تزامنا مع مرور 100 يوم على انطلاق الثورة العراقية، راح المتظاهرون يتوافدون، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، إلى ساحات وميادين التظاهرات الرئيسية في المدن العراقية، رافعين شعارات ضد كل من إيران والولايات المتحدة.

وامتلأت ساحات التظاهرات في بغداد، والبصرة، وكربلاء، والنجف، والكوفة، والقادسية، والمثنى، وبابل، وذي قار، وميسان، وواسط بالمتظاهرين، بالرغم من قطع قوات الأمن عددا كبيرا من الطرقات، في محاولة لعرقلة وصول المتظاهرين.

ووفقاً لناشطين وشهود عيان، فإنّ بغداد، والناصرية، وكربلاء، والبصرة، وميسان، تصدرت مدن التظاهرات من حيث عدد المشاركين فيها، إذ اتسعت رقعة التظاهرات في ساحات وشوارع مجاورة، واضطر الأمن العراقي إلى الاستنفار وتأمين مبانٍ حكومية، تحسباً لمهاجمة المتظاهرين لها.

وردّد المتظاهرون شعارات مختلفة خلال التظاهرات، منها ما هو باللهجة العراقية العامية، مثل "أنعل أبو إيران لأبو أمريكا"، في إشارة منهم إلى رفض التدخل الأجنبي، وتحويل العراق إلى ساحة حرب.

وأيضاً "ذيول يا تبعية شسويتوا (ماذا فعلتم) بالعراق"، تعبيرا عن غضب المتظاهرين من خضوع أحزاب السلطة للإرادات الخارجية، وعدم قدرتها على حفظ كرامة البلد وأمنه، مطالبين برحيلها.

كما رفع المتظاهرون يافطات بدت موحدة بين المحافظات المختلفة منها: "نريد عراقاً مستقلاً"، و"نرفض انتهاك سيادة العراق"، و"نرفض الانصياع للأجندات الخارجية".

وفي ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، رفعت حشود المتظاهرين الأعلام العراقية، وجابوا الساحة وهم يردّدون شعارات ضد إيران، رافضين قصفها للأراضي العراقية، وحملوا لافتات كتبت عليها شعارات منها: "أنعل أبو إيران لأبو أمريكا".

وانطلقت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في بغداد و9 محافظات جنوبية، تظاهرات شعبية واسعة، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد مؤسسات الدولة، حيث أجبر المحتجون حكومة "عادل عبدالمهدي" على الاستقالة، مطلع ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ الاحتلال الأمريكي للبلاد.

وقدرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية (حكومية)، ضحايا الاحتجاجات، التي وجهت بقمع أمني كبير، بـ 489 قتيلا، وأكثر من 27 ألف مصاب، فضلا عن 2807 معتقلا، تم إطلاق سراح غالبيتهم ولم يتبق سوى 107 منهم رهن الاعتقال.