استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حماس وقرار «الانسحاب المنظم» من مسيرات العودة

السبت 28 ديسمبر 2019 08:47 ص

حماس وقرار «الانسحاب المنظم» من مسيرات العودة

هل يشي القرار الحمساوي بوقف مسيرات العودة (إعادة برمجتها) بقرب التوصل لـ«صفقة تهدئة»؟

لم تعد مسيرات العودة تؤثر في الجدل الداخلي الإسرائيلي ولم تفرض إيقاعها على جدول الأعمال الإسرائيلي.

من واجب حماس تجاه شعبها أن تخرج عليه بـ«كشف حساب»، تضع التجربة برمتها في ميزان الربح والخسارة.

*     *     *

قرار حماس «وقف مسيرات العودة ورفع الحصار»، أو بالأحرى «إعادة هيكلتها» لتصبح شهرية بدل أسبوعية، وفي المناسبات الوطنية البارزة.

قرار حماس هذا، يشبه «انسحابا منظم» للقطعات العسكرية بعد أن تخسر المعركة أو توشك على خسارتها. لا معنى ولا تفسير لهذا القرار بخلاف ذلك، ولا ضمانة أو تأكيدا بان هذه المسيرات ستستأنف حتى بالوتيرة الجديدة التي تم الإعلان عنها.

من زاوية وطنية وأخلاقية، يتعين على حماس أن تصارح شعبها، أهل غزة على وجه التحديد، بالأسباب الفعلية التي جعلتها تقرر الشروع في الثلاثين من آذار الماضي في إطلاق هذه المسيرات، ثم لتعود عنها وتعلن الجمعة الأخيرة من العام 2019، الجمعة الأخيرة لهذه التجربة في صيغتها وشكلها التي نشأت عليها.

بعد ارتقاء قرابة 350 شهيداً، وآلاف الجرحى والمصابين والمعوقين، من واجب حماس على شعبها، أن تخرج عليه بـ«كشف حساب»، تضع التجربة برمتها في ميزان الربح والخسارة.

لم نأخذ على محمل الجد، ومنذ اليوم، أن هدف هذه المسيرات ينسجم مع اسمها. لقد لعبت حماس على وتر «حق العودة» الذي طالما لامس شغاف قلوب اللاجئين. ولم نكن ننتظر لهذه المسيرات، أن تنتهي برفع الحصار المضروب على القطاع، رغم التضحيات والبطولات الاستثنائية التي صاحبتها ورافقتها منذ يومها الأول.

قلنا، وفي هذه الزاوية بالذات، أن حماس تسعى إلى شيء آخر: تحسين شروط صفقة تهدئة مع الاحتلال، تتضمن تخفيف القيود والعقوبات المضروبة على القطاع، نظير بقائها في السلطة، ووفائها بمتطلبات التهدئة ومندرجاتها.

وحين بدا لنا بعد عدة أشهر، أن إيقاع المسيرات، مضبوط تماماً على وقع المفاوضات والوساطات، تجلى لنا أسوأ ما في كوابيسنا: أولوية حماس البقاء على رأس «سلطة الأمر الواقع» في القطاع، حتى وإن كان الثمن، كل هذا السيل الجارف من الخسائر والتضحيات.

على حماس أن تمتلك جرأة مصارحة مواطنيها وشعبها، لماذا اتخذت القرار ولماذا تراجعت عنه، حتى لا يبقى الباب مفتوحاً لشتى التكهنات والتقديرات، وحتى لا يخرج علينا «الشتّامون» و«الاتهاميون» بشتائمهم القبيحة واتهاماتهم المعلبة الجاهزة.

نحن قلنا ونقول هذه هي أهداف حماس من وراء إطلاق «مسيرات العودة»، فما الذي ستقوله الحركة، وهي توقف هذه المسيرات من دون أن تحقق أهدافها.

لقد أساءت الحركة التقدير، وظنت أن بضعة أشهر من «التظاهر الخشن» على «السياج الحدودي كفيلة بإرغام إسرائيل على التراجع. هذا لم يحدث، برغم خشونة المواجهات. فإسرائيل اعتمدت تكتيكاً دموياً للرد على بالونات المسيرات وطائراتها الورقية وأدخنتها المتصاعدة.

لقد باتت كلفتها على الفلسطينيين أعلى بما لا يقارن، من كلفتها على الإسرائيليين، مع أن كثيرين من قادة «المحور إياه» ورموزه الإعلامية لطالما خرجوا علينا بأحاديث وتصريحات، تتحدث عن «انقلاب المشهد» و«تغيير قواعد الاشتباك» وغير ذلك من شعارات هاذية، لم تقنع أياً من أسر الضحايا وأصدقائهم.

ثمة من يقول إن القرار الحمساوي بوقف مسيرات العودة (إعادة برمجتها)، إنما يشى بقرب التوصل إلى «صفقة التهدئة»، هذا وارد، وإن لم يكن غير مرجح. المؤكد أن هذه المسيرات لم تعد تؤثر في الجدل الداخلي الإسرائيلي.

ولم تنجح في فرض إيقاعها على جدول الأعمال الإسرائيلي، بل ولم تعد تثير سوى اهتمام عدد محدود من المحطات والقنوات الإخبارية، أما المجتمع الدولي والعالم العربي، دع عنك إسرائيل، فلم يعد يولي المسألة المكلفة، الاهتمام الذي يليق بها.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

تمهيدا لتفعيل مسيرات العودة.. جرافات فلسطينية تشرع بأعمال تسوية على حدود غزة