لقاء الملك «سلمان» بقيادة «حماس» في ضوء الاتفاق النووي

الاثنين 20 يوليو 2015 03:07 ص

مرت علاقة السعودية بحركة حماس بالعديد من التغيرات منذ تأسيس الحركة مروراً بأحداث مختلفة، مثل غزو العراق للكويت الذي رفضته الحركة وشكل لها الرفض رافعة بين الشعوب والدول الخليجية، غير أن العلاقة أصابها فتور خصوصاً بعد توقيع مبادرة السلام العربية 1996 ورفض حماس لها ولمنهج التسوية.

كثيراً ما كانت السعودية تتصرف سياسياً ضمن احترامها لعلاقات متوازنة مع حلفائها، وقدمت دعماً رسمياً مباشراً لحماس مرتين، إحداهما كانت عند زيارة الشيخ أحمد ياسين للسعودية بعد خروجه من السجن عام 1998، والتقى بعدد كبير من المسؤولين السعوديين، وكان في مقدمتهم الملك فهد بن عبدالعزيز الذي قال للشيخ ياسين: «أنتم في قلوبنا ونحن معكم حتى تحرير القدس».

وأعطت السعودية مساحة واسعة لمؤسسات حماس الخيرية للعمل على أرضها بالتعاون مع مؤسسات سعودية، إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما تبعها من إرهاصات شعار «الحرب على الإرهاب» أدت لتشديد الرقابة على المؤسسات والبنوك في السعودية.

رغم ذلك، لقاءات قيادة حركة حماس بالمسؤولين السعوديين استمرت، وكانت تقتصر بالعادة على مستوى وزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية حتى اتفاق مكة وتحميل الرياض لحماس مسؤولية فشله، وحاول خالد مشعل في أكثر من مرة إيضاح الأمر.

تأثرت علاقة حماس بالمملكة نتيجة قرب الحركة من محور قدم لها الدعم وكانت فيه إيران، وهذا الدعم كان ورقة رابحة لإيران تسوق نفسها من خلالها، حيث حاول الطائفيون تبرير جرائمهم تحت عنوان دعم فلسطين، وكان لزاماً على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس أن تضع حداً لهذه المهاترة ولهذا الاستغلال الطائفي للقضية، فخرجت من دمشق وتأثرت علاقتها بمحور إيران، وتضررت السعودية من الدعاية الإيرانية.

في لقائه بصحافيين في إفطار جماعي بالدوحة خلال رمضان المنصرم، عبر خالد مشعل  عن رغبته بأن تكون السعودية هي صاحبة الدور الأساسي والراعي لأي اتفاق فلسطيني، ونلحظ أن السعودية في عهد الملك سلمان والمحمدان، تطمح لأن تكون قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية فاعلة وحاضرة لها مكانتها الإقليمية والدولية، وهذا لا يكون بدون فلسطين.

رغم المحاولات الخارجية للتأثير على طموح السعودية، ومن ذلك توقيع الاتفاق النووي مع تجاهل اعتبارات الأمن السعودية رغم احترام السياسة السعودية لعلاقتها بالأطراف التي وقعت الاتفاق مع إيران، وبدا للجميع عدم اكتراث أميركا ومن معها لذلك في اختبار مفصلي أتوقع أن له ما بعده.

رفع العقوبات عن إيران لتأخذ مساحة أوسع من الحركة وتتفرغ لحروبها في المنطقة دون اكتراث لوجهة النظر السعودية، أمر يحتم على الرياض الرد عليه بنفس الطريقة، فأكبر حلفاء أميركا في المنطقة هي «إسرائيل»، وتولي أميركا اهتماماً كبيراً لأمنها، وربما لقاء الملك سلمان والأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بقيادة حركة حماس -وهي أكبر حركة مقاومة سنية تواجه «إسرائيل»- بهذا المستوى من التمثيل الرسمي من الطرفين دون أن يسبق ذلك تحضيرات طويلة ولقاءات استباقية بمستوى أقل، وكذلك الإفراج الفوري عن معتقلي حماس في المملكة، يأتي في هذا الإطار.

وقد يأتي في سياقات أخرى ضمن السياسة الجديدة المنفتحة للمملكة في عهد سلمان على الكثير من الحركات السنية كما يتضح من بعض التقارير، وسعيه لإجراء مصالحات بين المكونات السنية في هذه الفترة الحرجة.

لقاء الملك سلمان بقيادة حماس سيفتح الباب أمام الكثير من التحليلات حول مدى التغير الحاصل في العلاقة بعد انقطاع وفتور لسنوات، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية التي ينبغي أن تخرج من استغلال طائفة لها، وهذا لا يتأتى دون دعم عربي سني صريح وواضح للقضية الفلسطينية ومقاومتها.

وسينعكس اللقاء على علاقة كلا الطرفين بالمحيط خصوصاً مصر التي تحاكم الرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركة حماس، في حين ما زال الشكل السياسي الجديد في المنطقة غير واضح تماماً وفي طور التشكل، وتلعب السياسة السعودية دوراً بارزاً وأساسيا في تشكيله، نتمنى أن يكون حضور قضية فلسطين فيه على أسس مبادئية لا على أساس الندية.

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان حماس الاتفاق النووي إيران قضية فلسطين الاحتلال خالد مشعل

«نيويورك تايمز»: لقاء الملك «سلمان» بـ«مشعل» مؤشر على رغبته بالعمل مع الإسلاميين

«مشعل» في السعودية: صفحة جديدة في العلاقات

صحيفة: استقبال الملك «سلمان» لـ«مشعل» إعلان بانضمام «حماس» للتحالف السني

موقع: إطلاق سراح معتقلي «حماس» بالسعودية عقب لقاء الملك «سلمان» و«خالد مشعل»

«مشعل» يلتقي الملك «سلمان» لبحث المصالحة والوضع الفلسطيني

«خالد مشعل» يصل إلى السعودية في زيارة تنهي سنوات الفتور

«أبو مرزوق»: التسريبات حول زيارة السعودية هدفها التشهير بـ«حماس» وخلط الأوراق

«كيري»: تصريحات «خامنئي» مقلقة ومزعجة

«كارتر» يصل جدة للقاء الملك «سلمان» على خلفية الاتفاق النووي مع إيران