نيويورك تايمز: سليماني أسس محورا شيعيا بالشرق الأوسط

الجمعة 3 يناير 2020 04:39 م

بعد أن هدد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" نظيره الإيراني "حسن روحاني" في يوليو/تموز 2018، لم يأتِ الرد من الرئيس الإيراني، بل من شخصية عسكرية ربما أقوى.

جاء الرد آنذاك من اللواء "قاسم سليماني" الذي قتل في غارة جوية في بغداد الجمعة، حيث قال في خطاب ألقاه غربي إيران وقتها: "أنت أقل من أن يرد عليك رئيسنا. أنا كجندي، أرد عليك".

شخصية رفيعة النفوذ

كان الجنرال، الشخصية الغامضة التي تتمتع بمكانة مشهورة بين المحافظين المتشددين في إيران، والشخصية التي يدور حولها اهتمام كبير من الناس داخل البلاد وخارجها أيضًا.

لم يكن فقط مسؤولاً عن جمع الاستخبارات الإيرانية والعمليات العسكرية السرية، وواحدًا من أكثر الشخصيات العسكرية الماكرة والمستقلة، بل كان يعتقد أيضًا أنه قريب جدًا من المرشد الأعلى للبلاد، "علي خامنئي"، ويُنظر إليه كزعيم محتمل لإيران في المستقبل.

كونُ الجنرال "سليماني" في العراق عندما قُتل في عمر 62 عامًا بمطار بغداد الدولي، ليس شيئًا مفاجئًا،  فقد كان مسؤولاً عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وهي وحدة للقوات الخاصة تنفذ مهام إيرانية في بلدان أخرى، تولى قيادتها منذ أواخر التسعينيات.

في هذا السياق، يعتقد أن الجنرال "سليماني" كان المخطط الاستراتيجي الرئيسي للمشروعات العسكرية الإيرانية ونفوذها في سوريا والعراق وأماكن أخرى في المنطقة وخارجها. وكان يعتبر مسؤول الاستخبارات العسكرية الأكثر فعالية في المنطقة الذي أسس محورا شيعيا في المنطقة.

وقال مسؤول مخابرات عراقي رفيع المستوى ذات مرة للمسؤولين الأمريكيين في بغداد إن الجنرال "سليماني" وصف نفسه بأنه "السلطة الوحيدة للأعمال الإيرانية في العراق".

عدو هائل لأمريكا

لقد تعلم المسؤولون الأمريكيون رؤية الجنرال "سليماني" كعدو هائل.

بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 والذي أطاح بـ"صدام حسين"، اتهمت الولايات المتحدة الجنرال "سليماني" بالتخطيط لشن هجمات على الجنود الأمريكيين.

لقد عمل الجنرال على توسيع نفوذ إيران في العراق، وتقييد الجيش الأمريكي. كانت الحكومة الإيرانية مصممة على الاحتفاظ بنفوذها في المنطقة وشعرت بالتهديد بسبب توسيع الوجود العسكري الأمريكي على جانبيها الغربي والشرقي.

في عام 2011، وضعته وزارة الخزانة في قائمة سوداء للعقوبات، متهمة إياه بالتواطؤ فيما وصفه المسؤولون الأمريكيون بمؤامرة لقتل السفير السعودي في واشنطن.

موجّه لأحداث العراق

ولكن في بعض الأحيان، بدا الخصم أكثر كحليف، فقد تعاون المسؤولون الأمريكيون أيضًا مع الجنرال الإيراني في العراق لدحر المكاسب التي حققها تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهو العدو المشترك.

في ذروة حرب العراق، مع قيام فيلق القدس بقيادة "سليماني" بتسليح وتدريب ميليشيات شيعية في العراق، قال مسؤولون أمريكيون سابقون إن الجنرال كان يشعل العنف ثم يتوسط في الصراع، حتى يتمكن من جعل نفسه لا غنى عنه ويبقى العراقيين بعيدين عن التوازن.

وفقًا لبرقية في يونيو/حزيران 2008 كتبها "ريان كروكر"، السفير الأمريكي في بغداد آنذاك، لعب الجنرال "سليماني" دورًا في التوسط لوقف إطلاق النار الذي مكّن الميليشيات الشيعية المتضررة في حي مدينة الصدر ببغداد من الانسحاب.

في عام 2015، كان "سليماني" في مدينة تكريت بشمال العراق، حيث يقود الميليشيات الشيعية العراقية التي كانت تحاول استعادتها من مقاتلي "الدولة الإسلامية"، وانضمت الطائرات الحربية الأمريكية متأخرة لتلك الحملة.

سيطر "سليماني" أيضا على خيال الإيرانيين العاديين، لقد احتل مكانة بارزة خلال الحرب الإيرانية الدامية التي استمرت 8 سنوات مع العراق، وكقائد للحرس الثوري، اكتسب شهرة بقيادة مهام الاستطلاع وراء الخطوط العراقية.

وقال "كروكر" ذات مرة في مقابلة: "بالنسبة لقاسم سليماني، فإن الحرب الإيرانية العراقية لم تنته فعليًا. لا يمكن لأي إنسان أن يجتاز مثل هذا الصراع الذي على غرار الحرب العالمية الأولى دون أن يتأثر إلى الأبد. كان هدفه الاستراتيجي انتصار صريح على العراق، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، إذن ينشيء عراقًا ضعيفًا ويؤثر عليه".

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني المحور الشيعي العلاقات الإيرانية الأمريكية

تفاصيل رسالة من بومبيو رفض سليماني تسلمها قبل اغتياله

بولتون يبارك مقتل سليماني: خطوة أولى لتغيير النظام الإيراني

تيلجراف: اغتيال سليماني أخطر من قتل البغدادي وبن لادن

كيف علقت دول الخليج على اغتيال قاسم سليماني؟