سجلت الليرة السورية مستوى قياسيا لم تشهده سابقًا، لتتجاوز 1000 ليرة مقابل الدولار الواحد، وسط ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار جميع السلع.

وابتدأت الليرة عام 2020 بسعر صرف بلغ 912 ليرة مقابل الدولار، مودعة عام 2019 عند سعر 915 ليرة للدولار الواحد، لكن ما لبثت أن شهدت تراجعات يومية في قيمتها بفارق 10 ليرات تقريبًا يوميًا.

وتشير الرسوم البيانية المسجلة لأسعار الليرة السورية خلال الفترة الماضية واختلاف سعرها بين جلسات التداول الصباحية عن أسعارها عند الإغلاق إلى غياب سياسة نقدية حكومية لاحتواء أزمة الليرة.

وفقدت الليرة السورية، إثر تراجعها أمام العملات الأجنبية منذ مطلع العام الجاري حوالي 10.76% من قيمتها.

وكانت الليرة قد خسرت من قيمتها العام الماضي نحو 44.44%.

لكن رغم هذا الهبوط المستمر، فإن المصرف المركزي السوري ما زال يثبت سعر صرف الدولار عند 436 ليرة.

ويأتي التراجع في قيمة الليرة، تزامنًا مع قرارات مستخدمة من قبل حكومة النظام السوري في حجب الدعم عن عدد من المواد الاستهلاكية، وتقليص قائمة المستوردات من السلع بالقطاع الأجنبي من المصرف المركزي.

وأمام ذاك، بات السوريون يعانون من ارتفاع غير مسبوق في أسعار جميع السلع في البلاد، خاصة تلك التي تعتمد في مكوناتها على مواد مستوردة.

وقالت نشرة "سيريا ريبورت"، إن أسباب انخفاض الليرة السورية، هي ارتفاع الطلب على الدولار في لبنان المجاور، لأن "بيروت تعد سوقاً أساسية للدولار بالنسبة للمستوردين السوريين، الذين يستخدمون النظام المصرفي اللبناني للقيام بعملياتهم التجارية".

كما أشارت النشرة الاقتصادية، إلى عجز ميزان المدفوعات.

كما أن الميزان التجاري في حالة سيئة، "لأن قدرة الإنتاج المحلي مدمَّرة بشكل كبير، وهناك حاجة للواردات لملاقاة الطلب المحلي"، حسب النشرة.

وقال رئيس تحرير النشرة الاقتصادية "جهاد يازجي"، إنه المعدل الأدنى في التاريخ"، مشيراً إلى أن "الانخفاض حاد"، لأن سعر صرف الدولار كان يبلغ 500 ليرة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018.

قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا ضد نظام "بشار الأسد"، في مارس/آذار عام 2011، كان الدولار يساوي 48 ليرة سورية.