خبراء يستبعدون نشوب حرب بين مصر وتركيا

الثلاثاء 7 يناير 2020 02:14 م

قلل خبراء ومحللون سياسيون، من احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة، بين مصر وتركيا، على الساحة الليبية، بعد موافقة البرلمان التركي، على إرسال قوات تركية لدعم حكومة "الوفاق" في طرابلس.

وأكدوا أن قوى دولية ستتدخل لمنع تطور الصراع المصري التركي، حفاظا على مصالحها في المنطقة، لا سيما مع تحول البوصلة نحو إيران، والتوتر القائم مع الولايات المتحدة، بعد مقتل قائد فيلق القدس "قاسم سليماني".

وقالت مديرة البرنامج الإقليمي للحوار السياسي لدول جنوب المتوسط بمؤسسة كونراد أديناور الألمانية، "كانان أتيلجان"، إن العلاقات التركية - المصرية تعرضت لضغوط كبيرة منذ عام 2013 حيث كانت حكومة حزب "العدالة والتنمية" التركية مؤيداً قوياً لـ"الإخوان المسلمون" بمصر، قبل الإطاحة بهم.

وترى "أتيلجان" في تصريحاتها لـDW عربية، أن مصر يشغلها حماية حدودها حتى لا يتمكن أي من المتطرفين من عبور الحدود الليبيبة إليها، مرجحة أن يكون الدور الروسي حاسماً في تحديد شكل المواجهة بينهما.

ويستبعد المحلل السياسي التركي "فارس أوغلو" أن تصل الأمور إلى حد الحرب الشاملة، متوقعا أن تحاول تركيا ضرب بعض المناطق المؤثرة لدى قوات "خليفة حفتر" المدعوم من مصر.

وأضاف: "لا أعتقد أبداً أنها ستكون حرباً كبيرة لأن الأطراف الدولية ستتدخل بسرعة لمنع تصاعد الأمور، خصوصاً أمريكا وروسيا نظراً لمصالح كليهما الاستراتيجية في المنطقة".

ولفت الخبير المصري في الشأن التركي "محمد عبدالقادر خليل"، إلى أن الحدود مع ليبيا تمتد بطول أكثر من 1200 كيلومتر وليست مأهولة بالسكان ويسهل اختراقها، محذرا من أن الزج بميليشيات جهادية إلى ليبيا يعني أن هذه الميليشيات في مرحلة ما إذا سيطرت على مدن شرق ليبيا فإنها قد تقوم بعمليات خاطفة داخل العمق المصري".

وأضاف أن الهدف الرئيسي لتركيا من التدخل عسكريا، هو حماية الاتفاقية البحرية التي وقعتها مع حكومة الوفاق الليبية، إلى جانب تثبيت شرعية حكومة "فائز السراج".

وكان الرئيس التركي قد صرح بأن "اليونان ومصر و(إسرائيل) وقبرص لن تتمكن من اتخاذ أي خطوة دون موافقتنا، بعد توقيعنا على مذكرة التفاهم مع ليبيا".

ويرى "فارس أوغلو" أن رسالة أنقرة، مفادها "إما أن تكون من ضمن المخططات الاقتصادية للاستفادة من غاز المتوسط وإلا فستقلب اللعبة".

وأكد "عبدالقادر" أن مصر بعيدة عن مناطق الاحتكاك البحري مع تركيا حتى إن الاتفاقية التركية الليبية تعطي مصر أكثر مما حصلت عليه من اتفاقيتها مع اليونان وقبرص، مشيرا إلى أن مصر ترى أن تركيا تريد تحويل ليبيا إلى ساحة للتنظيمات الجهادية، التي رعتها في سوريا ومن ثم فإن هذا هو مثار التوتر الرئيسي بين البلدين.

أما حكومة الوفاق فهي بحسب "عبدالقادر"، "أقرب إلى تيار الإخوان المسلمون وهو مدخل الخطورة بالنسبة للجانب المصري"، الذي يحظر الجماعة في مصر.

وتخشى القاهرة، والكلام لـ"عبدالقادر"، أن تفضي سياسات أنقرة إلى انقسام كامل للأراضي الليبية، الأمر الذي يصبح معه من الصعوبة ضمان وحدة الدولة الليبية وسيكون في ذلك تهديد كبير للغاية للدولة المصرية.

وقبل أيام، صوت البرلمان التركي بأغلبية على قرار يمنح "أردوغان" تفويضا لإرسال قوات تركية إلى ليبيا لمدة عام، تقوم بدعم الحكومة الشرعية في طرابلس، في مواجهة قوات "خليفة حفتر" المدعوم من مصر والإمارات.

المصدر | الخليج الجديد + DW عربية

  كلمات مفتاحية

التجارة تتخطى السياسة.. دبلوماسية الباب الخلفي بين مصر وتركيا