ستراتفور: مقتل سليماني يمهد الطريق لارتفاع طويل بأسعار النفط

الأحد 5 يناير 2020 12:12 م

انتشر خبر مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال "قاسم سليماني"، بشكل مؤثر في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أسواق النفط.

وقد ارتفع سعر النفط الخام حوالي 4% منذ أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني البارز في بغداد بوقت مبكر من 3 يناير/كانون الأول الجاري، رغم أن الارتفاع لا يمثل سوى حوالي ثلث الارتفاع الذي حدث في أول جلسة تداول بعد أن هوجمت منشآت النفط السعودية في "بقيق" و"خريص" في سبتمبر/أيلول الماضي، واتُهمت إيران بالضلوع فيها.

وبالرغم من أنه لا يوجد شك في أن إيران سترد بقوة على المصالح الأمريكية والعاملين الأمريكيين في الشرق الأوسط، إلا أن سوق النفط لا يفضل أن تدفع المخاطر لسعر أعلى في غياب أي إجراء يقلل فعليا من حجم النفط العالمي.

كما هو الحال، فإن السوق يريد أن تبقى الأسعار على مستواها عبر إبطاء نمو قطاع الصخر الزيتي في الولايات المتحدة بشكل كبير، ومنع المنتجين الذين يعانون من ضائقة مالية من القفز على فرصة زيادة الإنتاج لجني أموال إضافية إذا ارتفعت الأسعار.

في نهاية المطاف، ومع قلق السوق بشأن توقيت وكيفية انتقام طهران، من المرجح أن تظل الأسعار متقلبة على المدى القريب، على الرغم من أن إيران لديها سبب لتجنب الهجمات المباشرة على البنية التحتية العالمية للنفط في الوقت الحالي. ولكن على المدى الطويل، فإن أي انتقام إيراني يؤثر على انقطاع النفط من السوق؛ لا بد أن يتسبب في قفزة بالأسعار.

وبحسب ما ترجم "الخليج الجديد" عن موقع "ستراتفور" الأمريكي، يعتبر الأفراد والمنشآت الأمريكية في العراق؛ هم الهدف الأكثر احتمالا للانتقام من إيران والقوات التابعة لها.

وفي الواقع، بدأت شركات النفط الأجنبية التي كانت تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية في العديد من حقول النفط الرئيسية، ومعظمها بالقرب من البصرة في جنوب العراق، إجلاء موظفيها الأمريكيين وغيرهم من الموظفين الأجانب.

ومع ذلك، فإن إيران ترغب في الحفاظ على دعم الطبقة السياسية العراقية - التي ستجد نفسها أكثر عزلة من الولايات المتحدة بسبب مقتل "سليماني" وغيرها من الأحداث الأخيرة - ما يشير إلى أن طهران لن يكون لديها حافزا لاتخاذ إجراء من شأنه أن يضر صادرات النفط العراقية أو إيراداتها.

علاوة على ذلك، يمتلك العراق ما يكفي من العمال المهرة لتشغيل البنية التحتية للنفط دون مساعدة أجنبية، ما يعني أن تأثير فقدان الموظفين الأجانب سيقلل من نمو القدرة النهائية ولكن لن يؤدي إلى انخفاض حاد في مستويات الإنتاج.

والأكثر من ذلك، أنه بينما يمكن لطهران أن تستهدف السفن البحرية الأمريكية، فمن غير المرجح أن تشن حملة ضد حركة ناقلات النفط أو الغاز الطبيعي المسال في الخليج على المدى القريب.

وستتوقف طهران كثيرا قبل أي هجمات قد تؤثر على حركة ناقلات النفط في الممرات المائية المزدحمة؛ مثل مضيق "هرمز" أو "باب المندب"، كما ترغب البلاد في الحفاظ على الدعم الدبلوماسي من الصين وروسيا.

هل تهاجم إيران سوق النفط؟

في الواقع، تجنب المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" ذكر مضيق هرمز عندما تعهد بالانتقام لموت "سليماني"، حيث تسعى إيران إلى الحفاظ على الحجم المتواضع لصادرات النفط التي تقوم بها حاليا، والتي يتجه معظمها إلى الصين.

وبالمثل، بالنظر إلى الهدوء الأخير في التوترات مع السعودية والإمارات، من غير المرجح أن تشن إيران هجوما مجددا على منشآت مثل "بقيق" على المدى القريب، على الرغم من أن جميع الرهانات يمكن أن تتوقف على مسار التصعيد بين واشنطن وطهران في الأسابيع القادمة.

وقد أدت هجمات بقيق وخريص إلى ارتفاع تكلفة النفط لفترة وجيزة، على الرغم من أن الأسعار انخفضت سريعا عندما أصبح من الواضح أن السعودية يمكنها إعادة توجيه واستعادة الإنتاج بسرعة.

ومع ذلك، هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن إيران قادرة على شن هجوم باستخدام صواريخ "كروز"، والتي يمكن أن تصل إلى مكونات أكثر أهمية في منشآت مثل بقيق وخريص. في الواقع، نشرت الولايات المتحدة مؤخرا ثلاثة آلاف عسكري في السعودية جزئيا للمساعدة في الدفاعات الجوية، بما في ذلك أماكن قريبة من هذه المنشآت.

الخلاصة

يشير كل هذا إلى أن أسعار النفط قد تثبت أو تتراجع في الأيام المقبلة إذا كان هناك تحول في الظروف، لتبدأ مخزونات النفط العالمية في الارتفاع مرة أخرى، مع تجنب إيران اتخاذ أي إجراء كبير يعرقل السوق مباشرة.

لكن، إذا ما اختارت إيران الرد على اغتيال "سليماني" بالانتقام الذي يؤدي مباشرة إلى إخراج النفط من السوق، فإن ارتفاع الأسعار سيصبح أمرا لا مفر منه.

المصدر | ستراتفور - ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ارتفاع أسعار النفط مقتل سليماني مضيق هرمز العلاقات الإيرانية الأمريكية

بلومبرج: تراجع متوقع لنمو القطاعات غير النفطية بالسعودية

خام برنت يقفز نحو 3 دولارات بعد مقتل سليماني

مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل سليماني

كيف يغير مقتل سليماني قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

فورين بوليسي: ترامب يلعب بالنار في الشرق الأوسط

خام برنت يسجل أعلى سعر في 8 أشهر

وزير النفط الإيراني: ارتفاع أسعار الخام يفيد طهران

انحسار توترات الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للانخفاض