استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخروج من «الاتحاد» وتهديد «الوحدة»

السبت 14 ديسمبر 2019 12:30 م

الخروج من «الاتحاد» وتهديد «الوحدة»

هذه الدولة الاستعمارية لم تدخل بلداً أو إقليما أو قارة إلا وعاثت بها تقسيماً وتفتيتاً.

توقف جونسون عند قضيتين: «البركيست» مجدداً وعوده وتعهداته؛ والالتزام بالحفاظ على وحدة الدولة والأمة.

انتخابات بريطانيا أقفلت فصلا مضطربا في حياتها السياسية بيد أنها لم تغلق الباب أبدا أمام سلسلة تداعيات وتبعات.

تواجه علاقة إيرلندا الشمالية ببريطانيا تحديا خطيرا وسيتقرر مستقبلها في ضوء تفاصيل اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

*     *     *

على غير توقع، سجل اليمين البريطاني المحافظ بزعامة بوريس جونسون، نصراً كاسحاً في الانتخابات المبكرة الثالثة في أقل من خمس سنوات.. إذ بخلاف توقعات مراكز استطلاع وسبر الآراء، أمكن للحزب أن يحصد 364 معقداً من أصل 650 مقعدا، بما يمكنه من تشكيل حكومة جديدة منفرداً، ودونما حاجة حتى للعودة لتحالفات سلفه رئيسة الحكومة تيريزا ماي.

نتيجة الانتخابات مكّنت رئيس الوزراء البريطاني من إطلاق صحيات النصر، متعهداً بإنجاز «البريكست» في وقته المحدد مع نهاية يناير المقبل.. لكن مشكلة جونسون، وربما أسوأ كوابيسه، إنما تقع في مكان آخر: قد يستطيع الرجل إخراج بلاده من نادي الاتحاد الأوروبي، لكنه قد لا ينجح في حفظ وحدة المملكة المتحدة على المديين القريب والبعيد.

نجاحات الحزب القومي الأسكتلندي في حصد 48 مقعداً، يؤشر إلى تنامي القوميين الإسكوتلنديين، وإن حظي الحزب ذاته، على نتائج مماثلة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في السكوتلاند، فإن فرص تنظيم استفتاء ثانٍ على الانفصال سترتفع بقوة، بل ويمكن القول إن بريطانيا قد تواجه لأول مرة في تاريخها الحديث، خطراً ماثلاً على وحدتها.

ثم أن مستقبل علاقة إيرلندا الشمالية بالمملكة المتحدة تواجه بدورها تحدياً خطيراً، ومستقبل هذه العلاقة سيتقرر في ضوء تفاصيل «اتفاق الخروج»، خروج بريطانيا من الاتحاد، وترتيبات الحدود بين «الإيرلنديتين».. هذا ملف شديد الحساسية، وربما سيؤثر بدوره على وحدة المملكة.

على أية حال، يعيش جونسون وأنصاره حالة من الفرح بنتائج لم تخطر لهم على بال.. لكن هذه الاحتفالية قد تنقلب رأساً على عقب، في ظل تفاقم التهديدات التي تواجه وحدة البلاد والعباد..

ويبدو أن جونسون مسكون بهذا الهاجس، ففي «خطاب النصر» الذي ألقاه بعد الإعلان عن النتائج غير الرسمية للانتخابات، توقف الرجل عند قضيتين اثنتين: «البركيست» مجدداً وعوده وتعهداته، والالتزام بالسعي للحفاظ على وحدة الدولة واستعادة وحدة الأمة.

وإذا ما قُدّر لسيناريو «التقسيم» أن يفعل فعله في خريطة المملكة المتحدة، على خلفية البريكست، وبفعل الانقسامات السياسية والاجتماعية، فإن بريطانياً العظمى لن تجد من «يبكيها» أو يأسف لحالها.. فهذه الدولة الاستعمارية لم تدخل بلداً أو إقليمياً أو حتى قارة، إلا وعاثت بها تقسيماً وتفتيتاً.

والعرب الذي عانوا من دور بريطانيا في تقسيم بلدانهم وإعادة رسم خرائطهم فضلاً عن خطيئتها التاريخية التي حملت اسم «وعد بلفور».

الانتخابات البريطانية أقفلت فصلاً مضطرباً في الحياة السياسية البريطانية، بيد أنها لم تغلق الباب أبداً، أمام سلسلة من التداعيات والتبعات، التي تبدو أكثر خطورة من مجرد الانقسام السياسي الداخلي، إلى تقسيم ديموغرافي وجغرافي أكثر خطراً وأشد عمقاً مما حصل حتى الآن.

* عريب الرنتاوي كاتب وصحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية