الحرب الخفية السيبرانية الصامتة التي تخوضها إيران

الجمعة 17 يناير 2020 03:31 م

كشفت المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران عن قدرات إيران الهائلة في عالم الحرب السيبرانية. 

الحرب الإلكترونية أو الحرب السيبرانية، هي اليوم حرب غير معلنة يخوضها العالم منذ سنوات بصمت، من خلال مجموعات ممولة ومدعومة من الحكومات يقومون بهجمات وحروب سيبرانية صامتة تسبب أضرارا توازي أضرار الهجمات العسكرية التقليدية.

قد أصبحت هذه الهجمات الإلكترونية فصل جديد من فصول المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع نسبة التوتر بين البلدين.

ويصنّف خبراء الأمن السيبراني الجمهورية الإيرانية الإسلامية من بين الدول الخمس الأولى مع قدرات سيبرانية مجموعات عالية الاختصاص والمهارات، فبعد عملية اختراق دودة "ستاكسنت" التي عطلت مفاعل بوشهر النووي الإيراني عام 2010 تم إنشاء قيادة الدفاع الإكتروني.

وإيران لديها "المجلس الأعلى للفضاء السيبراني" وBasij Cyber Council. ومن المجموعات المعروفة منذ عام 2006 فريق Ashiyane Digital Security Team الذي يعتبر من المجموعات المُدرِبة والمرجع الأول للقوات السيبرانية الإيرانية.

كذلك كثيرون يذكرون الهجمات المدمرة والتجسس للأنظمة الحاسوبية في الإمارات والسعودية وتركيا وغيرها من دول الشرق الأوسط وأيضا الولايات المتحدة وإسرائيل التي قامت بها مجموعةChafer عام 2018 وكيف تمكن الإيرانيون عام 2011 من تحويل دفق المعطيات من الدانمارك إلى إيران ومن إيران إلى الدنمارك حسب اعتراف "اريك شميت" المدير التنفيذي لجوجل آنذاك لقناة CNN.

كانت قد كشفت شركتا أمن المعلومات "بالو التو" وFireEyeعام 2016 عن مجموعةAPT 34  التي تعرف أيضا بمجموعة HELIX  KITTEN وعملية OilRig التي استهدفت الولايات المتحدة، السعودية ، تركيا ، إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط  بحملة Spear-Phishing لاختراق المؤسسات الصناعية والإدارات الحكومية عبر برمجيةHelminth backdoor.

من أبرز العمليات التي أثارت جدلا وأضرارا جمة عملية مجموعة "سيف العدل القاطع" وفيروس "شمعون" الشهير الذي استهدف في نسخته الأولى السعودية ومنشآت أرامكو عام 2012 ثم بنسخة ثانية عام 2017 والنسخة الثالثة عام 2018.

بعد اغتيال الجنرال الإيراني "قاسم سليماني" في بغداد في الثاني من يناير/كانون الثاني 2020، ورد إيران بدورها في 8 يناير/كانون الثاني 2020 بإطلاق الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق.

في اليوم التالي، نشرت مجموعة الأمن السيبراني "دراجوس" تقريراً تشير فيه إلى خطر قيام إيران باستهداف مباشر النظام الكهربائي في الولايات المتحدة، بعد أن رصدت شركة دراجوس محاولات تسلل لمجموعة من القراصنة تسمى Magnallium، بمساعدة مجموعة أخرى يطلق عليها أسم"Parisite".

كما ذكر وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" "أن ردا محتملا من إيران ضد الولايات المتحدة قد يكون هجوما سيبرانيا".

وأضاف "أنه من غير الواضح إذا كان القراصنة لديهم أي وضع رسمي أو علاقة بإيران".

وينسب خبراء دراجوس مجموعة Magnallium لإيران كونها هي نفس المجموعة التي تعرف بأسماء مختلفة Charming Kitten، Refined Kitten، Elfin  وخاصة APT33 .

ورصدت "دراجوس" محاولاتها منذ عام 2019 اختراق شركات الكهرباء والنفط والغاز الأمريكية عن طريق استخدام تقنية " Password Spraying" أي محاولة تخمين مجموعة من كلمات المرور الشائعة للمئات أو حتى الآلاف من الحسابات التي حصل المهاجمون على تعريفات الدخول الخاصة بها  دون كلمات المرور.

طبعا هذا جزء يسير من مجموعة عمليات وهجمات تم إحصاؤها في الأعوام الماضية قامت بها مجموعات القرصنة التابعة لإيران.

يعتبر بعض الخبراء والمراقبين أن الفضاء الإلكتروني أو السيبراني هو من الطرق الوحيدة للإيرانيين لقياس قوتهم بمواجهة قوة الولايات المتحدة.

وستسلط مجلة التكنولوجيا "ديجيتال " في 25 يناير/كانون الثاني 2020 الضوء على القدرة السيبرانية الإيرانية مع "محمد لاوند"، خبير أمن المعلومات و مؤسس شركة Black Hatch.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

حرب سيبرانية اغتيال قاسم سليماني

الأمن السيبراني في الخليج.. تهديدات متزايدة في 2020

هجمات سيبرانية روسية وإيرانية تستهدف جامعات بريطانية تحاول إنتاج لقاح كورونا

معهد إسرائيلي: هذه تفاصيل الحرب السيبرانية المحتدمة مع إيران