«ميدل إيست آي»: لماذا زارت «حماس» السعودية؟

الثلاثاء 21 يوليو 2015 09:07 ص

الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «خالد مشعل» إلى المملكة العربية السعودية وآخرون من قادة الحركة تظهر دليلا على دفء ذا مغزى في العلاقات.

وكانت هذه هي الزيارة الأولى في ثلاث سنوات، وتزامن ذلك مع الاتفاق النووي الإيراني التاريخي، الذي يمكن أن يثبت في النهاية أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى السنة هم الخاسرون.

وتسعى السعودية للحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة العربية من خلال إعادة تنشيط العلاقات مع مصر وتركيا. كما تسعى لذلك عن طريق احتضان المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد أن مر وقت أدارت فيه الدول العربية ظهرها لحركة حماس، بل ووصل الأمر إلى اعتبارها منظمة إرهابية.

ورافق «مشعل» في زيارته عدد من كبار المسؤولين مثل «موسى أبو مرزوق» و«صالح العاروري»، وهذا الأخير تعتبره (إسرائيل) مسؤولا عن البنية التحتية العسكرية لحماس في الضفة الغربية. فضلا عن «عزت الرشق» و«محمد نصر»، المسؤول عن العلاقات مع الدول العربية.

الزيارة التي قام بها قادة «حماس» لا تزال في خط رفع درجة حرارة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمنظمة التي تدير قطاع غزة. ولعبت المملكة العربية السعودية دورا كبيرا في الضغط على القاهرة لإلغاء حكم محكمة مصرية اعتبر أن «حماس» منظمة ارهابية. كما ساعدت أيضا على فتح باب التواصل بين القاهرة و«حماس»، والذي كان قد أغلق بعد الانقلاب على الرئيس «محمد مرسي» من قبل الجيش المصري في عام 2013.

«في أكثر من مناسبة، أكدت حماس التزامها بتطوير علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، والتغلب على مراحل الفتور السابقة»، هكذا قال «محمود الزهار»، أحد قادة حماس في غزة لصحيفة «ميدل إيست آي».

«تعرف حماس أهمية الدور السعودي في المنطقة العربية»، هكذا صرح وزير الخارجية السعودي السابق «سعود الفيصل»، الذي توفي في 9 يوليو/تموز، مرارا وتكرارا، حيث كان يصفها بـ«المقاومة الوطنية الفلسطينية».

وأشار بعض المعلقين إلى أن هناك الكثير من المسؤولين في «حماس» الذين أكدوا التزامهم بتطوير العلاقات مع المملكة السعودية وإنهاء الفتور السابق، لكنهم استدركوا بأن قائد كتائب القسام «محمد الضيف» لا يريد أن تتخلى حماس عن دعم إيران، ما يعني أن حماس تريد تنويع مصادر الدعم لتعزيز قوتها العسكرية في القطاع.

واعترفت حماس في الصيف الماضي بتلقيها مساعدات عسكرية من إيران خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. وأفاد مراقبون أن علاقة الحركة توترت مع طهران بسبب الأزمة السورية.

الضغط السعودي على مصر

وأضاف أحد المراقبين أنه منذ ذلك الحين فقد بدأت حماس تقترب شيئا فشيئا من العائلة المالكة في السعودية وتنأى بنفسها بعيدا عن طهران، واستطرد: «لقد أصبحت إيران الممول الرئيسي لحركة حماس. ولذلك، فإن الحركة لم تقطع علاقتها مع طهران. حماس تنتظر تغيير الموقف السعودي، حتى تغير الموقف المصري وتفتح معبر رفح».

وطلبت حماس بعد وفاة العاهل السعودي «عبد الله» في يناير/كانون الثاني الماضي من الرياض الضغط على القاهرة لفتح معبر رفح، ومنذ ذلك الحين تم فتح معبر رفح عدة مرات، والتي كانت مصر قد أغلقته بعد  الانقلاب بحسب مراقبين.

كما أغلقت محكمة مصرية الباب في يونيو/حزيران الماضي على اتهام حماس بأنها جماعة إرهابية.

وذكرت صحيفة «هآرتس»الإسرائيلية في وقت سابق أن جهود الرياض لمواجهة إيران أدت إلى الضغط على مصر للتقارب مع حماس.

وفي يوم 24 يونيو/حزيران قال «تسفي بارئيل»، محلل الشؤون العربية مع صحيفة «هآرتس» إن «شهر العسل» بين مصر وحماس ترعاه المملكة العربية السعودية كجزء من جهودها الرامية إلى معالجة التمدد الإيراني في المنطقة.

وذكر «بارئيل» أنه خلال زيارته لمصر للقاء الرئيس «عبد الفتاح السيسي» ووزير الخارجية «سامح شكري»، فإن وزير خارجية المملكة «عادل الجبير» دفع للمصالحة بين حماس ومصر. ومع ذلك، فقد رفض «السيسي» ذلك بشكل قاطع؛ بسبب أن حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبرها مصر «منظمة إرهابية».

ووفقا لما ورد في صحيفة «المونيتور»، فإن حماس تريد إحياء علاقاتها مع السعودية لوضع حد لحصار قطاع غزة، ورأب الصدع مع فتح، وتحسين العلاقات مع مصر، وكذلك إنهاء الأزمة المالية التي تواجهها حماس بعد نهاية الدعم الإيراني.

زيارة «مشعل»

وصرح أحد القيادات في حركة «حماس» لـ«صحيفة ميدل إيست آي»، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن «المقابلة ركزت في جوهرها على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وإعادة العلاقات مع مصر، وفتح معبر رفح، والتنسيق حول الاتفاق النووي الإيراني».

ومن جانبه، أكد «ياسين عبد القادر»، المفكر السياسي الفلسطيني، أن نتائج الزيارة ستكون أكثر إيجابية لحماس من المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن «أهم النتائج تكمن في تجديد الاتفاق السابق بين حماس والقاهرة بشأن التنسيق الأمني على حدود رفح».

ومن جانبه، قال أيضا «إسماعيل الأشقر»، القيادي في حماس، إن حركته «لا تزال تتمسك بدور السعودية الرائد في المنطقة، والرعاية السعودية للمصالحة الفلسطينية».

وأضاف «الأشقر» في بيان صحفي إن «حماس تنظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها بلد عربي لا يمكن الاستغناء عنه، وأن تحقيق مثل تلك العلاقة معها قد شهدت تنمية إيجابية ذات مغزى».

  كلمات مفتاحية

حماس السعودية إيران مصر الاتفاق النووي خالد مشعل

«نيويورك تايمز»: لقاء الملك «سلمان» بـ«مشعل» مؤشر على رغبته بالعمل مع الإسلاميين

«مشعل» في السعودية: صفحة جديدة في العلاقات

صحيفة: استقبال الملك «سلمان» لـ«مشعل» إعلان بانضمام «حماس» للتحالف السني

موقع: إطلاق سراح معتقلي «حماس» بالسعودية عقب لقاء الملك «سلمان» و«خالد مشعل»

«مشعل» يلتقي الملك «سلمان» لبحث المصالحة والوضع الفلسطيني

هـل تعــود الـرعــاية السـعــودية لـ«حمــاس»؟

هل بإمكان «حماس» الفصل بين الدعوى والسياسي والعسكري؟