أعلنت مصادر عسكرية يمنية أن ميليشيات الحوثيين تواصل التقدم إثر معارك عنيفة مع القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في شمال وشرق العاصمة صنعاء، بينما تتواصل الاشتباكات في مديرية نهم ومحافظة الجوف، حيث سقط قتلى وجرحى من الطرفين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المصادر، أن الحوثيين سيطروا، السبت، على مفصل طرق استراتيجي يربط صنعاء مع محافظتي مأرب وصنعاء.

وقال مسؤول عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه: "يسعى الحوثيون لمحاصرة الحزم (عاصمة الجوف) من المحورين الغربي والشمالي"، بينما قال مصدر عسكري آخر إن الحوثيين متواجدون على بعد 5 كيلومترات من عاصمة الجوف.

إلى ذلك، أعلن الجيش اليمني أنه أسقط طائرة مسيرة لجماعة الحوثي "التي تكبدت أيضا خسائر بشرية ومادية في محافظة الجوف"، وأنه قصف مواقع تمركزها في الجبهة ذاتها.

وذكر بيان للجيش أن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدفت تعزيزات للحوثيين كانت في طريقها إلى منطقة المواجهات، "ما أدى إلى تدمير عدد من العربات التابعة لهم، ومصرع وجرح كل من كان على متنها".

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن نحو 900 أسرة يمنية نزحت نتيجة تجدد القتال في مناطق شرق صنعاء ومحافظتي مأرب والجوف منذ 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأضاف أن النازحين بحاجة إلى مساعدات عاجلة تشمل المواد الغذائية والإيوائية، وحماية المدنيين الذين ما زالوا محاصرين في مناطق القتال.

وفي 17 يناير/كانون الثاني الجاري، تجددت المعارك في اليمن بعد أشهر من الهدوء النسبي، بينما أعلنت الحكومة اليمنية، الجمعة، انسحابا تكتيكيا من عدة مواقع شرق صنعاء.

ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به "عبدربه منصور هادي".

وتصاعدت حدة المعارك في مارس/آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

وأدى النزاع على السلطة إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من المدنيين، حسب منظمات إنسانية، بينما لا يزال هناك 3.3 مليون نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.