ما نعرفه عن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط

الجمعة 24 يناير 2020 04:42 م

بعد مرور أكثر من عامين على اقتراح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للمرة الأولى خطة لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لا تزال الخطة تتعثر عند خط البداية.

وأعلن "مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي يوم الخميس دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ومنافسه المحلي الرئيسي، "بيني جانتس"، إلى واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة "فرص السلام".

ولم يرد أي ذكر للفلسطينيين الذين سارعوا للتحذير من أي تحرك أمريكي ينتهك القانون الدولي.

وحتى الآن، لم يُكشف إلا القليل من الخطة التي يتعين عليها معالجة قضايا استعصت على جهود صانعي السلام السابقين على مدار عقود من الزمن.

وتشمل هذه القضايا:

- وضع القدس التي تضم مواقع مقدسة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين.

- وضع حدود متفق عليها بين الجانبين.

- وضع الترتيبات الأمنية لتهدئة مخاوف إسرائيل من هجمات الفلسطينيين وجيران معادين.

- المطلب الفلسطيني بإقامة دولة، ووضع حد لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

- إيجاد حل لمحنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

- ترتيبات لتقاسم الموارد الطبيعية الشحيحة، مثل المياه.

- المطالب الفلسطينية بإزالة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، إلى جانب 200 ألف مستوطن آخر في القدس الشرقية.

لماذا إحياء الخطة الآن؟

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في أوجها، إذ أن ترامب ونتنياهو من أقرب الحلفاء.

كما يواجه الرجلان مشاكل داخلية. فمن المرجح أن يتم اتهام ترامب بمحاولة صرف الانتباه عن مساءلته في الكونجرس بينما وجهت لنتنياهو تهم فساد في نوفمبر تشرين الثاني، مما وضعه في مأزق قانوني.

وينفي الرجلان ارتكاب أي مخالفات.

وكلاهما يواجه حملات انتخابية: فـ"ترامب" يسعى لإعادة انتخابه، أما "نتنياهو" فقد فشل في تشكيل ائتلاف حاكم بعد جولتي انتخابات العام الماضي.

ماذا نعرف عن الخطة؟

تخشى مصادر فلسطينية وعربية جرى اطلاعها على مسودة الخطة من أنها تسعى إلى رشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدا لأن تضم إسرائيل نحو نصف الضفة الغربية.

وجرى تدشين المرحلة الأولى من مقترح السلام في مؤتمر اقتصادي في البحرين في يونيو حزيران الماضي مما يعكس العقلية التجارية لـ"ترامب" وصهره، "جاريد كوشنر"، المهندس الرئيسي للخطة.

ودعا هذا الشق إلى إنشاء صندوق استثماري بقيمة 50 مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات دول الجوار العربية.

وقال "كوشنر" إنه يعتقد أن الصفقة يمكن أن تفتح باب الرخاء للفلسطينيين وتحقق الأمن لإسرائيل.

ما هي فرص الخطة؟

سقف التوقعات منخفض. فقد انهارت آخر محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عام 2014.

والمعضلة الكبرى هي حل الدولتين، وهي الصيغة الدولية المطروحة منذ فترة طويلة لإحلال السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وتؤيد الأمم المتحدة ومعظم الدول في جميع أنحاء العالم حل الدولتين، الذي بات ركنا أساسيا في أي خطة سلام لعقود.

لكن إدارة "ترامب" رفضت باستمرار دعم حل الدولتين. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، خالفت سياسة أمريكية مطبقة منذ عقود عندما أعلن وزير الخارجية "مايك بومبيو" أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر مستوطنات إسرائيل على أراضي الضفة الغربية "مخالفة للقانون الدولي".

وينظر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي إلى المستوطنات على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتدحض إسرائيل ذلك، مشيرة إلى الروابط التاريخية والتوراتية والسياسية بالأرض وكذلك احتياجاتها الأمنية.

وأعلن "نتنياهو" أنه يعتزم ضم جميع المستوطنات، وكذلك معظم غور الأردن، القطاع الاستراتيجي الشرقي الخصيب في الضفة الغربية.

ويقول الفلسطينيون إن غور الأردن، أي ما يقرب من 30%من الضفة الغربية، سيكون جزءا حيويا من دولتهم المستقبلية، وسلة الخبز للضفة الغربية ويشكل حدودها الخارجية مع الأردن.

هل يمكن للولايات المتحدة أن تكون وسيطا؟

قال الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" إنه لم يعد من الممكن اعتبار واشنطن وسيطا في أي محادثات سلام مع (إسرائيل).

ومنذ انتخابه، قام "ترامب" بسلسلة من التحركات التي أسعدت إسرائيل وأغضبت الفلسطينيين. يتضمن ذلك قراره عام 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ويخشى الفلسطينيون أن تبدد خطة "ترامب" آمالهم في إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ورفض "عباس"، الذي تمارس سلطته الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية، المشاركة في أي جهود سياسية مع إدارة "ترامب".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن