منح مهرجان دار أوبرا "زيمبر أوبر" بمدينة دريسدن الألمانية، وسام "سانت جورج" هذا العام للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، ما أثار موجة من الانتقادات في الأوساط السياسية والثقافية والحقوقية في ألمانيا.

ووأعلنت الجمعية المنظمة للمهرجان، السبت، أن وفداً سيسلم "السيسي"، الجائزة في فئة السياسة والثقافة، الأحد، في العاصمة المصرية، القاهرة.

وقالت الجمعية في حيثيات منح الوسام، إنه يتم بذلك تكريم "رجل دولة حامل للأمل ومشجع لقارة بأكملها".

وأشادت الجمعية بـ"السيسي" ووصفه بأنه "باني جسور متميز، وصانع سلام في منطقة شمال أفريقيا المتسمة بأزمات صعبة".

بيد أن قرار الجمعية، أثار الكثير من الانتقادات في الأوساط السياسية والثقافية والحقوقية داخل ألمانيا.

أبرز هذه الانتقادات، كانت من فرع منظمة "العفو الدولية" بولاية ساكسونيا، حين غرد على حسابه في موقع "تويتر"، منتقدا منح الوسام لـ"السيسي".

واعتبر فرع المنظمة الدولية، ذلك "تشجيعاً لمن يقمع النقد بالقوة، والمسؤول عن التعذيب والتعسف والاعتقالات ويدوس على حقوق الإنسان بالإقدام".

وأضاف مخاطبا جهة منح الوسام: "نحن لا نتفهم إطلاقا قراركم هذا".

ووصل "السيسي" إلى حكم مصر، في 2014، عقب انقلاب قاده إان توليه قيادة الجيش، على أول رئيس مدني منتخب.

وتواجه مصر في عهده، انتقادات حقوقية متكررة، واتهامات كونها "دولة قمعية"، في ظل وجود أكثر من 60 ألف معتقل، لم تتوفر لهم معايير المحاكمات العادلة.

كما نقلت صحيفة "فرايه بريسه" الألمانية، عن رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية "مايكل كريتشر"، وهو سياسي بارز بالحزب الديمقراطي المسيحي، قوله:  "السيسي بالتأكيد ليس ديمقراطيا"، مضيفا: "هناك العديد من الانتهاكات القانونية في مصر".

وسبق أن حصل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، على ذات الوسام عام 2009.

من جانبه، كتب النائب في البرلمان الألماني (البنديستاج) عن مدينة دريسدن "ستيفان كون"، في تغريدة، يقول "بعد أن حصل أحد أفراد العائلة السعودية المالكة وبوتين، جاء الآن دور السيسي لينال جائزة مهرجان زيمبر أوبر.. إنه ضرب من السذاجة وضعف البصيرة.. أنا مصدوم".

أما صحيفة "سكسيشه إس تست"، فتناولت الأمر بطريقة نقدية، وكتبت متسائلة: "لماذا يمنح ديكتاتور وسام مهرجان زيمبر أوبر؟".

هذا الهجوم، دفع المدير الفني لـ"أوبرا زيمبر"، "هانز-يواخيم فراي"، للقول في تصريحات لإذاعة وسط ألمانيا في ساكسونيا: "الوسام ليس تكريماً سياسياً بحتاً، لأن الجهة المانحة ثقافية بحتة".

وأضاف: "الأمر يتعلق في أنه سيتم افتتاح متحف وطني كبير في القاهرة، يحتضن الحضارة المصرية".

ويشير "فراي" أيضاً إلى أن القاهرة ستشهد أيضا نهاية العام الجاري افتتاح دار أوبرا جديدة.

وهذا الوسام هو عبارة عن نسخة مقلدة من دلاية من "عصر الباروك"، مرسوم عليها صورة "القديس جورج"، كبطل صارع التنين، معلنا انتصار الخير على الشر.

وتوجد الدلاية الأصلية في متحف "القبو الأخضر" في مدينة دريسدن.