فرانس برس: اغتيال سليماني عزز محور إيران على عكس ما أراد ترامب

الاثنين 6 يناير 2020 07:49 م

اعتبرت وكالة "فرانس برس" أن إقدام الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، "قاسم سليماني"، تسبب في اتساع "محور البيت الشيعي" الذي يطلق على نفسه "محور المقاومة" بشكل كبير، على عكس ما أرادته واشنطن.

وقالت الوكالة إن المحور الشيعي بات أكثر تماسكا واتساعا، منذ مقتل "سليماني"، بحسب محللين.

وتمضي "فرانس برس" في تفسير تفاصيل ذلك الأمر، قائلة إن الصدمة كانت كبيرة ولكن وجيزة بالنسبة الى الفصائل الشيعية العراقية، بعدما أقدمت الولايات المتحدة على اغتيال "سليماني" ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي "أبومهدي المهندس" على طريق مطار بغداد الدولي يوم الجمعة، سرعان ما جمعت تلك الفصائل قواها، وخرجت بخطاب شديد مناهض للولايات المتحدة، أعاد التذكير بفترة الغزو الأمريكي للبلاد في عام 2003.

ونقل التقرير عن الباحث في العلاقات الدولية "كريم بيطار" قوله: "سيكون هناك توحيد للصفوف، وتعزيز للعصبية الطائفية، وسرعان ما ستكون لقرار دونالد ترامب نتائج عكسية".

ويضيف أنه في إيران ولبنان والعراق "ستوضع كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية جانباً، في مواجهة حالة أمنية طارئة".

ويتابع: "بالفعل، تجلى ذلك في إعادة انتشار سياسي لقوى عراقية كانت خففت من خطابها المعادي لواشنطن في أعقاب دحر تنظيم الدولة الإسلامية والانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/أيار 2018".

واعتبر فصيل "كتائب حزب الله"، المنضوي ضمن قوات الحشد الشعبي والموالي لإيران، أن عملية الاغتيال هي "بداية نهاية الوجود الأمريكي في المنطقة"، فيما رفع الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر" سقف المواجهة، فدعا في تغريدة على "تويتر"، "الفصائل العراقية المقاومة" إلى اجتماع فوري لإعلان تشكيل ما أسماها "أفواج المقاومة الدولية".

وأعاد "الصدر" إحياء "جيش المهدي"، الذي كان له دور كبير في مقارعة الأمريكيين عقب دخولهم إلى العراق.

وتمضي "فرانس برس" قائلة إنه حتى الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، "قيس الخزعلي"، الذي كان على خلاف مع "الصدر" لكن تعتبره الولايات المتحدة "إرهابياً عالمياً"، انضم إلى خط المواجهة ضد الأمريكيين في خندق واحد مع غريمه قائلاً: "إذا لم تخرجوا أو ماطلتم في ذلك، فستجدون رداً عراقياً قوياً سيزلزل الأرض من تحت أقدامكم وسيجعل السماء جحيماً فوق رؤوسكم".

وجاء كلام "الخزعلي"، في أعقاب جلسة برلمانية طارئة، الأحد، دعا فيها النواب الحكومة إلى "إنهاء تواجد أي قوات أجنبية" على أراضي العراق، عبر المباشرة بـ"إلغاء طلب المساعدة" المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية".

وشهدت الجلسة تغيّباً للنواب الأكراد ولعدد كبير من القوى السنيّة.

وبعث المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق "علي السيستاني" برسالة تعزية إلى المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي"، في خطوة غير مسبوقة بين مرجعيتي النجف وقم.

ويرى الخبير في الحركات الإسلامية "قاسم قصير" أن "نتائج الاغتيال أعادت توحيد قوى المقاومة وأعادت جعل الأولوية مواجهة الولايات المتحدة".

ويضيف: "الاغتيال كان خطأ استراتيجياً، والرد سيكون في كل المنطقة ولن يكون محصوراً في العراق".

ويرى التقرير أن اغتيال "سليماني" أعاد توحيد الخطاب "الممانع" من طهران إلى بيروت، مروراً بدمشق واليمن والأراضي الفلسطينية.

وأشارت "فرانس برس" إلى بيان حركة "حماس"، الذي حاء تعليقا على مقتل "سليماني"، قائلة إنه كان الأبرز في مواقف الفصائل الفلسطينية، رغم أن العلاقات بين "حماس" وطهران شهدت توترات كبيرة، مقارنة بحركات أخرى، مثل "الجهاد الإسلامي" والجبهة الشعبية التي تمتعت بعلاقات وثيقة مع إيران.

وقد وصفت "حماس" عملية اغتيال "سليماني" بـ"العربدة الأمريكية"، وشارك رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، "إسماعيل هنية" في عزاء "سليماني" بطهران.

وفي اليمن، دعا المتمردون الحوثيون إلى "رد سريع ومباشر" ضد القواعد الأمريكية.

واعتبر التقرير أن هذا يفسر ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، "حسن نصرالله"، في كلمة له، الأحد، بأن "قاسم سليماني ليس شأناً إيرانياً، بل يعني محور المقاومة ويعني الأمة".

وأضاف "نصرالله": "إذا مرت قضية الاغتيال بشكل عابر فسنكون أمام بداية خطرة لكل حركات وقيادات ودول ومحور المقاومة".

ولم تتمكن الإدارة الأمريكية من كسب تعاطف الطبقة السياسية هناك المنقسمة حول نفوذ إيران المتزايد عبر قرع طبول الحرب ضد الجمهورية الإسلامية، بل إنها وحدت صفوف خصومها.

لذا، يرى "بيطار" أن "السيف المسلط فوق رأس طهران ومخاطر التدخل الأجنبي تثير غضب الإيرانيين (…) سواء من مؤيدي أو معارضي النظام، وحتى في العراق".

ويضيف أن "هذا الاغتيال سينتهي بتقوية النظام الإيراني الذي سيستفيد من ظاهرة التجمع حول رايته، وسيتمكن من اللعب على وتر القومية التي كانت موجودة قبل ثورة العام 1979".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني اغتيال قاسم سليماني محور المقاومة العلاقات الإيرانية الأمريكية

اغتيال ترامب لسليماني والاغتيال السياسي في الولايات المتحدة