ألغى مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق، كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة، هذا العام، احتراماً لدماء المواطنين الذين سقطوا في الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين.
وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس، الإثنين، إن "المجلس قرر الاقتصار على أداء الطقوس الدينية في الكنائس".
وأوضح البيان، أن هذا القرار يأتي احتراماً لدماء القتلى والجرحى من المتظاهرين، ومن القوات الأمنية، وتضامناً مع أحزان وأوجاع وآلام العائلات المنكوبة.
وتضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83% في العراق، من نحو 1.5 مليون إلى 250 ألف منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام "صدام حسين" عام 2003، بسبب أعمال العنف التي طال جزء منها المسيحيين، في أرجاء البلاد، وخاصة في محافظة نينوى، والعاصمة بغداد.
ويشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف واسعة.
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق، سقط نحو 485 قتيلا، وأكثر من 17 ألف جريح، وفق أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان، ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
ويدعو المحتجون لرحيل النخبة السياسية المتهمة بـ"الفساد وهدر أموال الدولة"، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام "صدام حسين" عام 2003، وذلك بعد أن تمكنوا، الأسبوع الماضي، من الإطاحة بحكومة "عادل عبدالمهدي".