استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تفاعل الأسواق مع الضربة الأمريكية لإيران

الاثنين 6 يناير 2020 01:10 م

تفاعل الأسواق مع الضربة الأمريكية لإيران

المنطقة مليئة بحروب الوكالة وتكتيكات غير متماثلة تجذب الجهات الخارجية.

مقتل قاسم سليماني تصعيد كبير بعد فترة توترات منخفضة الشدة وحرب غير متكافئة.

هناك اعتقاد بأنه لن يكون تكثيف كبير لاحق للصدمة الأولى مع استعداد البنوك المركزية لكبح التقلبات المالية.

رد فعل السوق الفوري على التصعيد المفاجئ للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من نوع يمكن التنبؤ به.

الأسواق مرهونة بعدم المبالغة في رد الفعل تجاه الصدمات السياسية والجيوسياسية خلال السنوات الماضية.

إذا لم يتفاقم الصراع  يُرجح إغراء قوى السوق بالتخلص سريعاً من رد الفعل الأولي للمخاطرة وتقليل أهمية عناصر طويلة الأجل.

الأسواق لا تستبعد وقوع هجمات إيرانية ومزيد من عمليات الانتقام الأمريكية لكنها ترى الأمور تحت السيطرة نسبياً ولن تتطور إلى صراع مسلح مفتوح.

*     *     *

رد فعل السوق الفوري على التفاقم المفاجئ للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من النوع الذي يمكن التنبؤ به، حيث هبطت الأسهم وارتفعت أسعار النفط. وتراجعت العوائد على سندات الحكومة الأمريكية والسندات السيادية الألمانية - الملاذات الآمنة التقليدية.

كانت ردة فعل الأسواق الفورية على الغارة الجوية الأمريكية التي أودت بحياة الجنرال الإيراني قاسم سليماني بمثابة كتاب مدرسي مفتوح، لكنها أثارت أيضاً مستجدات قصيرة ومتوسطة الأجل لم يتم استيعابها بشكل كاف من قبل المتداولين والمستثمرين.

وطالما أن الصراع بين البلدين لا يزداد حدة، فمن المرجح أن يتم إغراء قوى السوق بالتخلص سريعاً من رد الفعل الأولي للمخاطرة والتقليل من أهمية العناصر طويلة الأجل. قد يكون ذلك مفهوماً، لكنه سيكون أيضاً استجابة جزئية جداً في الموازنة بين ظروف السوق المواتية على المدى القصير مع حالة عدم اليقين المتزايدة على المدى الطويل.

يعد مقتل قاسم سليماني تصعيداً كبيراً في فترة طويلة من التوترات المنخفضة الشدة والحرب غير المتكافئة. ولم يكن ذلك مفاجئاً في ظل موقف سليماني ومكانته داخل البلاد، وقد وعد آية الله علي خامنئي، بالانتقام الشديد من الولايات المتحدة.

يأتي هذا في منطقة مليئة بالحروب بالوكالة والتكتيكات غير المتماثلة التي تواصل جذب الجهات الخارجية، بما في ذلك قرار تركيا هذا الأسبوع التدخل في ليبيا.

كان رد فعل السوق الفوري على هذا التفاقم المفاجئ للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من النوع الذي يمكن التنبؤ به، حيث هبطت الأسهم وارتفعت أسعار النفط. وتراجعت العوائد على سندات الحكومة الأمريكية والسندات السيادية الألمانية - الملاذات الآمنة التقليدية .

و ينطبق ذلك على إمدادات النفط والنمو العالمي وثقة المستهلكين والشركات. كان حجم التحركات على الأصعدة الثلاثة ضئيلًا نسبياً، وهو ما انعكس جزئياً عند بدء تداولات الجولة الصباحية يوم الجمعة.

خلال السنوات القليلة الماضية، كانت الأسواق مرهونة بعدم المبالغة في رد الفعل تجاه الصدمات السياسية والجيوسياسية لسببين: أولاً، الاعتقاد بأنه لن يكون هناك تكثيف كبير لاحق للصدمة الأولى؛ وثانياً، أن البنوك المركزية كانت مستعدة وقادرة على كبح التقلبات المالية.

واليوم، تستمد النظرة الأولى الدعم من نفس الحجة التي مفادها أن الغارة الجوية، بدلاً من اعتبارها عملاً عسكرياً أمريكياً غير مبرر، كانت رداً على الأعمال الإيرانية - بما في ذلك الهجمات على طائرات أمريكية بدون طيار وسفن نفط وسفارة وحقول نفط سعودية - كان هذا الهجوم أيضاً استباقاً لعمل إيراني وشيك.

مع ذلك ، يكثر الحديث عن هدف محدد هو استعادة الردع الأمريكي بدلاً من حرب شاملة كخطوة تالية. هذا لا يعني أن الأسواق تستبعد احتمال وقوع هجمات إيرانية والمزيد من عمليات الانتقام الأمريكية. لكنها ترى أن الأمور تحت السيطرة نسبياً ولن تتطور إلى صراع مسلح مفتوح بين البلدين.

وينتج تأكيد الرأي الثاني عن التوسع المستمر في ميزانيات البنوك المركزية، وخاصة تلك الخاصة بالبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي. إضافة إلى ذلك، يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي العودة إلى خفض أسعار الفائدة كما فعل العام الماضي في حالة زيادة تقلبات السوق.

هذا ليس استنتاجاً غير معقول على المدى القصير. لكنه أيضاً موضع شك، لا سيما بالنظر إلى مخاطر سوء التقدير من أي من الجانبين.

علاوة على ذلك، فهو يلخص المجموعة المتزايدة من التحديات التي تواجه الأسواق على المدى الطويل. لذا يحتاج المستثمرون إلى موازنة الزخم الإيجابي المستمر للسوق على المدى القصير مع عدم اليقين المتزايد الذي لا يشمل فقط العناصر الجيوسياسية، بل القضايا الاقتصادية والمالية والمؤسسية.

فالمستثمرون لآجال طويلة الذين تغريهم معادلة الشراء وقت هبوط الأسعار مرة أخرى، سوف يكررون ذلك كجزء من استراتيجية شاملة أكثر انتقائية بشكل متزايد بهدف الاحتفاظ بالحد الأعلى من المكاسب على المدى القصير وحماية حيازاتهم من الشكوك المتزايدة.

ويشمل ذلك التأكيد على تداولات الأسهم ذات الجودة العالية التي ترتكز عليها ميزانيات عمومية قوية وتولد تدفقات نقدية عالية، إضافة إلى مقاومة الإغراء القوي للتحولات على نطاق واسع بعيداً عن الأصول الأمريكية لصالح الاستثمارات الدولية، وتقليص تعرضهم لقطاعات السوق ذات السيولة المنخفضة بطبيعتها، والتي شهدت تداعيات غير مباشرة من حوافز البنك المركزي الاستثنائية.

* د. محمد العريان خبير اقتصادي، كبير الاستشاريين بمجموعة أليانز.

المصدر | بروجيكت سينديكيت

  كلمات مفتاحية

سهم سليماني يصيب بورصات الخليج فتنزف 54 مليار دولار

استقرار أغلب أسواق الخليج بعد تراجعات حادة بسبب إيران

بورصة عمان تقود مكاسب الخليج والسعودية تتراجع