مجلة حكومية مصرية: السعودية باعتنا والعلاقات مع إيران ضرورة

الثلاثاء 28 يوليو 2015 06:07 ص

رأت  مجلة «روز اليوسف»، الحكومية المصرية، أن «السعودية باعت مصر»، معتبرة أن «عودة العلاقات المصرية - الإيرانية باتت أكثر من ضرورة» في ظل هذا الوضع.

يأتي ذلك في سياق تصعيد إعلامي مصري واضح في الفترة الأخيرة ضد سياسات المملكة في عهد «الملك سلمان بن عبد العزيز»، تبعه تصعيد من جانب الكتاب السعوديين ضد النظام الحالي في مصر.

وفي مقال نشرته في عددها الأخير، قالت المجلة الأسبوعية إن المملكة لم تجد مناصا من أجل القضاء على النفوذ «الحوثي» في اليمن، ولم تجد مفرا بعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، ورفع العقوبات الاقتصادية على طهران، من ضرورة تكوين حلف سني كبير ليواجه النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة العربية، ومن هنا أتى لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز  بـ«خالد مشعل»، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، مؤخرا.

واعتبر كاتب المقال، «أحمد شوقي العطار»، أن هذه أسبابا كافية جدا لتوتر العلاقات بين مصر والسعودية، لكنها ليست الوحيدة؛ فلا يزال هناك الكثير من الأسباب، أهمها أن مصر تنظر إلى الأزمتين السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه السعودية.

وأوضح أن المملكة تدعم منذ اليوم الأول المعارضة السورية المكونة من إخوان وسلفيين و«جبهة النصرة» وخلافه، وترى أن رحيل «بشار الأسد» -الحليف الإيراني الأهم في المنطقة - هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا.

أما مصر فترى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا يحفظ مكانا لـ«بشار الأسد» في الفترة الانتقالية، وترى أن التهديد الرئيس في الوضع السوري ليس «الأسد»، ولكن الجهاديين.

ولفت كاتب المقال إلى موقف مصر والسعودية من الأزمة في ليبيا لا يختلف كثيرا عن سوريا.

ومواصلا سرد ملامح الخلافات المصرية السعودية، قال «العطار» إن «التقارب المصري الروسي لا يأتي أيضا على هوى المملكة في عهد الملك سلمان، بينما يتسبب التقارب السعودي التركي يتسبب في غصة لدى النظام المصري بعد موقف (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان من ثورة (وفق وصفه) 30 يونيو(حزيران2013)، ووقوفه ضد الإدارة المصرية لصالح جماعة الإخوان».

ولفت الكاتب إلى ما تنشره وسائل الإعلام السعودية عن مصر، وما يكتبه الإعلامي «جمال خاشقجي»، الذي يصفه البعض بصوت القصر الملكي، معتبرا أن ما ينبغي التوقف عنده، أيضا، هو مقال الكاتب السعودية «زياد الدريس» بجريدة «الحياة»، الأربعاء الماضي، تحت عنوان «في مصر دولة عميقة وشعب عميق»؛ إذ إنه وصف ما حدث في 30 يونيو/حزيران 2013 بشكل غير مباشر، بـ«الانقلاب»، علما بأنه يشغل منصب المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة  «يونسكو» في باريس.

وخلص الكاتب إلى أن «السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم».

دعوة لإزالة الجليد مع إيران

وقال: «لا ينبغي أن نلوم المملكة على تغير موقفها من الإدارة المصرية، وهذا حقها، وهذه هي السياسة التي لا تعرف سوى لغة المصالح».

قبل أن يتساءل: «ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وإيران؟».

وأشار المجلة إلى أنه بعد الاتفاقية التاريخية بين الولايات المتحدة والدول الخمس الأخرى مع طهران حول البرنامج النووي، فإن الدولة المصرية تستطيع على هامش هذا الاتفاق الاستفادة بشكل كبير.

وتابع: «لا يوجد أي مبرر لعدم وجود تبادل دبلوماسي كامل بين البلدين»، مشيرا إلى أن إعادة العلاقات المصرية الإيرانية لا يعني مطلقا التحالف مع طهران ضد دول الخليج.

ورأى أن «العلاقات المصرية الإيرانية أصبحت ضرورة ملحة في المستقبل القريب من أجل تحقيق مصالح أكبر للدولة المصرية، والعلاقات مع طهران ستسمح لمصر -الدولة الأكبر والأهم في المنطقة العربية- بإنهاء حالة الصدام المستمر بين إيران وبعض دول المنطقة، وتفويت الفرصة على كل من يخططون لإشعال حرب طائفية في المنطقة بين السنة والشيعة للقضاء على المنطقة بالكامل».

وأعرب كاتب المقال في الختام عن تمنياته في أن «تستجيب الإدارة المصرية لذلك في أسرع وقت»، معتبرا أنه «لا مجال للتردد بعد الآن؛ فالكل يبحث عن مصالحه».

تصعيد لافت

مقال «روز اليوسف»، لا يعد أمرا عاديا، خاصة في ظل ما يتردد بشأن علاقة المجلة بالأجهزة المخابراتية المصرية التي لا تستطيع المجلة تجاوز الخط المرسوم لها من قبلها في سياستها التحريرية، والحديث عن دولة عربية بحجم السعودية، دون التنسيق مع هذه الأجهزة، وأخذ رضاها، وإلا صادرتها فورا، ومنعت ظهورها بالأسواق.

والغريب أن هذا التصعيد من جانب المجلة تجاه السعودية يأتي بعد أقل من 48 ساعة فقط من لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، حيث قللا من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، ومن شأن زيارة «مشعل» إلى السعودية مؤخرا.

وما يعد لافتا أيضا هو تلويح الكتاب المصريين بورقة العلاقات مع إيران للضغط على السعودية؛ وهو ما طرحة كاتب مقال روز اليوسف، وطرحه قبله الكاتب الصحفي المصري «محمد حسنين هيكل» عندما قال في حوار مع جريدة «السفير» اللبنانية، نٌشر الشهر الجاري: «المعركة في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران أم لا، وهناك محاولات مع (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي كي لا يحصل التقارب مع طهران».

وهاجم «هيكل» في حواره المملكة، معتبرا أن الملك «سلمان» بأنه «ليس حاضرا بما يكفي»، وأن «جيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة»، مضيفا أن «النظام السعودي غير قابل للبقاء».

هجوم «هيكل» تبعه ردود فعل غاضبه من الجانب السعودي، حيث بعد الكتاب السعوديين كلامه تعبيرا عن سياسة المسؤولين في مصر.

  كلمات مفتاحية

مصر السهودية إيران فتور تصعيد إعلامي

«هيكل» و«حماس» ينقلان علاقة السعودية بمصر من «فتور» إلى «جفوة»

«دويتشه فيله»: هل نيران «هيكل» دليل تأزم علاقات مصر والسعودية؟

«خاشقجي»: «هيكل» ليس خرفا ويوجه المسؤولين المصريين

أمير سعودي ردا على «هيكل»: «حذاء الملك سلمان أشرف وأكرم من تاريخك كله»

«هيكل»: «سلمان» ليس حاضرا والصغار متكبرون والنظام السعودي غير قابل للبقاء

«مجتهد»: «محمد بن سلمان» يزور القاهرة اليوم بدعوة خاصة من «السيسي»

«السيسي» و«بن سلمان» يتفقان على تطوير التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي

الملك «سلمان» و«السيسي» يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية والدولية

السياحة الإيرانية المنبوذة في عهد «مرسي» مرحب بها في دولة «السيسي»