مصادر: الأردن اطلع على تفاصيل صفقة القرن وأبدى مرونة حيالها

السبت 25 يناير 2020 08:38 ص

حصل الأردن على تفاصيل خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، التي يعتزم الرئيس "دونالد ترامب" الإعلان عنها خلال أيام.

وقالت مصادر، لصحيفة "إندبندنت عربية"، إن العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني" والحلقة الضيقة من المسؤولين ببلاده، أبدوا مرونة حيال الصفقة خلافا لمواقفه السابقة، ويتحضر لاتخاذ سلسلة من "القرارات الداخلية الجريئة" خلال الفترة المقبلة.

ولفتت المصادر إلى أن تفاصيل خطة السلام الأمريكية وصلت إلى عمان منذ أسابيع فقط؛ ما يفسر حديث الملك إلى قناة "فرانس 24" أخيرا لدى سؤاله عن الصفقة بأن الأردن "سينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، وكيفية البناء على الخطة، والجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ولفتت إلى أن الموقف الجديد حيال الصفقة لا يعني بالضرورة الموافقة على كل ما تتضمنه، لكنه بمثابة رد على تعهدات من الولايات المتحدة و"ترامب" للأردن بعدم تعريض مصالح البلاد السيادية للخطر وعدم المس بـ"الوصاية الهاشمية في القدس".

وألمحت المصادر إلى أن التفاصيل الجديدة قد تكون تضمنت بنودا مختلفة عما تم تسريبه في وقت سابق من العام الماضي.

ووفق المصادر، فإن الأردن أُبلغ بموافقة وإعلان واشنطن قريبا تأييدها ضم (إسرائيل) لغور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، مع عدم المس بالوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أنه سيضم منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت (جنوبي شرقي دولة الاحتلال) إلى سيادة (تل أبيب) حال انتخابه رئيسا للوزراء مرة أخرى.

واعتبرت "إندبندنت عربية" أن المرونة الأردنية حيال "صفقة القرن" مبررة؛ فلم تعد عمان قادرة على الصمود أكثر في وجه هذا التسارع السياسي الملفت، خصوصا مع تحسس غرف صنع القرار الأردني مآلات الانتخابات الإسرائيلية المقبلة التي تشير إلى إعادة "نتنياهو" تشكيل حكومة جديدة.

  • قرارات داخلية

وكشفت المصادر أن الأيام المقبلة ستشهد قرارات جديدة وجريئة من عمان تتماشى وتتواءم مع التغير الحاصل في الموقف الأردني حيال الصفقة، لافتة إلى أن أول هذا التغيير سيكون في الإعلام الأردني الرسمي الذي سيبدأ بالترويج للمرحلة الجديدة وتداعياتها.

وتحدثت عن توجه الأردن إلى إلغاء قرار "فك الارتباط"، وهو القرار الذي اتخذه العاهل الأردني الراحل الملك "حسين بن طلال" عام 1988، ويقضي بإنهاء ارتباط الضفة الغربية إداريا وقانونيا مع الأردن؛ حيث كان يُعرف هذا الارتباط باسم "وحدة الضفتين".

وهذه الخطوة، يراها مراقبون استسلام أردني أمام نهاية حل الدولتين، والتسليم بالأمر الواقع.

وستسوق السلطات الأردنية للقرار المُتوقع، وفق المصادر ذاتها، على أنه "سيادي"، ويبقي على ما تبقى من نفوذ أردني في الملف الفلسطيني، ويمنع مصادرة أراضي الضفة الغربية مستقبلا.

على الأرضِ، تبدو بعض القرارات الأخيرة كأنها توطئة أردنية لوضع جديد في القضية الفلسطينية، خصوصا الملفات المشتبكة بين الأردن والسلطة الفلسطينية.

أبرز هذه القرارات، كانت تجديد وثائق وجوازات المقدسيين الأردنية داخل القدس وعبر مكتب معتمد للأحوال المدنية الأردنية هناك، فضلا عن تجميد سحب الجنسيات من المواطنين الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية، وصولا إلى قرارات اقتصادية بتنمية المدن والأطراف والتوسع فيها عمرانيا، وتمرير صفقة الغاز مع (إسرائيل) رغم كل الجدل الذي أثير حولها.

وقبل أسبوعين، قال العاهل الأردني إن الحوار بين بلاده و(إسرائيل) متوقف منذ عامين تقريبا، مشددا على أنه من الضروري إعادة إطلاقه.

  • ما هي الصفقة؟

والخميس، قال "ترامب" إنه يعتزم الكشف عن "صفقة القرن"، في وقت ما قبل الثلاثاء المقبل؛ حيث سيستضيف "نتنياهو" ومنافسه "بيني جانتس".

في وقت هددت الرئاسة الفلسطينية باتخاذ إجراءات "للحفاظ على الحقوق الشرعية" إذا ما تم الإعلان عن الخطة الأمريكية بصيغتها الحالية.

و"صفقة القرن" خطة أعدتها إدارة "ترامب"، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.

وأعلن الرئيس الفلسطيني مرارا، خلال العامين الماضيين، رفض الفلسطينيين للخطة؛ لأنها تُخرج القدس واللاجئين والحدود من طاولة التفاوض.

وأوقفت الإدارة الأمريكية، بالعامين الماضيين، كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين، بما في ذلك مشاريع البنى التحتية والمستشفيات، وكذلك تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

في المقابل، أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية، بعد قرار "ترامب"، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن العلاقات الأردنية الإسرائيلية دونالد ترامب الوصاية الهاشمية غور الأردن

الأردن 2019.. تصعيد مع إسرائيل مرشح للاستمرار في 2020

الأردن ينفي اطلاعه على صفقة القرن