لجنة كويتية للتحقيق في خطاب «مسرب» من وزير النفط الكويتي لنظيره السعودي

الخميس 30 يوليو 2015 07:07 ص

شددت «الشركة الكويتية لنفط الخليج» على «متانة العلاقات مع المملكة العربية السعودية»، مؤكدة تشكيل لجنة للتحقيق في الخطاب «المسرب» الموجه من وزير النفط الكويتي «علي العمير»، إلى نظيره السعودي «علي النعيمي».

جاء ذلك بعد أيام من تسريب خطاب لوزير النفط الكويتي، وجهه إلى نظيره السعودي، يحمّل فيه الرياض مسؤولية الخسائر المالية التي تتعرض لها بلاده، بعد إغلاق حقلي «الخفجي» و«الوفرة».

ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن الرئيس التنفيذي لشركة «الشركة الكويتية لنفط الخليج» «علي الشمري» قوله أمس: إن «العلاقات الثنائية بين كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة راسخة ومتينة تقوم على أسس وثوابت متميزة بما يخدم المنظومة السياسية والمصالح المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي».

وأكد «استياء إدارة الشركة لما تم تداوله أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف المحلية والعربية من مراسلات بين وزيري النفط الكويتي والسعودي، والتي تحاط بسرية تامة من قبل الأطراف المعنية ذات العلاقة».

وشدد «الشمري» في تصريحه الأربعاء، على «حرص الجهات المعنية في الوزارة ومؤسسة البترول الكويتية على إبقاء المراسلات المتبادلة ضمن إطار السرية والخصوصية المطلوبة».

 وأكد تشكيل الشركة لجنة تحقيق وتقصي الحقائق «واتخاذ الإجراءات اللازمة كافة وفقاً للوائح بحق كل من تثبت مسؤوليته عن هذا العمل (التسريب) واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمنع تسريب مثل هذه الوثائق المهمة أو تكرار ذلك مستقبلاً».

وتابع أن الشركة الكويتية لنفط الخليج «وبحكم تعاملها اليومي والمباشر مع الشركاء في السعودية بمنطقتي عمليات الخفجي والوفرة المشتركتين تعمل على تنمية وتطوير المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين في تلك المناطق، وذلك من خلال التعاون الدائم والاحترام المتبادل لإدارة الأصول وموارد الثروة البترولية كافة في المنطقة المقسومة بشقيها البري والبحري».

واعتبر مراقبون أن تلك الخطوة تأتي في إطار سعي الكويت إلى احتواء اللغط الذي ثار مؤخرا بشأن ما قيل إنه «خلاف مع المملكة العربية السعودية حول إنتاج النفط من حقول المنطقة المقسومة» بين البلدين، والذي توقف منذ شهور.

وتردد أن الكويت قد تلجأ إلى تحكيم دولي في هذا الخلاف، لكن مصادر كويتية نفت ذلك.

وكانت وسائل إعلام نشرت خطابا منسوباً إلى وزير النفط الكويتي، حمل تاريخ الخامس من يوليو/تموز الجاري، ووجه إلى نظيره السعودي، أبرز ما فيه أن «قرار وقف الإنتاج في عمليات الخفجي قرار سعودي منفرد، يشكل إعاقة لاستغلال الثروة، ومخالفة صريحة لنص في اتفاقية التقسيم بين البلدين، كما تمت مخالفة اتفاقية التشغيل المبرمة في آذار (مارس) 2010».

ووفق النسخة المسربة، طلب وزير النفط الكويتي من نظيره السعودي «اتخاذ ما يلزم لوقف هذا الإجراء، واستئناف أعمال الإنتاج المشترك في حقل الخفجي»، لافتاً إلى أن «استمرار وقف الإنتاج وتصديره سيحمل الكويت خسائر جسيمة، ستتحمَّلها الحكومة السعودية، لمخالفتها المادة السادسة من اتفاقية التقسيم، واتفاقية التشغيل لعام 2010».

فيما وجهت بلدية الأحمدي الكويتية، الثلاثاء، إنذارات إلى الشركات المتعاقدة مع شركة «شيفرون» السعودية، تطالبها بإزالة مواقعها باعتبار «وجودها تعديا على أملاك الدولة»، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من تعطيل الأجهزة الكويتية تأشيرات العمل لموظفي «شيفرون» السعودية، ووقف إدخال آلات ومعدات لمصلحتها، ما اضطر الشركة السعودية لوقف العمل في الحقل النفطي حتى إشعار آخر، وكلها أمور قد تؤدي لتفاقم الأزمة النفطية بين البلدين.

وكان المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، كشف في تغريدات له عبر حسابه على «تويتر»، الإثنين الماضي، عن اندلاع خلاف جديد بين السعودية والكويت، حول حقل «الدرة» للغاز، المشترك بين البلدين وهو ما أدى إلى توقف الإنتاج به.

وقالت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الخميس الماضي، إن الشركتين اللتين تديران حقل «الوفرة» النفطي البري المشترك بين السعودية والكويت أبلغتا الموظفين «غير الضروريين» بحصولهم على إجازة إجبارية اعتبارا من مطلع أغسطس/آب المقبل؛ ما يعني إطالة أمد الأزمة بشأن الحقل.

وجرى إغلاق حقل الوفرة في 11 مايو/أيار للمرة الأولى لمدة أسبوعين لإجراء أعمال صيانة في خطوة كانت تهدف إلى منح الحليفين الخليجيين العضوين في «أوبك» مزيدا من الوقت لحل نزاع طويل الأمد.

وفي 27 مايو/ أيار الماضي، قالت متحدثة باسم شركة النفط الأمريكية «شيفرون»، الحاصلة من الجانب السعودي على امتياز إدارة حقل «الوفرة»، إن الحقل سيظل متوقفا لحين حل المشكلات التي تعوق التشغيل.

وتقول مصادر في قطاع النفط إن الكويت غاضبة لعدم مشاورتها حينما جددت الرياض في 2009 امتياز «شيفرون» لإدارة حقل الوفرة حتى 2039.

لكن جذور الخلاف ترجع إلى عام 2007 حينما أدى نزاع على الأرض بين الكويت والسعودية إلى تأخير خطط الكويت لبناء مصفاة نفطية.

 

  كلمات مفتاحية

الوفرة الخفجي السعودية الكويت

خطاب «مسرب» لوزير النفط الكويتي قد يفاقم الأزمة النفطية مع السعودية

«مجتهد»: خلاف نفطي جديد بين السعودية والكويت حول حقل «الدرة» البحري

أجازة إجبارية لموظفي حقل «الوفرة» النفطي تكشف استمرار الخلاف السعودي الكويتي

«النفط الكويتية» تدين قرار السعودية بوقف حقل «الخفجي» وتدعو الحكومة للتدخل

خلافات بين السعودية والكويت توقف عمل حقل "الخفجي" المشترك

وزير كويتي: نخوض مفاوضات ”شرسة“ مع السعودية .. والخلاف ليس سياسيا

إيقاف العمل بمصفاة نفط «الشعيبة» في الكويت إثر انفجار بأحد وحداتها

الكويت توقف تصدير 200 ألف برميل نفط يوميا جراء حريق مصفاة «الشعيبة»

مصدر: الكويت ستعوض إنتاج حقول النفط المشتركة مع السعودية بنهاية 2015

الكويت قد تخفض صادراتها الفورية من السولار جراء حريق مصفاة «الشعيبة»

تعاون سعودي - كويتي للتنقيب عن النفط في 2000 موقع

وزير المالية الكويتي: لم ولن نلغي أي مشروع بسبب هبوط أسعار النفط

مصادر: الكويت تتجه إلى تعيين وزير جديد للنفط

مرسوم أميري بتعيين «الصالح» وزيرا للنفط الكويتي بالوكالة بدلا من «العمير»