المتطرفة، إلا أن المنصة لا تزال تسمح لجماعات معادية وبشكل صريح للمسلمين مثل "الموت للمسلمين، سري" بالعمل عبر المنصة.

وأكد الكاتب أن "زوكربيرج" يعرف كل هذا، ولا يمكنه التجاهل فقد استقبل "فرحانة خيرة"، من جماعة حقوق مدنية بمكتبه في كاليفورنيا، وأخبرته عن "المعاناة والألم الذي يتسبب به فيسبوك للمسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم".

ومضى "مهدي حسن" في تعديد أفعال "زوكربيرج" قائلا إنه استقبل مذيع "فوكس نيوز" الشهير "تاكر كارلسون"، الذي وصف مرة العراقيين بـ"القرود شبه الأميين البدائيين"، وكذا "دان شابير" من "ديلي واير" الذي زعم أن غالبية المسلمين هم من المتشددين.

وأشار المقال إلى ما كشفته صحيفة "الجارديان"، هذا الأسبوع، حول أن النائبتين "رشيدة طليب" و"إلهان عمر" كانتا هدفا لحملة دولة استغلت فيها جماعات اليمين المتطرف "فيسبوك" للتحريض وتحقيق المال.

وكشف تقرير الصحيفة مدى فشل شركة "فيسبوك" في وقف اللاعبين السريين الذين يحاولون استخدام المنصة للقيام بحملات كراهية، وكيف عملت هذه الجماعات دون خوف من الملاحقة.

وأشار المقال أيضا إلى "باتريك كارلنيو"، الذي قضى سنوات وهو ينشر الكراهية ضد المسلمين عبر "فيسبوك"، وقد اعترف في نوفمبر/تشرين الثاني باستهداف "عمر" والتهديد بقتلها، ولم يقم المراقبون لمحتويات "فيسبوك" في أمريكا بأي شيء لوقف حملته.

واختتم "حسن" مقاله، قائلا إن الأقليات المسلمة يتم استهدافها وشيطنتها سواء في العالم المتقدم أم النامي، و"المحزن أن القوميين المتطرفين يجدون العون من شركات يديرها من يدعون الليبرالية في سيلكون فالي"، مردفا: "فهل يريد زوكربيرج أن يذكر له التاريخ أنه الرجل الذي ساهم بوضع ملياري شخص على فيسبوك، أم أنه الشخص الذي أنشأ آلة دعائية تستخدم لقتل ملايين المسلمين؟".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فيسبوك مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرج الكراهية ضد المسلمين

22.6 مليون دولار لحماية مؤسس فيسبوك وأسرته في 2018