قال صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن الرئيس "دونالد ترامب"، اتخذ قرار قتل قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" رغم خلافات بإدارته حيال المعلومات الاستخباراتية.
وأكدت المصادر، الأحد، أن "ترامب" رفض خيار قتل "سليماني" أواخر ديسمبر/كانون الأول، وأقر عوضا عن ذلك ضربات جوية.
وأوضحت أن الهجوم على "سليماني" اعتمد على مخبرين وأجهزة تنصت واعتراض اتصالات وعمليات استطلاع ووسائل أخرى.
وكانت الضربة ستلغى في حال استقبل مسؤول عراقي مقرب من الولايات المتحدة "سليماني" في المطار، ووافق "ترامب" على الضربة في الساعة الـ5 مساء الخميس.
وبينت أن المعلومات التي اعتمدت عليها إدارة "ترامب" كان أبرزها جولة لـ"سليماني" في العراق وسوريا ولبنان.
وتقول الصحيفة، إن بعض مسؤولي إدارة "ترامب" شككوا في الأساس المنطقي لقتل "سليماني" بسبب جولته الأخيرة، لافتة إلى أن احتمالية وجود عمل ايراني وشيك ضد الولايات المتحدة قبل مقتل "سليماني"، كانت "ضئيلة".
وأشارت المعلومات لرفض المرشد الإيراني "علي خامنئي" خلال اتصالات بـ"سليماني، خططا لضرب مصالح واشنطن بالمنطقة.
إلا أن مصادر الصحيفة تؤكد أنه كان في العراق قادما من سوريا و لبنان وفي طريقه الى طهران لعقد استشارات، وتلقى التوجيه "وهذا لم يكن اجراء غريبا".
وأشارت إلى أن "ترامب" اتخذ قرار قتل "سليماني" بعد مشاهدة تقارير عن مهاجمة سفارة واشنطن في بغداد.
وبينت أنه رفض في البداية استهداف الجنرال الإيراني بعد مقتل المتعاقد الأميركي، ولكنه استشاط غضبا حينما شاهد النيران تحاصر السفارة الاميركية في بغداد.
وكشفت عن 3 خيارات طرحت أمام "ترامب" للانتقام من مقتل المتعاقد الأميركي، وكانت استهداف السفن البحرية ومباني تابعة للمليشيات في العراق ووضع خيار قتل "سليماني" لكي تبدو الخيارات الأخرى منطقية، واختار "ترامب" حينها استهداف مباني المليشيات في العراق.
وجاءت الغارة الجوية الأمريكية بعد محاولة المئات من مقاتلي "الحشد الشعبي" وأنصارهم اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء خلال احتجاجات على قصف الولايات المتحدة لـ"كتائب حزب الله" العراقي المقرب من إيران، قبل أسبوع؛ ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلا وإصابة 48 اخرين بجروح في محافظة الأنبار غربي العراق.
وتسبب اغتيال "سليماني"، بمخاوف دولية من بوادر حرب وشيكة بين أمريكا وإيران وأذرعها في المنطقة، تنعكس على العالم بأكمله، فقد هددت طهران بـ"انتقام قاس"، فيما كثفت واشنطن تحركاتها العسكرية بالشرق الأوسط.